573
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(اللّهُمَّ أعطِ محمّدا الوسيلة) إلى آخره .
قد مرّ أنّ الوسيلة منبر يوضع يوم القيامة له ألف مرقاة .
وقال في القاموس : «الوسيلة: المنزلة عند الملك، والدرجة، والقربة» . ۱
وقال : «الشرف، محرّكة: العلوّ، والمكان العالي، والمجد، أو لا يكون إلّا بالآباء أو علوّ الحسب» . ۲
وقال: «الفضل: ضدّ النقص. والفضيلة: الدرجة الرفيعة في الفضل» . ۳
وقال : «المنزلة: موضع النزول، والدرجة» . ۴
وقوله : (وأوجههم عندك يوم القيامة جاها) .
قال الجوهري : «وَجُهَ الرّجل ـ بالضمّ ـ أي صار وجيها؛ أي ذا جاه وقدر . ووجوه البلد: أشرافه» . ۵
وقال في معتلّ العين: «الجاه: القدر، والمنزلة» . ۶
وفي القاموس : «الوجه: سيّد القوم. الجمع: وجوه، كالوجيه، الجمعُ: وُجَهاء. والوجيه: ذو الجاه» . ۷
وقوله : (وحباء السلام) .
الحباء، ككتاب: العطاء بلا مَنّ ولا جزاء، كالحبوة مثلّثة . ولعلّ المراد: أعطه عطيّة سلامتك، بأن يكون سالما عن جميع ما يوجب نقصا، أو اجعله متمكّنا من أن يحبو ويعطى السلامة من أنواع البلاء والعذاب لمن أراد ، وأعطه واُمّته تحيّة السلام من عندك، بأن يسلّم عليهم الملائكة في الجنان رسلاً من عندك .
وقوله : (غير خَزايا) .
قال الجوهري: «خَزِي ـ بالكسر ـ يَخْزي خزايَة؛ أي استحياء، فهو خَزْيان، وقومٌ خزايا» . ۸

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۶۴ (وسل) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۵۷ (شرف) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱ (فضل) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۶ (نزل) .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۵۵ (وجه) مع تلخيص .

6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۳۱ (جوه) .

7.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹۵ (وجه) .

8.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۶ (خزي) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
572

وقوله : (وسلِّم) .
قيل : أي خلّصهم من الآفات الدنيويّة والاُخرويّة، وطهّرهم من الأرجاس البدنيّة والروحانيّة، وهم طاهرون منها . والطلب للتمنّي، والتبرّك، والتقرّب بهم . ۱
في القاموس : «سلِم من الآفة ـ بالكسر ـ سَلامة. وسلّمه اللّه منها تسليما. وسلّمته إليه تسليما، فتسلّمه: أعطيته، فتناوله . والتسليم: الرضا» . ۲
وقوله : (كأفضل ما صلّيت) إلى قوله : (إنّك حميدٌ مجيد) .
لعلّ الكاف زائدة، كما قيل في قوله تعالى : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» في وجه . وقيل : أراد أن يكون كلّ فرد من أفراد الصلاة على محمّد وآل محمّد ، وكذا كلّ فرد من أفراد ما عطف عليها، كأفضل أفراد الصلاة على إبراهيم، وأفضل أفراد ما عطف عليها في كونه في غاية الكمال .
وبالجملة للصلاة على إبراهيم أفراد متقاربة بعضها في غاية الكمال دون بعض ، وأراد بالتشبيه أن يكون كلّ فرد من أفراد الصلاة على محمّد وآله كأفضل أفراد الصلاة على إبراهيم في بلوغه إلى حدّ الكمال ، فلا يلزم منه إلحاق الناقص بالكامل، بل اُلحِق كلّ فرد من طرف المشبّه بأفضل الأفراد من طرف المشبّه به ، بل يفهم منه تفضيله صلى الله عليه و آله على إبراهيم وتفضيل صلاته على صلاته . وعليه فقس . فليتأمّل . ۳ انتهى .
وقال صاحب العدّة :
الحميد هو المحمود الذي استحقّ الحمد بفعاله ؛ أي يستحقّ الحمد في السرّاء والضرّاء ، وفي الشدّة والرخاء . ۴ والمجيد هو الواسع الكريم ؛ يُقال: رجلٌ ماجد، إذا كان سخيّا واسع العطايا .
وقيل : معناه الكريم العزيز، ومنه قوله عزّ وجلّ : «قُرْآنٌ مَجِيدٌ»۵ ؛ أي كريمٌ عزيز . والمَجْد في اللغة: نيل الشرف، وقد يكون بمعنى ممجّد؛ أي مجّده خلقه، وعظّموه . ۶

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۳۰ (سلم) .

3.إلى هاهنا كلام القائل ، وهو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۳ و ۲۱۴ .

4.عدّة الداعي ، ص ۳۰۳ .

5.البروج (۸۵) : ۲۱ .

6.عدّة الداعي ، ص ۳۰۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181528
صفحه از 624
پرینت  ارسال به