571
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

واعلم أنّه يستفاد من هذا الخبر عدم وجوب القراءة في الخطبة الثانية؛ لأنّه عليه السلام يقرأ فيها شيئا من القرآن .
ويؤيّده موثّقة سماعة عن أبي عبد اللّه عليه السلام ؛ فإنّ فيها أيضا دلالة على اختصاص القراءة، والوعظ بالاُولى في الصلاة على النبيّ وآله، والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بالثانية . وبه أفتى المحقّق رحمه الله في النافع والمعتبر ۱ . وهو منقول عن السيّد المرتضى . ۲
ويظهر من عبارة الشيخ في النهاية والاقتصاد أنّ القراءة بين الخطبتين . ۳
وذهب في الخلاف ۴ إلى وجوب القراءة في الخطبتين جميعا ، لكنّه اكتفى بالآية التامّة الفائدة فيهما، وهو مختار أكثر المتأخّرين .
وقال في المبسوط ۵ بوجوب سورة خفيفة فيهما، وهو مختار ابن حمزة، وابن إدريس، وجماعة . ولعلّه أحوط.
ولم يتعرّض أبو الصلاح بوجوب القراءة في شيء من الخطبتين أصلاً . ۶
وقوله : (وبارك على محمّد وآل محمّد) .
في القاموس : «البركة، محرّكة: النّماء، والزيادة، والسعادة. وبارك اللّه لك ، وفيك ، وعليك، وباركك. وبارك على محمّد وآل محمّد: أدِم له ما أعطيته من التشريف والكرامة» ۷ انتهى .
وقيل : «بارك» إمّا من بروك البعير، إذا استناخ، ولزم مكانا واحدا لا يخرج منه . أو من البركة . والمعنى على الأوّل: أدِمْ عليهم الكرامة والتشريف ، وعلى الثاني: زدهم تشريفا بعد تشريف، وكرامةً بعد كرامة . ۸ فليتأمّل .
وقوله : (وتحنّن) .
قال الجوهري : «الحَنان: الرحمة . وتحنّن عليه: ترحّم» . ۹

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۳ .

2.المختصر النافع ، ص ۳۵ و ۳۶ ؛ المعتبر، ج ۲ ، ص ۲۸۰ - ۲۸۴ .

3.حكاه عنه في المعتبر ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ .

4.اُنظر : النهاية ، ص ۱۰۳ - ۱۰۴ ؛ الاقتصاد ، ص ۲۶۷ .

5.الخلاف ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ .

6.المبسوط ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ و ۱۵۲ .

7.اُنظر : الكافي في الفقه ، ص ۱۵۱ .

8.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۹۳ (برك) .

9.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۰۴ (حنن) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
570

والسلب، واشتقاقه من قصّ أثره، إذا تَبِعَهُ . ۱
(وأبلغ الموعظة) أي أتمّها وأكملها . أو البالغ غاية الفصاحة والبلاغة .
(وأنفع التذكّر) .
يفهم من كلام أرباب اللّغة أنّ التذكّر يتعدّى ولا يتعدّى . والمراد تذكّر اُمور الدُّنيا والآخرة، وتذكير ممّا له مدخل في الكمال .
(كتاب اللّه ) ؛ لاشتماله على جميع ذلك .
«وَإِذَا قُرِءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا»۲ الآية .
قال الجوهري : «الإنصات: السكوت، والاستماع للحديث . تقول : أنصتوا، وأنصتوا له» . ۳
وقال بعض الأفاضل : «أمر بالاستماع؛ لينتقل إلى المقصود . وبالإنصات لئلّا يشتغل القلب بغيره . وجعل الغاية رجاء نيل الرحمة التي هي غاية اُمنيّّة العابدين» . ۴
وقوله تعالى : «وَالْعَصْرِ» .
قال البيضاوي :
أقسم سبحانه بصلاة العصر؛ لفضله. أو بعصر النبوّة. أو بالدهر؛ لاشتماله على الأعاجيب، والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران .
«إِنَّ الْاءِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ» ؛ إنّ الإنسان لفي خسران في مساعهيم وصرف أعمارهم في مطالبهم . والتعريف للجنس . والتذكير للتعظيم .
«إِلَا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» ؛ فإنّهم اشتروا الآخرة بالدُّنيا، ففازوا بالحياة الأبديّة والسعادة السرمديّة .
«وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ» بالثابت الذي لا يصحّ إنكاره من اعتقاد أو عمل .
«وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ»۵ عن المعاصي، أو على الحقّ، أو ما يبلو اللّه [به] عباده . وهذا من عطف الخاصّ على العامّ للمبالغة . انتهى . ۶
والمشهور أنّ اللّام «في الإنسان» للاستغراق بقرينة الاستثناء .

1.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۲۷۲ .

2.الأعراف (۷) : ۲۰۴ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ (نصت) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۳ .

5.العصر (۱۰۳) : ۱ - ۴ .

6.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۵۲۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181516
صفحه از 624
پرینت  ارسال به