وحمله على الإسراف بعيد يأباه تخصيص التعدّي بالوضوء ، فتأمّل .
قوله في حسنة زرارة ومحمّد بن مسلم : إنّما يكفيه مثل الدهن) . [ ح 2/3902 ]في القاموس: الدهن ويضمّ: قدر ما يَبلّ وجه الأرض من المطر ، والجمع دهان، وقد دهن المطر الأرض . انتهى ۱ ) .
وربّما يقال : إنّه بالفتح بمعنى استعمال الدهن والادّهان به ، ويشعر به صحيحة محمّد بن مسلم التي قبل هذه .قوله في صحيحة أبيداوود يعني المسترقّ : وكان أبي يقول : إنّما يتلدّد) . [ ح 3/3903 ] يقال: لدّه: إذا خصمه ۲ )، ولعلّ المعنى : مَن تعدّاه إنّما يكون غرضه الخصومة واللجاج مع الحقّ وأهله لا التديّن والتعبّد بما هو الحقّ ، وإلّا فأمر الوضوء الشرعي أبين من أن يتطرّق إليه شبهة .
[باب] السواك
قال ـ طاب ثراه ـ :
السواك ـ بالكسر ـ : يطلق على المعنى المصدري ، وعلى ما يستاك به ، ويجمع على سُوُك ، ككتاب وكتب ، وهو مذكّر ، وقال الليث : والعرب تؤنّثه . وقال الأزهري ۳ ) : هذا من أغاليط الليث ، القبيحة ۴ ) ، وحكى صاحب المحكم ۵ ) فيه التذكير والتأنيث . انتهى .
1.. القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۴۴ دهن) .
2.. اللدد : الخصومة الشديدة . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۴۴ لدد) .
3.. تقدّمت ترجمته .
4.. لم أعثر على كلام الأزهري بهذه العبارة ، والموجود في تهذيب اللغة ، ج ۱۰ ، ص ۳۱۶ هكذا : «والسواك تؤنّثه العرب ، وفي الحديث : السواك مَطهرةٌ للفَم . أي يطهِّر الفَم . قلت : ما علمت أحدا من اللغويّين جعل السواك مؤنّثا، وهو مذكّر عندي» .
5.. صاحب المحكم هو عليّ بن إسماعيل المرسي الأندلسي المعروف بابن سيدة ، أحد مَن يُضرب بذكائه المَثَل ، عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيّام العرب ، وُلد بمرسية في شرق الأندلس ، وانتقل إلى دانية ، فتوفّي بها سنة ۴۵۶ ه ، وكان ضريرا وكذلك أبوه ، له من الكتب : الأنيق في شرح حماسة أبيتمام ، شرح ما أشكل من شعر المتنبّي ، شرح إطلاق المنطق ، شواذّ اللغة ، العالم في اللغة ، المحكم والمحيط الأعظم ، المخصّص ، الوافي في علم القوافي . راجع : سير أعلام النبلاء ، ج ۱۷ ، ص ۱۴۴ ـ ۱۴۶ ، رقم ۷۸ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۷ ، ص ۳۶ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۲۶۳ .