265
شرح فروع الکافي ج1

الْأُخْدُودِ النَّارِ » 1 ) ، وقال : يَسْـ?لُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ » 2 )» ، على أنّ من جوّزه مع فقد العاطف كما في الأمثلة المذكورة .
وفي الانتصار : «وأيّ مجاورة يكون مع وجود الحائل» 3 ) .
وإذا لم يقع اشتباه والتباس في المقصود كما في الأمثلة ، بخلاف الآية الكريمة ؛ فإنّها حينئذٍ موهمة لكون الرجلين ممسوحتين على خلاف ما هو المقصود ، وهم قد استشهدوا لجواز الجرّ بالمجاورة مع العاطف بقوله :

لم يبق إلّا أسير غير مُنفَلِتٍوموثَقٍ في عقال الأسر مَكبول 4 )
حيث جرّ «موثق» وهو عطف على «أسير» بمجاورة «منفلت» .
وقوله ـ عزّ من قائل ـ : يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَ نٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِيقَ وَ كَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَ فَـكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثَـلِ اللُّؤْلُوءِ الْمَكْنُونِ » 5 ) على قراءة حمزة والكسائي 6 ) ورواية المفضّل 7 ) عن عاصم 8 ) ؛ فإنّهم قرأُوا بجرّ «حورٍ عينٍ» مع كونها معطوفة على «ولدان» ، ولا وجه

1.. البروج ۸۵) : ۴ ـ ۵ .

2.. البقرة ۲) : ۲۱۷ .

3.. الانتصار ، ص ۱۰۷ .

4.. هذا البيت لنابغة على ما صرّح به في إملاء ما منّ به الرحمان ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ؛ وتفسير الآلوسي ، ج ۶ ، ص ۷۶ ، واستشهد به من غير ذِكر قائله في : التبيان ، ج ۳ ، ص ۴۵۳ ؛ وتهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۶۸ ؛ والمجموع للنووي ، ج ۱ ، ص ۴۲۰ .

5.. الواقعة ۵۶) : ۱۷ ـ ۲۳ .

6.. مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۳۵۹ ؛ تفسير البغوي ، ج ۴ ، ص ۲۸۱ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۳ ، ص ۳۷۱ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۹ ، ص ۲۰۴ ؛ زادالمسير ، ج ۷ ، ص ۲۸۱ .

7.. المفضّل بن محمّد بن يعلى بن عامر الضبّي أبوالعبّاس ، راوية علاّمة بالشعر والأدب وأيّام العرب ، من أهل الكوفة ، خرج على المنصور العبّاسي مع بني الحسن ، فظفر به المنصور وعفا عنه ، ولزم المهديّ وصنّف له الأشعار المختارة المسمّاة بالمفضّليّات ، قرأ على عاصم ، وله من الكتب : الأمثال ، الألفاظ ، العروض ، معاني الشعر ، المفضّليّات ، توفّي سنة ۱۶۸ ه ق . راجع : تاريخ بغداد ، ج ۱۳ ، ص ۱۲۲ ـ ۱۲۳ ، الرقم ۷۱۰۵ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۱۰ ، ص ۴۷۰ ـ ۴۷۱ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۷ ، ص ۲۸۰ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۱۲ ، ص ۳۱۶ .

8.. زادالمسير ، ج ۷ ، ص ۲۸۱ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۹ ، ص ۲۰۴ ، ولم يقل : «عن عاصم» .


شرح فروع الکافي ج1
264

«ظننتموه» ، وقال : ءَاتُونِى أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا » 1 ) ، و هَآؤُمُ اقْرَءُواْ كِتَـبِيَهْ » 2 ) ؛ إذ لو أعمل الأوّل لقال : «اقرؤُوه كتابيه» .
ثمّ اعتذر عن إعمال امرئالقيس 3 ) الأوّل في قوله :

فلو إنّما ما أسعى لأدنى معيشةكفاني ولم أطلب قليلٌ من المال
بالشذوذ ، وبأنّه إنّما رفع القليل ؛ لأنّ غرضه إنّما كان نفي طلبه للملك والسلطنة لا نفي القليل من المال ، وهو خارج عن المتنازع فيه ، وبمنع جرّ الجوار على الثاني ، فقد قال السيّد المرتضى رضى الله عنه في الانتصار : «إنّ محصّلي أهل النحو ومحقّقيهم يمنعون أن يكونوا أعربوا بالمجاورة في موضع من المواضع ، وقالوا : جرّ خرب في «جُحر ضبّ خرب» على أنّه أراد خرب جحره ، و«كبيرُ اُناسٍ في بِجادٍ مَزمّلٍ » كبيره ، ويجري ذلك مجرى «مررت برجل حسنٍ وَجهُه» 4 ) .
وأجاب الشيخ قدس سره في التهذيب 5 ) عن جرّ «ثواءٍ» بأنّه على البدليّة من «حولٍ» ، والمعنى : لقد كان في ثواء ثَويتُه تقضي لبانات .
قال : «وهذا القسم من البدل هو بدل الاشتمال ، كما قال تعالى : قُتِلَ أَصْحَـبُ

1.. الكهف ۱۸) : ۹۶ .

2.. الحاقّة ۶۹) : ۱۹ .

3.. امرئ القيس بن حجر بن الحارث الكندي من بنيآكل المرار ، أشهر شعراء العرب على الإطلاق ، يماني الأصل ، اشتهر بلقبه واختلف في اسمه ، وكان أبوه ملك أسد وغطفان ، واُمّه اُخت مهلهل الشاعر ، فأخذ منه الشعر ، ثمّ ثار بنوأسد على أبيه فقتلوه ، وقد كان طرد ابنه امرئ القيس لتشبّبه في النساء في شعره وتنقّله في أحياء العرب يستتبع صعاليكهم وذؤبانهم ، وثأر لأبيه على بني أسد وقال في ذلك شعرا كثيرا ، وكانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار ، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئالقيس ، فطلبه ، فابتعد وانتهى إلى السموأل ، فأجاره ، ثمّ استعان بقيصر الروم في القسطنطنيّة ، فوعده وماطله ، ثمّ ولاّه امرة فلسطين ، فرحل يريدها ، فوافاه أجله بأنقرة ، ومات على جاهليّته . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۹ ، ص ۲۲۲ ـ ۲۴۵ ؛ الكنى والألقاب ، ج ۲ ، ص ۵۶ ـ ۵۷ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۲ ، ص ۱۱ ـ ۱۲ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۲ ، ص ۳۲۰ .

4.. الانتصار ، ص ۱۰۷ ، والمنقول هنا نقلٌ له بالمعنى .

5.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، ذيل ح ۱۸۷ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126078
صفحه از 527
پرینت  ارسال به