63
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

غيره حدوث علمه . ۱

متن الحديث الواحد والأربعين (حديث البحر مع الشمس)

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ،۲عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ مِنَ الْأَقْوَاتِ ـ الَّتِي قَدَّرَهَا اللّهُ لِلنَّاسِ مِمَّا ۳ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ـ الْبَحْرَ الَّذِي خَلَقَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ».
قَالَ: «وَإِنَّ اللّهَ قَدْ قَدَّرَ فِيهَا مَجَارِيَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ، وَقَدَّرَ ذلِكَ كُلَّهُ عَلَى الْفَلَكِ، ثُمَّ وَكَّلَ بِالْفَلَكِ مَلَكا وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَهُمْ يُدِيرُونَ الْفَلَكَ، فَإِذَا أَدَارُوهُ دَارَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْكَوَاكِبُ مَعَهُ، فَنَزَلَتْ فِي مَنَازِلِهَا الَّتِي قَدَّرَهَا اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا لِيَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا، فَإِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَنْ يَسْتَعْتِبَهُمْ بِآيَةٍ مِنْ آيَاتِهِ، أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يُزِيلَ الْفَلَكَ الَّذِي عَلَيْهِ مَجَارِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ، فَيَأْمُرُ الْمَلَكُ أُولئِكَ السَّبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ أَنْ يُزِيلُوهُ عَنْ مَجَارِيهِ».
قَالَ: «فَيُزِيلُونَهُ، فَتَصِيرُ الشَّمْسُ فِي ذلِكَ الْبَحْرِ الَّذِي يَجْرِي فِي الْفَلَكِ».
قَالَ: «فَيَطْمِسُ ضَوْؤُهَا، وَيَتَغَيَّرُ لَوْنُهَا، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُعَظِّمَ الْايَةَ طَمَسَتِ الشَّمْسُ فِي الْبَحْرِ عَلى مَا يُحِبُّ اللّهُ أَنْ يُخَوِّفَ خَلْقَهُ بِالْايَةِ».
قَالَ: «وَذلِكَ عِنْدَ انْكِسَافِ الشَّمْسِ». قَالَ: «وَكَذلِكَ يَفْعَلُ بِالْقَمَرِ».
قَالَ: «فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يُجَلِّيَهَا، أَوْ يَرُدَّهَا إِلى مَجْرَاهَا، أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يَرُدَّ الْفَلَكَ إِلى مَجْرَاهُ، فَيَرُدُّ الْفَلَكَ، فَتَرْجِعُ الشَّمْسُ إِلى مَجْرَاهَا».
قَالَ: «فَتَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ، وَهِيَ كَدِرَةٌ». قَالَ: «وَالْقَمَرُ مِثْلُ ذلِكَ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام : «أَمَا إِنَّهُ لَا يَفْزَعُ لَهُمَا، وَلَا يَرْهَبُ بِهَاتَيْنِ الْايَتَيْنِ إِلَا مَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا، فَإِذَا كَانَ كَذلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيْهِ».

1.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۱ .

2.في الحاشية: «مجهول».

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «ما».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
62

شرح ۱

قوله تعالى في سورة البقرة : «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً» .
قال البيضاوي :
أي متّفقين على الحقّ فيما بين آدم وإدريس، أو نوح، أو بعد الطوفان. أو متّفقين على الجهالة والكفر في فترة إدريس، أو نوح، «فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ» ؛ أي اختلفوا، فبعث اللّه . وإنّما حذف لدلالة قوله: «فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ» ، وقوله : «وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا» . ۲
أقول : قوله عليه السلام : (كان قبل نوح اُمّة ضلال) يدلّ على أنّ المراد بالوحدة الاتّفاق على الكفر والضلالة، لا على الحقّ، كما زعمه البيضاوي أوّلاً، بل هو لم يتحقّق بعد ظهور نسل آدم عليه السلام إلى زمن نوح أصلاً .
وقوله : (فبدا للّه ) . قال الجوهري : «بدا له في هذا الأمر بداء ـ ممدود ـ أي نشأ له فيه رأي» ۳ انتهى .
وهذا بحسب اللغة ، وأمّا البداء بالنسبة إليه تعالى، فحدوث الإرادة مجازا، كما في سائر صفاته. وتحقيقه أنّ إطلاق الصفات وإجراؤها على اللّه سبحانه باعتبار الغايات، لا المبادئ .
وقوله : (لم يزل) مقول القول ؛ يعني ليس الأمر كما يقولون: إنّ اللّه تعالى قدّر الاُمور في الأزل، وقد فرغ منها، فلا يتغيّر تقديراته تعالى ، بل للّه البداء فيها بالمعنى الذي ذكرناه ، «يَمْحُوا اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» . ۴
وقال الفاضل الإسترآبادي :
قوله «فبدا للّه » إلى آخره ؛ أي فحدثَتْ للّه إرادة متعلّقة ببعث نوح عليه السلام ومن بعده من الأنبياء لهداية الناس ، فإرادة اللّه تعالى حادثة، وليست قديمة كما زعمت الفلاسفة، ومُولِعوا فنّ الكلام من علماء الإسلام ، وكيف تكون قديمة، وفي ليلة القدر من كلّ سنة يقدّر اللّه ما يقع في تلك السنة ، والبداء في حقّه تعالى حدوث إرادته، وفي حقّ

1.في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۹ : «[السند] مجهول» .

2.تفسير البيضاوي ، ج ۱ ، ص ۴۹۶ .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۷۸ (بدا) .

4.الرعد (۱۳) : ۳۹ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159775
صفحه از 624
پرینت  ارسال به