267
شرح فروع الکافي ج1

جنّات النعيم وفي [ مقارنة أو ] معاشرة حور عين» ، وحكاه عن أبيعليّ الفارسي ۱ ) في كتاب الحجّة ۲ ) .
وهو أحد توجيهي صاحب الكشّاف ۳ ) ، ووجّهه في توجيه آخر بالعطف على الأكواب ۴ ) .
وعن الثالث تارة بأنّ الجرّ في «خاطبٍ» وَهمٌ من الراوي ، والصواب الرفع ، وتارة بقراءة «خاطب» على صيغة الأمر ، وإنّما جُرّ للإطلاق [ في الشعر ] ۵ ) .
وربّما تمسّكوا بالآية من وجه آخر على ما حكى عنهم في الانتصار ، وهو أولويّة عطف المحدود على المحدود ؛ وذلك أنّه سبحانه حدّد الأيدي بقوله : إِلَى الْمَرَافِقِ » وأطلق الرُؤوس ، وكذلك حدّد الأرجل بقوله : إِلَى الْكَعْبَيْنِ » ، فلو عطفت الأرجل على الرؤوس يلزم عطف محدود على غير محدود ، بخلاف ما لو عطفت على الأيدي .
وأجاب عنه بأنّ هذه المناسبة ليست مناسبة معتمدة ؛ لأنّ الأيدي ـ وهي محدودة ـ معطوفة اتّفاقا على الوجوه وهي غير محدودة ، بل ما ذهبنا إليه أشبه بترتيب الكلام ؛ لأنّ لآية تضمّنت حينئذ عطف مغسول محدود على مغسول غير محدود ، وعطف

1.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۶۸ .

2.. تقدّمت ترجمته .

3.. صاحب الكشّاف هو محمود بن عمر بن محمّد الزمخشري الخوارزمي المعتزلي ، محدّث ، متكلّم ، نحوي ، لغوي ، بياني ، أديب ، ناظم ، ناثر ، مشارك في عدّة علوم ، ولد في زمخشر من قرى خوارزم وإليه ينسب ، وسافر إلى مكّة ، وجاور بها زمانا ولقّب جاراللّه ، ثمّ رجع إلى جرجانيّة خوارزم وتوفّي بها سنة ۵۳۸ ، من مصنّفاته الكثيرة : أساس البلاغة ، الاُنموذج ، أطواق الذهب ، أعجب العجب في شرح لاميّة العرب ، ربيع الأبرار ، الكشّاف عن حقائق التأويل ، المفصّل في صنعة الإعراب . راجع : الأنساب للسمعاني : ج ۳ ، ص ۱۶۳ ـ ۱۶۴ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۲۰ ، ص ۱۵۱ ـ ۱۵۶ ، الرقم ۹۱ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۱۲ ، ص ۱۸۶ ؛ الكنى والألقاب : ج ۲ ، ص ۲۹۸ ـ ۳۰۰ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۷ ، ص ۱۷۸ .

4.. الكشّاف ، ج ۴ ، ص ۵۴ .


شرح فروع الکافي ج1
266

لهذا الجرّ إلّا مجاورة «لحم طير» .
وقوله :

فهل أنت إن ماتت اُتانك راحلٌإلى آل بسطام بن قيس فخاطب۱)
بجرّ «خاطبٍ» لمجاورة «قيس» ، مع أنّ القياس رفعه ؛ لأنّه عطف على «راحل» .
وأجاب الشيخ في التهذيب عن الأوّل بأنّ جرّ «موثق» للعطف على محلّ «أسير» وهو الجرّ بإضافة «إلّا» ؛ لكونها بمعنى غير ؛ لأنّ معنى قوله : «لم يبق إلّا أسير» : لم يبق غير أسير ۲ ) .
وبيّنه المحقّق الشوشتري قدس سره ۳ ) بقوله : «مقصود الشاعر أنّه لم يبق منهم غير أسير واستوصلوا بأجمعهم ولم يبق منهم حيّ إلّا أن يكون أسيرا في تحت قيدهم ، ولو جعل بمعنى الاستثناء لكان المعنى : أنّه لم يبق جماعة مستثنى منهم أسير ، ولم يدلّ على أنّه لم يبق منهم جماعة لايستثنى منهم أسير ، فيصير وزانه وزان : لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَا اللَّهُ لَفَسَدَتَا »۴ ) .
وعن الثاني بأنّ أكثر القرّاء السبعة على الرفع ، قرأه به نافع وابن كثير وعاصم في رواية وأبوعمرو وابن عامر .
وعلى الجرّ معطوف على «جنّات النعيم» على حذف مضاف ، فكأنّه قال : «هم في

1.. البيت للفرزدق على ما في بدائع الصنائع لأبيبكر الكاشاني ، ج ۱ ، ص ۶ . وورد من غير نسبة إلى شاعر معيّن في عدّة من المصادر ، منها : الاستذكار لابن عبدالبرّ ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ؛ أحكام القرآن للجصّاص ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ، التبيان للشيخ الطوسي ، ج ۳ ، ص ۴۵۳ ؛ تهذيب الأحكام له أيضا ، ج ۱ ، ص ۶۸ ؛ فقه القرآن للراوندي ، ج ۱ ، ص ۲۰ .

2.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۶۸ .

3.. المولى عبداللّه بن الحسين التستري من تلامذة المحقّق الأردبيلي ، ومن تلاميذه المجلسي الأوّل وصاحب نقد الرجال ، له حواشٍ على التهذيب والاستبصار ، وجمع بعض الفضلاء حواشيه مع حواشي عدّة اُخرى من العلماء عليهما وعلى الفقيه في مجموعة ، وسمّاه «جامع الحواشي» ، وله أيضا من الكتب : جامع الفوائد في شرح القواعد ؛ وشرح الإرشاد ، وكتاب الرجال ، توفّي في محرّم سنة ۱۰۲۱ ه ق . رياض العلماء ، ج ۳ ، ص ۱۹۵ ـ ۲۰۵ ؛ الذريعة ، ج ۵ ، ص ۵۰ ، الرقم ۱۹۹ ، معجم المؤلّفين ، ۶ ، ص ۴۴ .

4.. الأنبياء ۲۱) : ۲۲ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126072
صفحه از 527
پرینت  ارسال به