قال اللّه ـ عزّ وجلّ ـ في سورة النجم : «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدى * وَللّهِِ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا»۱ .
قال البيضاوي :
بعقاب ما عملوا من السوء، أو بمثله، أو بسبب ما عملوا من السوء، وهو بمثله دلّ عليه ما قبله؛ أي خلق العالَم، وسوّاه للجزاء. أو ميّز الضالّ عن المهتدي، وحَفِظ أحوالهم لذلك ، «وَيَجْزِي الَّذِيْنَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنى» : بالمثوبة الحسنى، وهي الجنّة، أو بأحسن من أعمالهم، أو بسبب الأعمال الحسنى . ۲ انتهى .
والظاهر أنّ اللّام في الحديث تعليل للوقوف .
(وسارعوا إلى رضوان اللّه ) .
الرضوان، بالكسر والضمّ: الرضا . والمراد هاهنا سببه .
وقوله : (بمَحابّه) ؛ يحتمل أن يكون بفتح الميم وتشديد الباء، جمع محبوبة؛ أي الأعمال المحبوبة للّه . أو جمع محبّ، أو محبّة، اسم مكان من الحبّ، كمصادر ومدارس في جمع مصدر ومدرسة .
وقيل: المُحابّ اسم مفعول، بمعنى المحبوب في لغة هذيل . ۳
(ويجتنب سخطه) أي موجبات سخطه وعقوبته .
(ثمّ إنّ أحسن القصص) .
في القاموس : «قصّ أثره قصّا وقصيصا: تتبّعه. والخبر: أعلمه . والقصّة، بالكسر: الأمر، والذي يكتب، الجمع كعنب» . ۴
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ»۵ :
أي أحسن الاقتصاص؛ لأنّه اقتصّ على أبدع الأساليب. أو أحسن ما يقصّ؛ لاشتماله على العجائب والحِكم والآيات والعِبَر ، فعل بمعنى مفعول، كالنقص
1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۲ .
2.النجم (۵۳) : ۳۰ و ۳۱ .
3.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۵۸ .
4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۳ (قصص) مع التلخيص .
5.يوسف (۱۲) : ۳ .