555
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

تحت قدرته، مسخّر لإرادته، ناصيته بيده .
أو المراد أنّه تعالى مذلّ الجبّارين، وقاصم ظهورهم بالإهلاك والإفناء والتعذيب، أو أنّه تعالى قهر على العدم، فأوجد الأشياء، وقهر على الوجود، فأفناها .
(المتسلّط بقهره) ؛ كأنّ العطف للتفسير، أو يحمل على أحد المتعاطفين على أحد من المعاني السابقة ، والآخر على آخر منها .
والسلاطة: القهر. والتسليط: التغليب، وإطلاق القهر والقدرة. يُقال: سلّطه، فتسلّط عليه .
(الممتنع بقوّته) .
الممتنع: العزيز القويّ في نفسه. وأصل الامتناع: الكفّ عن الشيء .
وقيل : المراد بالممتنع هنا من يمتنع من أن يصل إليه سوء، أو يغلبه أحد . ۱
وقيل : هو المتقوّي بقوّته، فلا يحتاج في التقوّي إلى أحد، ولا يقدر عليه من يريده . أو الممتنع بها عن الشريك والنظير، والاستعانة من أحد، من امتنع من الأمر، إذا كفّ عنه، وأبى منه . ۲
(المهيمن بقدرته) .
قيل : هو مُفَيْعل من الأمانة؛ أي المؤتَمن .
وقيل : هو الذي يُؤمِن غيره من الخوف، وأصله: مُأَءْمِن، قلبت الهمزة الثانية ياء، والأولى هاء .
وقيل : هو الشهيد؛ لأنّه تعالى شاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل أو غيرهما؛ إذ لا يغيّب عنه تعالى مثقال ذرّة في الأرض، ولا في السماء . ومنه قوله تعالى : «مُصَدِّقا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنا عَلَيْهِ» . ۳
وقيل : هو الرقيب على الممكنات، الحافظ لها .
وقيل : هو اسم من أسمائه تعالى في الكتب .
وقيل : هو القائم باُمور الخلق . ۴

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۵۵ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۰۵ .

3.المائدة (۵) : ۴۸ .

4.اُنظر الأقوال في : شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۲۰۵ ؛ مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۵۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
554

نظير له . ويقال : «من عزَّ بزّ» ؛ أي من غلب سلب . وقوله تعالى حكايةً عن الخصم : «وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ»۱ ؛ أي غلبني في مجاوبة الكلام . وقد يُقال للملِك، كما قال اُخوة يوسف : «يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ»۲ ؛ أي يا أيّها الملك .
والأكرم، معناه الكريم، وقد يجيء «أفعل» بمعنى «فعيل»، كقوله تعالى : «وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ»۳ ؛ أي هيّن عليه . و «لَا يَصْلَاهَا إِلَا الْأَشْقى . . . وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقى»۴ ؛ يعني الشقيّ والتّقي . واُنشد في هذا المعنى:

«إنّ الذي سمك السماء بنالها بيتا دعائمه أعزّ وأطول» .۵
إلى هاهنا كلام صاحب العدّة .
وقيل : الأجلّ؛ أي من أن يبلغ إلى كنه ذاته. الأعظم؛ أي من أن يدرك أحد كنه صفاته. الأعزّ، من أن يغلبه شيء . الأكرم، من أن تحصى نعمه وآلاؤه .
ويحتمل أن يكون مشتقّا من الكرم بمعنى الشرف والمنزلة؛ أي أكرم من كلّ ذي كرامة . ۶
(المتوحّد بالكبرياء) أي المتفرّد بالعظمة والشرف والرفعة المطلقة، لا يشركه فيها أحد؛ لأنّها إمّا بحسب شرف الذات، أو الصفات الذاتيّة، أو الفعليّة، وهذه بأسره مختصّة به تعالى، وما سواه حقير ذليل وضيع بالنسبة إليه، متضرّع بين يديه .
في القاموس : «الكبر: معظم الشيء، والشرف، والرفعة في الشرف، والعظمة، والتجبّر، كالكبرياء» . ۷
(والمتفرّد بالآلاء) أي لم يشركه أحد في النِّعم، والإنعام بها، بل هو المُنعم الحقيقي، وكلّ من له نعمة أخذها منه .
والآلاء: النِّعم. واحدها: إليٌ، بالفتح والكسر. وألوٌ، وألًى، وإلًى .
(القاهر بعزّه) أي الغالب على جميع الأشياء، ووضعها في مواضعها، وتقدير ذواتها وكمالاتها اللاحقة بها، وذلك سبب كمال قوّته وقدرته عليها، فلا موجود إلّا وهو مغلوب

1.ص (۳۸) : ۲۳ .

2.يوسف (۱۲) : ۷۸ و ۸۸ .

3.الروم (۳۰) : ۲۷ .

4.الليل (۹۲) : ۱۵ - ۱۷ .

5.اُنظر : بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۱۹۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۷ ، ص ۳۰۰ (ونسبه في الأخير للفرزدق) .

6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۵۵ .

7.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۴ (كبر) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 182874
صفحه از 624
پرینت  ارسال به