59
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

في القاموس : «نكل عنه ـ كضرب ونصر وعلم ـ نكُولاً : نكص، وجبن» . ۱
(والريب) أي الشكّ والارتياب في اُصول الدِّين وفروعه، وترك طلب اليقين فيهما، أو القلق والاضطراب بعد الوصول إلى ما هو الحقّ والصواب .
(كفر) ؛ بمنزلة الجحود والإنكار .
(ومن يشكر يزيده ۲ اللّه ) .
في بعض النسخ: «يزده اللّه » . ولفظة «مَن» على الأوّل موصولة ، وعلى الثاني شرطيّة .
وبهذا يظهر فساد ما قيل: إنّ «يزيده اللّه » على ما في كثير من النسخ ضعيف؛ لأنّ الشرط والجزاء إذا كانا مستقبلين كان الأحسن جزم الجزاء، ورفعه ضعيف . ۳
(ومن يصبر على الرزيّة) أي المصيبة .
(يُعينه اللّه ) .
في بعض النسخ: «يعنه اللّه » بالجزم . ۴
(ولا تقربوا إلى أحدٍ من الخلق تتباعدوا من اللّه ) أي من رحمته .
ولعلّ المراد التقرّب إليهم بمعصية اللّه . وقيل : لابدّ من حملهم على من ليس من أهل التقرّب بهم؛ فإنّ التقرّب بالعلماء والصلحاء تقرّب إلى اللّه . ۵
ويؤيّد الاُولى ما وقع في بعض نسخ الكتاب وفي الفقيه: «بتباعد من اللّه » . ۶
وقوله : (فإنّ اللّه عزّ وجلّ) إلى قوله : (واتّباع مَرضاته) تعليل للسابق .
والمراد بالشيء الوسيلة والسبب والعهد ؛ يعني ليس بين اللّه وبين الخلق وسيلة يوجب الوصول إلى الخير مطلقا، ودفع الشرّ مطلقا، إلّا طاعته واتّباع مرضاته، وهما لا يتحقّقان في ضمن التقرّب بشرار الخلق، وطلب رضاهم بما فيه سخط الخالق ، ومنهم من خصّص الخير بالجنّة والشرّ بالنار .

1.الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۰۲ ، ح ۵۸۶۸ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۶۰ (لكل).

4.في مرآة العقول : «يزيد» من دون الضمير.

5.كما ضبطه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۷ .

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
58

وقال الجزري:
فيه: «من سمّع الناسَ بعلمه، سمّع اللّه به سامِعَ خَلقِهِ» . وفي رواية: «أسامع خَلْقهِ» . يُقال : سمّعت بالرجل تسميعا وتَسمِعَةً، إذا شهّرته، وندّدت به . وسامع: اسم فاعل من سَمِعَ. وأسامع: جمع أسمُع. وأسمُع : جمع قلّة سَمْع. وسَمّع فلان بعلمه، إذا أظهره ليسمع. فمن رواه: سامعُ خلقه ـ بالرفع ـ جعله من صفة اللّه تعالى؛ أي سمع اللّه الذي هو سامع خلقه به الناس. ومن رواه: أسامِع، أراد أنّ اللّه تعالى يسمّع به أسامع خَلقهِ يوم القيامة .
وقيل : أراد من سمّع الناس بعلمه ، سمّعه اللّه ، وأراه ثوابه من غير أن يعطيه .
وقيل : من أراد بعلمه الناس أسمعه اللّه تعالى الناس، وكان ذلك ثوابه .
وقيل : المراد أنّ من يفعل فعلاً صالحا في السرّ، ثمّ يُظهره ليسمعه الناس ، ويُحمَد عليه؛ فإنّ اللّه تعالى يسمّع به، ويُظهر إلى الناس غرضه، وأنّ عمله لم يكن خالصا .
وقيل : يريد من نسب إلى نفسه عملاً صالحا لم يفعله، وادّعى خيرا لم يصنعه؛ فإنّ اللّه تعالى يفضحه، ويظهر كذبه . ۱
وقال الطيبي : ومن نصب سامع يريد سمّع اللّه به من كان له سمع مِنْ خَلْقه . ۲
(ومن يتولّ الدُّنيا يعجز عنها) .
يُقال : تولّى العمل ؛ أي تقلّد ؛ أي لا يمكن لأحد تحصيل جميع ما هو مطلوبه منها؛ فإنّ اُمورها صعب إمّا بالذات، أو لكثرة الموانع .
(ومن يعرف البلاء) أي منافعه ومثوباته .
(يصبر عليه)؛ لما يتصوّر من ثمراته .
وقيل : يحتمل أن يكون المراد أنّ من يعرف البلاء قبل نزوله، وهيّأ نفسه لقبوله، يصبر بعد وصوله، كما يرشد إليه بعض الروايات . ۳
(ومن لا يعرفه ينكُل) .

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۲ (سمع) .

2.اُنظر : الفائق في غريب الحديث للزمخشري ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 180991
صفحه از 624
پرینت  ارسال به