537
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(فأصبحتم تَحكون من حالهم حالاً) أي صرتم بحيث تماثل حالكم وصفاتكم حالَهم وصفاتِهم، وتُخبر أوضاعكم وأطواركم عن أوضاعهم وأطوارهم؛ لموافقتها لها.
وضمير «حالهم» راجع إلى قوم جفّت أقلامهم .
قال الفيروزآبادي : «الحال : كنية الإنسان، وما هو عليه ـ كالحالة ـ والوقت الذي أنت فيه، ويُذكّر . وحالات الدهر وأحواله: صُروفه» . ۱
وقال : «حكوت الحديث أحكوه ـ كحكيته ـ أحكيه. وحكيت فلانا وحاكيته: شابهته، وفعلت مثل فعله أو قوله سواء. وعنه الكلام حكايةً: نقلته» . ۲
(وتحتذون من مسلكهم مثالاً) .
في القاموس : «المِثال: المقدار، والصفة». ۳
ونصبه على المفعوليّة؛ أي تقتدون بهم في سلوكهم .
في القاموس : «احتذي مثاله؛ أي اقتدي به» . ۴
في بعض النسخ : «تحتدون» بالدال المهملة، والمآل واحد . قال في القاموس : «حَدَى الليلُ النهارَ: تبعه، كاحتداه» . ۵
والسلك ـ بالفتح ـ مصدر بمعنى الذهاب، والسير، كالسلوك، وفعله كنصر . ويحتمل أن يقرأ: «السِّلك» بالكسر، أو كعنب .
في الصحاح : «السِّلكُ: الخيط» . ۶
وفي القاموس : «السِّلْكة، بالكسر: الخيط يُخاط بها. الجمع: سِلَك» . ۷
ويحتمل أيضا كون السَّلك ـ بالفتح ـ بمعنى إدخال الشيء في الشيء .
وفي بعض النسخ: «من مسلكهم» أي طريقهم .
وقوله : (سَفْر حلول) أي مسافرون، سافرتم من منازل عالم الأرواح، وحللتم فيها .
(الموت بكم نزول) بفتح النون؛ أي نازل، أو بضمّها .

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۶۴ (حول) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۹ (حكي) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۹ (مثل) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۶ (حذو) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۵ (حدو) .

6.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۱ (سلك) .

7.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ (سلك) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
536

قال الجوهري : «الأين: الإعياء . قال أبو زيد : لا يُبنى منه فعل» . ۱
وفي القاموس : «فَتَر يَفترُ فُتُورا وفَتارا: سكن بعد حدّةٍ، ولانَ بعد شدّةٍ. وفتره تفتيرا» انتهى . ۲
والظاهر أنّ الضمير المجرور راجع إلى السير . والمعنى: ليس في ذلك السير إعياء ولا تفتير لتلك المطايا، فتسكن عن السير، وتضعف زمانا. أو تقول: إرجاع الضمير إلى السير مجاز عن المطايا، والمراد: ليس في تلك المطايا إعياء ولا تفتير .
قال بعض الشارحين :
فيه تنبيه للغافلين النازلين في الدُّنيا على لزوم خروجهم منها سريعا ؛ لأنّ قلّة المسافة وسرعة المركوب في السير، مع انتفاء الإعياء والتفتير، يستلزم قطع تلك المسافة في أقرب أوقات الإمكان، ولا تظنّ أيّها الغافل أنّك مقيمٌ ؛ فإنّ من كانت مطيّته الليل والنهار، فهو سائر وإن كان واقفا، وقاطع للمسافة وإن كان مقيما، كما يجد ذلك راكب السفينة .
وقد أشار عليه السلام إلى توضيح ذلك بقوله : (نهاركم بأنفسكم دؤوب، وليلكم بأرواحكم ذَهوب) . ۳
في القاموس : «دأب في علمه ـ كمنع ـ دَأبا ـ ويحرّك ـ ودؤوبا، بالضمّ: جدّ، وتعب. وأدأبَهُ. والدَّأبُ أيضا، ويحرّك: السوق الشديد، والطَّرْد» انتهى . ۴
والظرف في الموضعين متعلّق بما بعده، والتقديم لرعاية السجع ، والباء فيهما للتعدية ؛ أي نهاركم يتعبكم، ويجدّ بكم في حركاتكم وأفعالكم، وليلكم يُذهب أرواحكم بسبب النوم، وذلك كلّه لفناء أجسادكم .
ويحتمل كونها للسببيّة؛ أي نهاركم يجدّ ويسرع ويتعب بسبب أنفسكم، ولأجل إذهابها وإفنائها، ويسعى ليلكم في إذهاب أرواحكم .
وفي الجمع بين النهار ودؤوب الأنفس، وبين الليل وإذهاب الأرواح من اللطف ما لا يخفى .

1.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۷۶ (أين) .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ (فتر) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۹۹ .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۴ (دأب) مع تلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159867
صفحه از 624
پرینت  ارسال به