277
شرح فروع الکافي ج1

وفي القاموس : «الكعب : كلّ مفصل للعظام ، والعظم الناشز فوق القدم» ۱ ) .
فظهر أنّ العلّامة لم يأت ببدعة في تسمية المفصل كعبا ، والمستفاد من كلام أهل ۲ ) التشريح كجالينوس والشيخ ۳ ) وشرّاح القانون كالقرشي وغيره ؛ أنّ الكعب عظم في ظهر القدم متوسّط بين الساق والعقب ، وعليه يتّصل الساق بالقدم ، فصار ما يطلق عليه اسم الكعب أربعة : قبّة القدم أمام الساق . والعظمان الناتئان عن يمين القدم وشِماله ، ونفس المفصل ، والعظم الناتي في القدم طرفاه في حفرتي عظم الساق ، وكثيرا ما يعبّر عنه بالمفصل ؛ لوقوعه فيه ، وهذا الأخير هو الكعب عند العلّامة .
وأمّا خرق الإجماع ، فقد نقل إجماع علمائنا على ما ذهب إليه ، ويؤيّده أنّ كتب العامّة وتفاسيرهم مشحونة بأنّ الكعب عند القائلين بالمسح هو العظم الذيفي المفصل .
قال الفخر الرازي :
الكعب عند الإماميّة عبارة عن عظم مستدير مثل كعب الغنم والبقر موضوع تحت الساق حيث يكون مفصل الساق والقدم ، وهو قول محمّد بن الحسن ۴ ) ، وكان الأصمعي ۵ ) يختار هذا القول .
ثمّ قال :
حجّة الإماميّة أنّ اسم الكعب يطلق على العظم المخصوص الموجود في أرجل الحيوانات ، فوجب أن يكون في حقّ الإنسان كذلك ، والمفصل يسمّى كعبا ، ومنه كعاب الرمح لمفاصله ۶ ) .

1.. تقدّمت ترجمته .

2.. تفسير الرازي ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۲ .

3.. القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ كعب) .

4.. «أ» : - «أهل» .

5.. في هامش «أ» بخطّ الأصل : «يعني أبا عليّ بن سينا . منه».

6.. عبدالملك بن قُرَيب بن عبدالملك بن عليّ بن أصمع الباهلي المعروف بالأصمعي ، أديب ، لغوي ، نحوي ، أخباري ، محدّث ، فقيه ، اُصولي ، من أهل البصرة ، سلك البراري والبوادي وصحب الأعراب وأخذ الأدب من معدنه ، قدم بغداد في أيّام هارون الرشيد ، وتوفّي بالبصرة سنة ۲۱۶ هق . راجع : الأنساب للسمعاني : ج ۱ ص ۱۷۷ ـ ۱۷۸ ؛ الفهرست لابن النديم ، ص ۶۰ ـ ۶۱ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۵ ـ ۱۸۱ ، الرقم ۳۲ ؛ لسان الميزان ، ج ۷ ، ص ۵۰۴ ، الرقم ۷۵۱۴ ؛ الكنى والألقاب، ج ۲ ص ۳۷ ـ ۴۰؛ الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۱۶۲ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۶ ، ص ۱۸۷ ؛ معجم المطبوعات العربيّة ، ج ۱ ، ص ۴۵۶ .


شرح فروع الکافي ج1
276

الرابع : أنّه مخالف لما ورد به النصوص عن أئمّتنا عليهم السلام .
الخامس : أنّه زعم موافقة عبارات الأصحاب لما قاله ، مع أنّها ناطقة بأنّهما العظمان الناتئان في ظَهر القدم .
ويرجّح قول العلّامة أنّ الرواية المذكورة صريحة في مطلوبه ، ولايرد عليه شيء من الاُمور المذكورة ، أمّا مخالفة أهل اللغة ؛ فلأنّهم صرّحوا بأنّ المفاصل والتي بين أنابيب القصب تسمّى كعابا ، قال في الصحاح : «كعوب الرمح : النواشز في أطراف الأنابيب» ۱ ) .
وفي المغرب : «الكعب : العقدة بين الاُنبوبتين في القصب» ۲ ) .
وقال أبوعبيدة ۳ ) : «الكعب هو في أصل القدم ينتهي إليه الساق بمنزلة كعاب القناة» ۴ ) .
ونقل الفخر الرازي ۵ ) في تفسيره الكبير : «أنّ المفصل يسمّى كعبا» ۶ ) .

1.. صحاح اللغة ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ كعب) .

2.. المُغرِب ، ص ۲۲۴ كعب).

3.. أبوعبيدة معمر بن المثنّى البصري ، أديب ، لغوي ، نحوي ، أخذ عنه أبوعبيد وأبوحاتم والمازني ، وهو أوّل من صنّف غريب الحديث ، كان متبحّرا في علم اللغة وأيّام العرب وأخبارها ، من تأليفاته : معاني القرآن ، مقاتل الفرسان ، أخبار قضاة البصرة ، مات سنة ۲۰۹ أو ۲۱۱ . راجع : الكنى والألقاب ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ـ ۱۲۰ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۱۲ ، ص ۳۰۹ ـ ۳۱۰ .

4.. وعنه الشيخ البهائي في مشرق الشمسين ، ص ۲۸۴ .

5.أبوعبداللّه محمّد بن عمر بن حسين بن عليّ الرازي ، الأشعري الاُصول الشافعي الفروع ، المعروف بالإمام فخر الدين ، والملقّب بابن الخطيب ، أصله من طبرستان ، ولد في مدينة الريّ عام ۵۴۲ أو ۵۴۴ ، كان مبدأ اشتغاله على والده ، وتلمّذ عند أبي محمّد البغوي ، واتّصل بخوارزم شاه بخراسان واستوطن هراة ، وكان له في الوعظ بلسانَي العربيّة والفارسيّة مرتبة عالية ، وكان حادّ الذهن ، قويّ النظر ، عارفا بالأدب ، له شعر بالفارسي والعربي ، وله تأليفات منها : التفسير الكبير المسمّى بمفاتيح الغيب الذي أكمله نجم الدين القمولي وشهاب الدين الخوبي ، وأساس التقديس ، ولباب الإشارات ، والمحصّل ، والمحصول ، ونهاية العقول وغيرها . وكان يعاب بإيراد الشبهة الشديدة التي يقصّر في حلّها ، حتّى قيل في حقّه : «يورد الشبهة نقدا ويحلّها نسيئة» ، كان أكثر مقامه بالريّ ، وتوفّي في مدينة هراة سنة ۶۰۶ ودفن بها . راجع : التكملة للمنذري ، ج ۲ ، ص ۱۱۲۱ ؛ وفيّات الأعيان ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ـ ۲۵۲ ، الرقم ۶۰۰ ؛ الوافي بالوفيّات ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ـ ۲۵۹ ، الرقم ۱۷۸۷ ؛ التدوين ، ج ۱ ، ص ۴۵۷ ؛ مجمع الآداب الفخر) : ۲۴۰۳ ؛ تاريخ الإسلام ، وفيّات سنة ۶۰۶ ، ص ۲۰۴ ، الرقم ۳۱۱ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۲۱ ، ص ۵۰۰ ، الرقم ۲۶۱ ؛ طبقات الشافعيّة للسبكي ، ج ۸ ، ص ۸۱ ـ ۹۶ ، الرقم ۱۰۸۹ ؛ الكنى والألقاب ، حرف الفاء ، ص ۹ ـ ۱۲ .

6.. تفسير الرازي ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۲ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126046
صفحه از 527
پرینت  ارسال به