467
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

خيرٌ من الاقتحام في الهلكات . ۱
(فلم تزل ساجدة) من حين غروبها .
(إلى الغد)؛ كأنّ المراد بسجودها خضوعها وانقيادها لأمره تعالى فيما اُمِرتْ به .
وقال الفاضل الإسترآبادي : «قد استفدت من كلام الصادق عليه السلام أنّ السجدة والسبحة قسمان : طبيعيّة وإراديّة، ومن قبيل الاُولى سجدة الشمس» . ۲
(ثمّ تُردّ إلى موضع مطلعها) أي مشرقها المعروف، وهكذا يفعل بها إلى ما شاء اللّه .
(ومعها مَلكان يهتفان معها) .
في الصحاح : «هَتَفِ الحمامة يَهْتِف هَتْفا، وهَتَف به هتافا؛ أي صاح به» . ۳
ولعلّ المراد بالهتف هنا الزجر والسوق حتّى تطلع من مشرقها .
(وإنّ وجهها لأهل السماء) إلى آخره .
الظاهر أنّها كانت كذلك دائما بقرينة التعليق .
وقيل : يحتمل أن يُراد به أنّ وجهها لأهل السماء متوجّه إلى العرش حين كونها ساجدة، ووجه شدّة حرارتها للأرض حينئذٍ ظاهر لتغيّر حالها بمشاهدة جلال اللّه وعظمة كبريائه، كما نقل ذلك من حال نبيّنا صلى الله عليه و آله عند نزول الوحي . وأيّده بما رواه في الفقيه من: «أنّ الشمس إذا بلغت الجوّ، وجازت الكوّ، قلّبها ملك النور ظهرا لبطن، فصار ما يلي الأرض إلى السماء، وبلغ شعاعها تخوم العرش» ۴ الحديث . ۵
وقوله : (ومعنى سجودها) ؛ إمّا من تتمّة الخبر، أو من كلام أحد الرواة، أو المصنّف .
(قال سبحانه وتعالى) في سورة الحجّ : «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ» .

1.اقتباس من الحديث المشهور الذي روي عن الإمام الصادق عليه السلام بطرق مختلفة . راجع : الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۸ ، ح ۱۰ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۱ ، ح ۳۲۳۳ ؛ التهذيب ، ج ۶ ، ص ۳۰۳ ، ح ۸۴۵ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ؛ عوالى اللآلي ، ج ۴ ، ص ۱۳۵ .

2.حكاه عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۱۶ .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۴۲ (هتف) .

4.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ، ح ۶۷۵ . وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۴ ، ص ۱۶۵ ، ح ۴۸۰۸ .

5.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
466

أو المراد الدرجات التي هي مطالع الشمس من أوّل السرطان إلى أوّل الجدي، ذاهبة وجائية بحركتها الخاصّة .
فقوله : (فتنزل كلّ يوم على برج منها) ؛ يكون تغليبا.
والغرض من التشبيه بجزائر العرب بيان سعتها وعظمتها، وسرعة حركة الشمس فيها .
في القاموس : «جزيرة العرب: ما أحاط به بحر الهند وبحر الشام، ثمّ دجلة وفرات. أو ما بين عدن أبين إلى المدار الشام طولاً، ومن جدّة إلى ريف العراق عرضا» . ۱
(فإذا غابت) ؛ يعني غربت في الدرجة المحاذية لمطلعها بالحركة اليوميّة .
(انتهت إلى حدّ بُطنان العرش) .
قال الجوهري : «البطن: خلاف الظهر. والجمع: بطنان، مثل ظَهر وظهران. والبطنان أيضا جمع البَطن، وهو الغامض من الأرض . وبطنان الجنّة: وسطها» . ۲
وقال في النهاية : «بطنان العرش: وسطه» . ۳
وقال الفاضل الإسترآبادي : «المراد دخولها دائرة نصف النهار؛ فإنّها حينئذٍ تحاذي النقطة التي هي وسط العرش» انتهى . ۴
وأنت خبير بأنّ دائرة نصف النهار بالنسبة إلى الآفاق مختلفة، وكأنّه أراد نصف نهار الاُفق المستقيم، وفيه شيء .
وقال بعض الأفاضل : «المراد محاذاة أوساط العرش بالنسبة إلى أكثر المعمورة؛ لما ورد في الأخبار الكثيرة: أنّ العرش محاذٍ للكعبة» . ۵
وقيل : بطنان العرش: تحته ، والمراد بحدّ بطنان العرش المنزلة التي ترجع منها، وتطلع من المغرب في آخر الزمان عند قيام الساعة ، وقد عدّ ذلك من أشراطها، وإلّا فالشمس دائما تحت العرش . ۶
وأقول : التثبّت والتوقّف في أمثال هذا الخبر طريق الاحتياط؛ فإنّ الوقوف عند الشبهات

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۶۸ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ (جزر) مع اختلاف يسير .

3.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۷۹ (بطن) .

4.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۷ (بطن) .

5.لم نعثر على مصدره .

6.مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۱۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179389
صفحه از 624
پرینت  ارسال به