ومنه قوله تعالى : مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ »۱ ) ، على قراءة الجزم عطفا على موضع «لا هادي له» ؛ لأنّه في محلّ الجزم على الجزاء ، ومنه قول الشاعر ۲ ) :
مُعاوِيَ إِنَّنا بَشَرٌ فَاسجِحفَلَسنا بالجِبالِ ولا الحَديدا
فنصب الحديد على موضع «بالجبال» .
وقول الآخر ۳ ) :
هل أنت باعثُ دينارٍ لحاجتناأو عبدَ ربٍّ أخا عون بن مِخراق
حيث نصب «عبد ربّ» على ما هو المرويّ عطفا على محلّ «دينارٍ» ؛ لأنّ من حقّ الكلام أن يقول : «باعثٌ دينارا» ، أو أن يجعل مفعولاً معه ۴ ) .
ولايجوز أن تجعل عطفا على وجوهكم، أو مفعولاً لفعل مقدّر وهو «اغسلوا» ؛ لما ستعرف ، وللأخبار المتواترة معنىً عن أهل البيت عليهم السلام ، بل عُدّ ذلك من ضروريّات المذهب ، وكفاك في ذلك ما رواه المصنّف قدس سرهفي الباب وفي باب مسح الرأ
1.. الأعراف ۷) : ۱۸۶ .
2.. البيت لعقبة بن هبيرة الأسدي ، من أبيات يخاطب بها معاوية ، وصرّح باسمه سيبويه في الكتاب ، ج ۱ ، ص ۳۴ على ما في هامش ترتيب كتاب العين لخليل ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ بشر) ، وصرّح باسمه أيضا ابن منظور في لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۰ غمز) . وأمّا البيت من دون انتسابه إلى قائل معيّن ، فمنقول في مصادر عديدة ، منها : الانتصار للسيّد المرتضى ، ص ۱۰۹ ، والناصريّات له أيضا ، ص ۱۲۴ ؛ التبيان للشيخ الطوسي ، ج ۱ ، ص ۳۲۸ ، وج ۳ ، ص ۴۵۵ ، في تفسير آية الوضوء ؛ المبسوط للسرخسي ، ج ۱ ، ص ۸ ؛ تفسير الرازي ، ج ۷ ، ص ۷۰ ، شرح الرضيّ على الكافية ، ج ۱ ، ص ۳۸۰ ، مغني اللبيب لابن هشام ، ج ۲ ، ص ۴۷۷ .
3.. نسبه الرضيّ في شرح الكافية ، ج ۳ ، ص ۴۲۷ ، الرقم ۵۹۵ ؛ والقرطبي في تفسيره ، ج ۵ ، ص ۲۵۹ إلى سيبوبه ، ونسبه البيضاوي في تفسيره ، ج ۴ ، ص ۲۳۷ ؛ والزمخشري في الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۶۷۴ ؛ والآلوسي في تفسيره ، ج ۱۹ ، ص ۷۷ ، والسيّد الأمين في أعيان الشيعة ، ج ۸ ، ص ۳۱۹ إلى تأبّط شرّا . وللبيت من دون نسبة إلى قائل معيّن مصادر ، منها : الناصريّات ، ص ۱۲۴ ، كتاب الطهارة ، المسح على الرجلين ؛ التبيان ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، في تفسير الآية ۴۶ من سورة البقرة ؛ وج ۲ ، ص ۵۲۴ ، في تفسير الآية ۸۸ من سورة آل عمران ؛ وج ۳ ، ص ۵۵۵ ، في تفسير الآية ۶ من سورة المائدة ؛ شرح ابن عقيل ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ .
4.. جميع ما ذكره بعد نقل الرواية إلى هنا مأخوذة من تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۷۱ ـ ۷۲ ، ذيل الحديث ۱۸۸ ، مع مغايرة جزئيّة .