وفي القاموس : «الكعب : كلّ مفصل للعظام ، والعظم الناشز فوق القدم» ۱ ) .
فظهر أنّ العلّامة لم يأت ببدعة في تسمية المفصل كعبا ، والمستفاد من كلام أهل ۲ ) التشريح كجالينوس والشيخ ۳ ) وشرّاح القانون كالقرشي وغيره ؛ أنّ الكعب عظم في ظهر القدم متوسّط بين الساق والعقب ، وعليه يتّصل الساق بالقدم ، فصار ما يطلق عليه اسم الكعب أربعة : قبّة القدم أمام الساق . والعظمان الناتئان عن يمين القدم وشِماله ، ونفس المفصل ، والعظم الناتي في القدم طرفاه في حفرتي عظم الساق ، وكثيرا ما يعبّر عنه بالمفصل ؛ لوقوعه فيه ، وهذا الأخير هو الكعب عند العلّامة .
وأمّا خرق الإجماع ، فقد نقل إجماع علمائنا على ما ذهب إليه ، ويؤيّده أنّ كتب العامّة وتفاسيرهم مشحونة بأنّ الكعب عند القائلين بالمسح هو العظم الذيفي المفصل .
قال الفخر الرازي :
الكعب عند الإماميّة عبارة عن عظم مستدير مثل كعب الغنم والبقر موضوع تحت الساق حيث يكون مفصل الساق والقدم ، وهو قول محمّد بن الحسن ۴ ) ، وكان الأصمعي ۵ ) يختار هذا القول .
ثمّ قال :
حجّة الإماميّة أنّ اسم الكعب يطلق على العظم المخصوص الموجود في أرجل الحيوانات ، فوجب أن يكون في حقّ الإنسان كذلك ، والمفصل يسمّى كعبا ، ومنه كعاب الرمح لمفاصله ۶ ) .
1.. تقدّمت ترجمته .
2.. تفسير الرازي ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۲ .
3.. القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ كعب) .
4.. «أ» : - «أهل» .
5.. في هامش «أ» بخطّ الأصل : «يعني أبا عليّ بن سينا . منه».
6.. عبدالملك بن قُرَيب بن عبدالملك بن عليّ بن أصمع الباهلي المعروف بالأصمعي ، أديب ، لغوي ، نحوي ، أخباري ، محدّث ، فقيه ، اُصولي ، من أهل البصرة ، سلك البراري والبوادي وصحب الأعراب وأخذ الأدب من معدنه ، قدم بغداد في أيّام هارون الرشيد ، وتوفّي بالبصرة سنة ۲۱۶ هق . راجع : الأنساب للسمعاني : ج ۱ ص ۱۷۷ ـ ۱۷۸ ؛ الفهرست لابن النديم ، ص ۶۰ ـ ۶۱ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۵ ـ ۱۸۱ ، الرقم ۳۲ ؛ لسان الميزان ، ج ۷ ، ص ۵۰۴ ، الرقم ۷۵۱۴ ؛ الكنى والألقاب، ج ۲ ص ۳۷ ـ ۴۰؛ الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۶ ، ص ۱۸۷ ؛ معجم المطبوعات العربيّة ، ج ۱ ، ص ۴۵۶ .