51
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

ويحتمل أن يكون «على» للتعليل؛ أي لأجل تضييعهم حدود الإسلام، وعدم عملهم بقوانينه .
وقيل : الظاهر أنّ الظرف حال عن المفعول، وأنّ «على» للاستعلاء والاستيلاء ۱ ؛ أي مع كونهم داخلين على الإسلام غير خارجين منه .
وفي القاموس: «قَصَبه يقصبه : قطعه . والقصّاب: الزمّار» . ۲
وقوله : (فنحن يومئذٍ والناس فيه سواء) متفرّع على قوله عليه السلام : «صدقوا» ، والضمير لليوم، والناس المخالفون الذين تابوا عند ظهور دولة الحقّ .
والمراد بالمساواة المشاركة في الدرجة والمنزلة الرفيعة عند الصاحب عليه السلام .
وقوله : (سنام الأرض وحكّامها) كناية عن دولة الشيعة يومئذٍ، ورفعة قدرهم، ونفاذ أمرهم .
وأصل السنام ـ بالفتح ـ ما هو للإبل، ومن الأرض: وسطها، ثمّ استعمل في أعالي الشيء كائنا ما كان .
(لا يسعنا في ديننا إلّا ذلك) أي لا يجوز لنا في قوانين ديننا إلّا أن نفضّلكم بسبق إيمانكم على غيركم .
وقوله : (إنّ القائم منكم) أي الذي يقوم لنصرته عليه السلام ، ويستعدّ له .
وفي بعض النسخ: «القائل منكم»، وهو الظاهر .
وقوله : (كالمُقارع) خبر «إنّ» .
في القاموس: «قَرَع رأسه بالعصا: ضربه . والمقارعة: أن تقرع الأبطال بعضهم بعضا» . ۳
وقوله : (والشهادة معه شهادتان) ؛ لعلّ المراد أنّ للمتمنّي ثواب شهادة واحدة ، ولمن أدركها معه ثواب شهادتين؛ لشهادته معه، ولكونه مؤمنا منتظرا لظهور دولته عليه السلام .
وقد روي : «أنّ المؤمن شهيد، وإن مات على فراشه» . ۴

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۴ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ (قصب) مع التلخيص .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۶۸ (قرع) .

4.اُنظر : الأمالي للطوسي ، ص ۶۷۶ ، ح ۱۴۲۶ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۱۴۴، ح ۶۴ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
50

نحن وأنتم سواء في الدين وأمر الخلافة .
فأجاب عليه السلام بأنّهم في هذا القول صادقون؛ فإنّ (من تاب) توبةً خالصة (تاب اللّه عليه) وقبل توبته . ۱
(ومَنْ أسرَّ نفاقا) وأبطنه وأظهر الإيمان بلسانه وجوارحه .
(فلا يُرغم اللّه إلّا بأنفه) .
في القاموس: «الرغم: الكُره ـ ويثلّث ـ والتراب، كالرغام، والذلّ. ورغم أنفي للّه ، مثلّثة: ذلّ عن كره. وأرغمه الذلّ، وأرغمه اللّه : أسخطه» ۲ ؛ يعني من أسرّ نفاقا أذلّه اللّه وأسخطه في الدنيا والآخرة .
وقيل : إنّ الرغم مأخوذ من المراغمة، وهي الاضطراب والتحيّر ؛ يعني جعله اللّه مضطربا متحيّرا أبدا . ۳
(ومن أظهر أمرنا أهرق اللّه دمه) أي من أفشى سرّنا بترك التقيّة، وأظهر التشيّع عند المخالفين ، يمكّنهم اللّه من إهراق دمه .
وهذا إمّا خبر، أو دعاء . وقيل : دعاء على مَن أظهر أسرارهم من أهل النفاق عند أعدائهم للإضرار بهم وبشيعتهم . ۴
وقيل : يحتمل أن يكون المراد: من ادّعى الإمامة بغير حقّ، وخرج بغير إذن الإمام. ۵
وأصل أهراق: أراق. يُقال : أراق الماء، إذا صبّه ، ثمّ اُبدلت الهمزة هاء، فقيل : «هراقه» بفتح الهاء، ثمّ جمع بين البدل والمبدل منه، فقيل : «أهراق».
وضمير «دمه» راجع إلى لفظ الموصول ، وفي قوله : (يَذبحهم اللّه على الإسلام) راجع إليه باعتبار المعنى .
والذبح: الشقّ، والفتق، والنحر، والخنق. وفعله كمنع .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۲۱ (رغم) .

3.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۴ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۴ .

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159815
صفحه از 624
پرینت  ارسال به