131
شرح فروع الکافي ج1

وفي المنتهى : «وبعضهم أوجب نزح أربعين لرواية كردويه ، وهي إنّما تدلّ على نزح ثلاثين ، ومع ذلك فالاستدلال بها لايخلو عن تعسّف» . ۱
على أنّ كردويه مجهول الحال غير مذكور في كتب الرجال .
وفي المختلف : «كردويه ، لا أعرف حاله ، فإن كان ثقة فالحديث صحيح». ۲
وفي حاشية بعض كتب الرجال بخطّ بعض المعتبرين في هذا الفنّ : «أنّ اسمه أحمد بن محمّد العسكري» ۳ ، وحاله أيضا غير معلومة .
وقيل : «وجد بخطّ الشهيد رحمه الله نقلاً عن يحيى بن سعيد : أنّ كردويه وكردون اسمان لمسمع بن عبدالملك المعروف بكردين ، وهو ممدوح» ، ولم يثبت .
وجوّزه الشيخ قدس سره في المبسوط محتجّا عليه بقولهم عليهم السلام : «ينزح منها أربعون دَلوا وإن صارت مُبخرة» ۴ .
وقال الشهيد الثاني قدس سره :
هذه الحجّة منظور فيها من حيث عدم العلم بأسناد الحديث ، وعدم وجوده في شيء من الاُصول فضلاً عن مسنده ، حتّى نشأ منه عدم العلم بصدره المتضمّن لبيان متعلّق الأربعين ، وقال بعض الأصحاب : إنّ الشيخ رحمه الله حُجّة ثَبت ، فإرساله غير ضائر ؛ لأنّ مثل الشيخ لايرسل إلّا عمّن علمه ثقة ، خصوصا وليس هناك نصّ آخر ، فالظاهر من احتجاجه به دلالة صدره المحذوف على محلّ النزاع .
وأورد [ الشهيد ] عليه :
بأنّ الشيخ لم يفت بمضمونه ، وإنّما أوجب في المبسوط نزح الجميع ، وجعل نزح

1.. المبسوط ، ج ۱ ، ص ۱۲ .

2.. منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ .

3.. مختلف الشيعة ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ .

4.. وفي رجال النجاشي ، ص ۱۴۶ ، الرقم ۱۳۷۹ في ترجمة حبش بن مبشّر : «أبوعبدالرحمان أحمد بن محمّد العسكري الزعفراني المعروف بابن كردويه» . وحكى التنوخي في الفرج بعد الشدّة ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ قصّة عن أبيالقاسم عليّ بن أحمد الكاتب المعروف بابن كردويه ، وهذا تدلّ على أنّ اسم كردويه أحمد . وانظر: طرائف المقال ، ج ۱ ، ص ۵۶۵ ، الرقم ۵۳۸۷ .


شرح فروع الکافي ج1
130

النجاسات ؛ حملاً لها على مراتب الاستحباب .
وأمّا ما لانصّ فيه بخصوصه فلايجب فيه شيء عندهم اتّفاقا .
والقائلون بتأثّرها بها أوجبوا نزح المقدّرات على ما سيجيء ، وأجمعوا على وجوب نزح شيء فيما لانصّ فيه واختلفوا في مقداره ، فقيل يجب نزح الجميع ۱ ؛ لأنّه ماء نجس طريق تطهيره النزح ، والتخصيص ببعض المقادير من غير مخصّص ، وعدّه الشيخ في المبسوط أحوط ۲ ، وبعضهم أوجبوا نزح أربعين دلوا ۳ ، وجوّزه الشيخ في المبسوط وعدّ نزح الجميع أحوط ۴ .
واحتجوّا عليه برواية كردويه ، وهو غريب ؛ إذ الموجود في هذا الباب من رواية كردويه إنّما هو رواية الشيخ قدس سره عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن زياد ـ وهو ابن أبيعميرـ ، عن كردويه ، قال : سألت أباالحسن عليه السلام عن البئر يقطر فيها قطرة دم أو نبيذ مسكر أو بول أو خمر، قال: «ينزح منها ثلاثون دلوا» . ۵
وفي حديث آخر عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبيعمير ، عن كردويه ، أنّه سأل أباالحسن عليه السلام عن بئر يدخلها ماء المعبر فيه البول والعذرة وخرء الكلاب ، قال : «ينزح منها ثلاثون دلوا وإن كانت مُبخِرة» ۶ ، بالباء الموحّدة والخاء المعجمة على صيغة الفاعل ، ومعناها المُنتِنَة ، وروي بفتح الميمم والخاء ؛ بمعنى موضع النَتن .
ولاتناسب بين هذين الخبرين ومدّعاهم أصلاً .

1.. قاله السلّار في المراسم ، ص ۳۵ ، وابن زهرة في غنية النزوع ، ص ۴۸ ، وابن إدريس في السرائر ، ج ۱ ، ص ۷۱ ، وابن البرّاج في المهذّب ، ص ۲۱ .

2.. وانظر : المبسوط ، ج ۱ ، ص ۱۱ ـ ۱۲ .

3.. قال بذلك العلّامة في إرشاد الأذهان ، ج ۱ ، ص ۲۳۷ ؛ وابن حمزة في الوسيلة ، ص ۷۵ .

4.. المبسوط ، ج ۱ ، ص ۱۲ .

5.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ـ ۲۴۲ ، ح ۶۹۸ ؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۳۵ ، ح ۹۵ ؛ وص ۴۵ ، ح ۱۲۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۴۴۵ ؛ وص ۱۸۱ ، ح ۴۵۴ .

6.. الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۴۳ ، ح ۱۲۰ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۴۱۳ ، ح ۱۳۰۰ . ورواه الصدوق في الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۲ ، ح ۳۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ ، ح ۴۵۲ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 159570
صفحه از 527
پرینت  ارسال به