575
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال الجوهري : «الغَناء، بالفتح: النفع» . ۱
(وحُسْن بلائهِ) . يُقال : بلوته بَلْوا وبَلاءً، إذا اختبرته، وامتحنته، وجرّبته . وحُسن بلائه تعالى خير الصنيع الذي يختبر به عباده، بحيث يوجب تذكّر أمر الآخرة، وتهيئة أسبابها . وقد يُطلق البلاء على النعمة والعطيّة .
(ونؤمن بهُداه الذي لا يَخْبو ضياؤه) .
خبت النار والحرب والحدة تخبو خَبْوا وخُبُوّا: سكنت، وطُفِئَت . وأخْبيتها: أطفأتها .
وقيل : المراد بالهدى القرآن، أو الرسول، أو القوانين الشرعيّة. وعلى التقادير تشبيهه بالنار مكنيّة، وإثبات الضياء له تخييل، وذكر الخبو ترشيح . ۲
(ولا يتمهّد سَناؤه) .
قال الجوهري والفيروزآبادي : «التمهّد: التمكّن» . ۳
والسنا، بالقصر: ضوء البرق. وبالمدّ: الرفعة. وكان الفعل على بناء المفعول ، والمعنى: لا يتمكّن أحد من بلوغ سنائه، ونيل رفعته وعلوّه .
وربّما قيل : التمهّد من المهد: للموضع الذي يهيّأ للصبيّ، أو من المهاد، وهو الفراش الذي يوضع ويُبسط ويوطأ، وأيّا ما كان فهو كناية عن الوضع والخفض. والسنا على الأوّل بالقصر، وعلى الثاني بالمدّ. فليتأمّل جدّا؛ فإنّه من زال الأقدام .
وفي بعض النسخ: «لا يَهْمُدُ». وفي بعضها: «لا يتهمّد»، وهما من الهمود بمعنى الموت، وطفؤ النار، أو ذهاب حرارتها .
(ولا يوهن عُراه) .
في القاموس : «الوَهْن: الضعف في العمل، ويحرّك، والفعل كوعد وورث وكرم. وأوهنه: أضعفه». ۴
وفيه: «العروة من الدلو والكوز: المقبض. ومن الثوب: اُخت زره، كالعرى، ويكسر» ۵ انتهى .

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۴۹ (غني) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۵ .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۴۱ (مهد) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۷۶ (وهن) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۱ (عرو) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
574

(ولا ناكبين) .
نكث العهد والجبل ، إذا نقضه . وفي بعض النسخ: «ناكبين» بالباء الموحّدة؛ أي متنكّبين عادلين عن دينه واتّباعه .
(ولا نادمين) عن قبائح أعمالنا .
(ولا متبدّلين ۱ ) .
في بعض النسخ : «ولا مبدّلين» .
بدل الشيء، بالتحريك وبالكسر: الخلف منه. وتبدّله، وبه : اتّخذه منه بدلاً . كبدّله . والمراد تبديله صلى الله عليه و آله بغيره، أو تبديل دينه وشرائعه .
وقوله : (ثمّ جلس قليلاً) ؛ يدلّ على اشتراط الجلوس الخفيف بين الخطبتين للتأسّي . ويؤيّده روايات اُخر، وهو المشهور بين الأصحاب .
وقوله عليه السلام : (الحمد للّه أحقّ من خُشي) ؛ على بناء المفعول .
وكذا قوله : (وحُمِدَ) .
وجه كونه تعالى أحقّ لها بأنّ استحقاق أحد للخشية والخوف منه، وللحمد والثناء له إنّما هو على قدر عظمته وقدرته، وكثرة إحسانه وإنعامه، وقد عجزت عن معرفة عظمته وقدرته عقول العارفين، وعن إحصاء آلائه ونعمائه ألسِنَة الواصفين .
(وأفضل مَن اتُّقي) على بناء المجهول؛ أي اُجتُنِبَ عن مخالفته وعقوبته.
(وعُبِد) أي يتذلّل له غاية التذلّل .
(وأولى مَن عُظّم ومُجّد) .
التعظيم: التفخيم، والتكبير . ويُقال : مجّده تمجيدا ؛ أي عظّمه ، وأثنى عليه .
ووَجهُ كونه سبحانه أولى بهما لأنّهما إنّما يكونان إمّا لشرف الذات، أو لكمال الأفعال والصفات ، وكلّ ذلك له تعالى على وجه الكمال .
(نحمده لعظيم غَنائه) .
قد عرفت سابقا وجه تعقيب ما يدلّ على التجرّد بما يدلّ على الدوام والاستمرار .

1.في المتن الذي ضبطه الشارح رحمه الله سابقا : «مبدّلين» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181470
صفحه از 624
پرینت  ارسال به