الجنابة لايجوز أن يتوضّأ منه وأشباهه ، وأمّا الذي يتوضّأ الرجل به فيغسل به وجهه ويده في شيء نظيف ، فلابأس أن يأخذه غيره ويتوضّأ به» ۱ .وما رواه زرارة عن أحدهما عليهماالسلام ، قال : «كان النبيّ صلى الله عليه و آله إذا توضّأ اُخِذ ما يسقط من وضوئه فيتوضّأُونَ به» . ۲
والخبران وإن كانا ضعيفين ؛ لوجود أحمد بن هلال في سندهما وهو من الغلاة ، وقد ذمّه مولانا أبومحمّد العسكري عليه السلام ۳ ، لكن عمل الأصحاب جبر ضعفهما .واختلفت العامّة فيه ، فوافقنا الحسن البصري ۴ والزهري ، وحكاه في [ فتح ]العزيز ۵ عن رواية عن جديد الشافعي، وقال: «ومنهم من لم يثبت هذا القول عنه»، وهو إحدى
1.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۶۳۰ ؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۲۷ ، ح ۷۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۲۱۵ ، ح ۵۵۱ .
2.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۶۳۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۵۳۵ .
3.. رجال النجاشي ، ص ۸۳ ، الرقم ۱۹۹ .
4.. أبوسعيد الحسن بن أبيالحسن يسار البصري ، اُمّه «خيرة» مولاة اُمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، يُعدّ من الزهّاد الثمانية ، وروي أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام مرّ بالحسن البصري وهو يتوضّا في ساقية ، فقال له : «أسبغ طهورك يا لفتى» ، فقال : لقد قتلت بالأمس رجالاً كانوا يسبغون الوضوء . قال : «وإنّك لحزين عليهم؟» قال : نعم . قال : «فأطال اللّه حزنك» . قال أيّوب السختياني : فما رأيت الحسن قطّ إلّا حزينا ، كأنّه رجع عن دفن حميم أو خربندج ضلّ حماره .و«لفتى» بالنبطيّة : شيطان . وكانت اُمّه سمّته بذلك ، ودعته به في صغره ، فلم يعرف ذلك أحد حتّى دعا به أميرالمؤمنين عليه السلام . كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد ، فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لاأصل له و لاحقيقة ؟ ! فقال : إنّ صاحبي كان مخلّطاً ، كان يقول طوراً بالقدر ، وطوراً بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه .
قال ابن حجر في ترجمته : ثقة ، فقيه ، فاضل ، مشهور ، وكان يرسل كثيرا ويدلّس ، وكان يروي عن جماعة لم يسمع منهم ويقول : حدّثنا .
توفّي في رجب سنة ۱۱۰ . راجع : الكنى والألقاب ، ج ۲ ، ص ۸۴ ـ ۸۵ ؛ الأمالي للصدوق ، المجلس ۹۰ ، ح ۴ ؛ سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج ۴ ص ۵۶۳ ـ ۵۸۸ ، الرقم ۲۲۳ ؛ تقريب التهذيب لابن حجر ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ، الرقم ۱۲۳۰ ؛ طبقات المدلّسين له أيضا ، ص ۲۹ ، الرقم ۴۰ ؛ تهذيب التهذيب له أيضا ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ ـ ۲۳۶ ، الرقم ۴۸۸ .
5.. فتح العزيز ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ .