91
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

في القاموس : «الحُلم، بالضمّ وبضمّتين: الرؤيا. الجمع: أحلام» . ۱
وقوله : (الحجّة على أهل ذلك الزمان) أي وكون الأحلام حجّة على أهل الزمان الذي حدثت فيهم .
قوله : (إن فعلنا ذلك فما لنا) إلى قوله : (عشيرة) أي فما لنا من الأجر، وليس لك مال تعطينا، ولا عشيرة عزيزة تعيننا، فأيّ ثمرة لتصديقك والعبادة التي تدعونا إليها .
وقوله : (ورُفاتا) بالضمّ.
قال الجزري : «الرفات: كلّ ما دقّ وكسر» . ۲
وقوله : (فأحدث اللّه فيهم الأحلام) أي رأوا في المنام أنّ اللّه يعذّبهم، كما أخبرهم نبيّهم ، وإنّما خصّصنا الأحلام بذلك بقرينة آخر الحديث .
وقيل : الحُلُم ـ بضمّتين ـ اسم لما يراه النائم كالرؤيا، لكن غلب اسم الرؤيا لما يراه من الخير والشيء الحسن ، واسم الحلم لما يراه من الشرّ والقبيح، وقد يستعمل كلّ منهما في موضع الآخر، وإنّما جمع هاهنا ـ وهو مصدر ـ لاختلاف أنواعه . ۳
وقوله : (فأخبروه بما رأوا ، وما أنكروا من ذلك) .
كلمة «ما» في الموضعين موصولة، والثانية عطف على الاُولى . و«ذلك» إشارة إلى الموصول الأوّل، وهو عبارة عمّا أنكروه من عذاب البرزخ .
ويحتمل كون الثانية نافية ؛ أي اعترفوا بما رأوا ولم ينكروا منه شيئا .

متن الحديث الثامن والخمسين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَأْيُ الْمُؤْمِنِ وَرُؤْيَاهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلى سَبْعِينَ جُزْءا مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ».

شرح

السند حسن .

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۹۹ (حلم) .

2.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۴۱ (رفت) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۴۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
90

في جواب قوله تعالى : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ»۱ ، ويكون القطع الحاصلة من الحصّة المبلولة بالماء العذب أبدانا لأرواح تثبت طاعتهم في ذلك اليوم ، والقطع الحاصلة من الحصّة المبلولة بالماء المالح أبدانا لأرواح تثبت معصيتهم في ذلك اليوم، ويفهم من أحاديثهم عليهم السلام أنّ جَعْلهُ تعالى الأبدان في هيئة الذرّ وقع مرّتين : مرّة قبل خلق آدم عليه السلام ، ومرّة بعد خلقه . ۲

متن الحديث السابع والخمسين (حديث الأحلام والحجّة على أهل ذلك الزمان)

۰.بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ الْأَحْلَامَ لَمْ تَكُنْ فِيمَا مَضى فِي أَوَّلِ الْخَلْقِ، وَإِنَّمَا حَدَثَتْ».
فَقُلْتُ: وَمَا الْعِلَّةُ فِي ذلِكَ؟
فَقَالَ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ بَعَثَ رَسُولاً إِلى أَهْلِ زَمَانِهِ، فَدَعَاهُمْ إِلى عِبَادَةِ اللّهِ وَطَاعَتِهِ، فَقَالُوا: إِنْ ۳ فَعَلْنَا ذلِكَ، فَمَا لَنَا فَوَ اللّهِ مَا أَنْتَ بِأَكْثَرِنَا مَالاً، وَلَا بِأَعَزِّنَا عَشِيرَةً . فَقَالَ: إِنْ أَطَعْتُمُونِي أَدْخَلَكُمُ اللّهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ عَصَيْتُمْ ۴ أَدْخَلَكُمُ اللّهُ النَّارَ.
فَقَالُوا: وَمَا الْجَنَّةُ وَالنَّارُ؟ فَوَصَفَ لَهُمْ ذلِكَ، فَقَالُوا: مَتى نَصِيرُ إِلى ذلِكَ؟ فَقَالَ: إِذَا مِتُّمْ. فَقَالُوا: لَقَدْ رَأَيْنَا أَمْوَاتَنَا صَارُوا عِظَاما وَرُفَاتا، فَازْدَادُوا لَهُ تَكْذِيبا وَبِهِ اسْتِخْفَافا، فَأَحْدَثَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمُ الْأَحْلَامَ، فَأَتَوْهُ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا رَأَوْا، وَمَا أَنْكَرُوا مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَرَادَ أَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِهذَا، هكَذَا تَكُونُ أَرْوَاحُكُمْ إِذَا مِتُّمْ، وَإِنْ بُلِيَتْ أَبْدَانُكُمْ تَصِيرُ الْأَرْوَاحُ إِلى عِقَابٍ حَتّى تُبْعَثَ الْأَبْدَانُ».

شرح

السند ضعيف على الظاهر .
قوله : (الأحلام) .

1.الأعراف (۷) : ۱۷۲ .

2.نقل عنه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۰۲ .

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «إنّا».

4.في حاشية النسخة والطبعة القديمة : «عصيتموني» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179304
صفحه از 624
پرینت  ارسال به