الْكِتَـبَ حِلٌّ لَّكُمْ » 1 ، فقال أبوعبداللّه عليه السلام : «كان أبي عليه السلام يقول : إنّما هو الحبوب وأشباهها» . 2 وعن الأخبار بالمعارضة .
وأقول : خبر الأعشى مع ضعفه بمحمّد بن سنان ، لايدلّ على نجاسة أهل الكتاب ، وإنّما يدلّ على تحريم ذبيحتهم إذا لم يسمع منهم التسمية عند الذبح ؛ لظهور قوله عليه السلام : «فإنّما هو الاسم ولايؤمن عليها إلّا مسلم» ، وهو معنى آخر غير النجاسة يأتي القول فيه في محلّه إن شاء اللّه تعالى .وأمّا قوله عليه السلام : «إنّما هو الحبوب» ، فالظاهر المتبادر أنّ تفسيره عليه السلام الطعام بها إنّما هو في مقابلة ذبائحهم ، ويؤيّد ذلك ذكر أشباهها معها ، وعموم الحبوب وشمولها للرطب منها أيضا .
وبذلك ينحلّ الإشكال الذي ذكر في كنز العرفان 3 في الحديث بقوله :وفيه إشكال ، وهو أنّ الحبوب وغيرها من الجامدات داخلة في الطيّبات في قوله : «الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَـتُ » 4 ، وعطف الخاصّ على العامّ لايجوز إلّا لنكتة أو فضيلة كعطف جبرئيل وميكائيل على الملائكة ، وأيّ نكتة هنا اقتضت الإخراج والعطف .وأمّا المعارضة فضعيفة ؛ لأنّ الآية التي استدلّوا بها على نجاسة أهل الكتاب لاتدلّ على مدّعاهم ؛ فإنّ المشركين إنّما استعملوا في كلام المجيد في مقابل المؤمنين وأهل الكتاب جميعا ، كيف لا وقد جرت عادة اللّه سبحانه فيه بعطف اليهود والنصارى
1.. المائدة (۵) : ۵ .
2.. الكافي ، ج ۶ ، ص ۲۴۰ ، ح ۱۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۴ ، ص ۴۸ ، ح ۲۹۹۵۶ .
3.. كنز العرفان في فقه القرآن ، للشيخ مقداد بن عبداللّه السيوري الأسدي الحلّي المعروف بالفاضل المقداد ، من تلاميذ الشهيد الأوّل ، عالم ، فاضل ، فقيه ، متكلّم ، مفسّر ، محقّق ، وله أيضا : شرح نهج المسترشدين في اُصول الدين ؛ والتنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع ؛ وشرح مبادئ الاُصول ، توفّي في النجف الأشرف في سنة ۸۲۶ ه ق . راجع : كشف الحجب والأستار ، ص ۴۷۵ ، الرقم ۲۶۸۱ ؛ هديّة العارفين ، ج ۲ ، ص ۴۷۰ ، الرقم ۷۹۲ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۱۲ ، ص ۳۱۸ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۷ ، ص ۲۸۲ .