577
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقال الجوهري : «كسبت أهلي خيرا، وكسبت الرجل مالاً فكسبه . وهذا ممّا جاء على فَعَلتُه ففعل» . ۱
(نستعصمه من مساوي الأعمال) ؛ كأنّها جمع سوء ـ بالفتح، أو بالضمّ ـ على غير قياس، كالمحامد جمع حمد، أو جمع مَسأة .
قال الجوهري : «سأه يسوؤه سَوءا ـ بالفتح ـ ومساءة وسائية: نقيض سرّه. والاسم: السُوء بالضمّ. وقرئ : «عليهم دائرة السوء»؛ يعني الهزيمة والشرّ . ومن فتح، فهو من المساءة» . ۲
وفي المصباح: «المساءة: نقيض المسرّة. وأصله: مَسوءة، على مَفْعلة بفتح الميم والعين ويكسر الواو في الجمع، فيقال: المساوي ، لكن استعملوا الجمع مخفّفا» ۳ انتهى .
يعني أنّ أصله المساوئ بالهمزة، التي هي لام الفعل، فخفّفت بقلبها ياء .
(ومكاره الآمال) .
في القاموس : «الكرُه، ويضمّ: الإباء، والمشقّة. أو بالضمّ: ما أكرهت نفسك عليه، وبالفتح: ما أكرهك غيرك عليه. كرهه ـ كسمعه ـ كَرْها، ويضمّ، وكراهةً وكراهية ومَكرَهة، وتضمّ راؤه، وشيء كَرْهٌ بالفتح، وكخجل، وأمير : مكروه، وما كان كريها فكره ، ككرم». ۴
وفيه: «الأمل، كحبل ونجم وشبر: الرجاء. والجمع: آمال» . ۵
والمراد هنا الطمع والرجاء في الاُمور الدنيويّة زائدا على قدر الكفاف .
(والهجوم في الأهوال) .
هجم عليه ـ كنصر ـ هجوما: انتهى إليه بغتةً، أو دخل فلانا أدخله. وهاله هولاً: أفزعه. والهَوْل: المخافة من الأمر لا يُدرى ما يهجمُ عليه منه، وجمعه: أهوال .
(ومشاركة أهل الريب) .
لعلّ المراد بهم الذين يرتاب الناس فيهم بالخيانة والسرقة ونحوهما من الفسوق والمعاصي ، أو الذين يوقعون الناس في الشكّ والارتياب في اُمور الدِّين اُصولاً وفروعا، وبمشاركتهم مجالستهم، أو معاملتهم أو معاونتهم ومظاهرتهم في دينهم .

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ (كسب) .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۵۵ (سوأ) .

3.المصباح المنير، ص ۱۲۱(سوأ).

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ (كره) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۳۰ (أمل) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
576

ولعلّ المراد بالعرى هنا الأنبياء والأوصياء والأحكام الشرعيّة وقوانينها .
(ونعوذ باللّه من سوء كلّ الرّيب) أي من شرّ كلّ شكّ وشبهة يوجب الفساد في أمر الدِّين، أو ما يعمّ أمر الدُّنيا أيضا، والاستعاذة منه يجب على كلّ مكلّف، وإن كان من أهل التصديق والإيقان؛ لأنّه لا يأمن المزلّة والطغيان .
وقيل : هذا الكلام منه عليه السلام على سبيل التعظيم، أو التعبّد، أو إظهار العجز ، وإلّا فساحة عصمته وكماله وعلمه منزّهة من دخول الريب اللازم للجهل . ۱
(وظُلَم الفتن) .
الظلم، كصُرَد: جمع الظلمة .
والفِتن، كعنب: جمع الفتنة ـ بالكسر ـ وهي الامتحان والاختبار، والحيرة في الأمر، واختلاف الناس في الآراء، والفضيحة، والعذاب، والمال، والأولاد، والمحنة، والضلال، والإضلال .
والإضافة من قبيل «لجين الماء»، أو من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف مبالغة في وصف الفتن بالظلم .
وقيل : تشبيه الفتن بالشيء المظلم في عدم اهتداء من وقع فيه مكنيّة، وإثبات الظلمة لها تخييليّة . ۲
(ونستغفره من مكاسب الذنوب) .
قيل : هي مواضع كسبها من الأفعال القبيحة، والأخلاق الذميمة، والعقائد الفاسدة . ۳
وأقول : الظاهر أنّها جمع المكسب بمعنى الكسب .
قال الفيروزآبادي : «كسبه يكسبه كَسْبا وكسبا: طلب الرزق. أو كسب: أصاب. وكسبه: جمعه. وفلان طيّب المَكسب والمَكسِب والمكسبة ـ كالمغفرة ـ والمِكسبة بالكسر؛ أي طيّب الكسب» . ۴

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۵ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۱۶ .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ (كسب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 180981
صفحه از 624
پرینت  ارسال به