279
شرح فروع الکافي ج1

يقول : «يا أيّها الناس ، قولوا لا إله إلّا اللّه تفلحوا ۱ ) . ورجل يتبعه يرميه بالحجارة حتّى أدمى عرقوبيه وكعبيه ، فقيل : مَن هو ؟ فقال : عمّه أبولهب» ۲ ) .
واُجيب عنه بأنّ التثنية في الآية يمكن أن يكون باعتبار رِجلَي كلّ متطهّر ، والخبران على تقدير صحّتهما إنّما يدلاّن على أنّ الكعب قد جاء بهذا المعنى لا على حصر معناه فيه ، فيمكن أن يكون مشتركا بينه وبين ما هو المراد هنا ، بل هو كذلك كما عرفت .
وقوله عليه السلام : والثنتان تأتيان على ذلك كلّه) . [ ح 5/3925 ] يفيد استحباب تثنية الغرفة في كلّ من الغسلات كما هو المشهور بين المتأخّرين ، وبذلك جمعوا بين أخبار المرّة والتكرار كما ستعرف .
قوله في خبر يونس بن عمّار : مرّة مرّة) . [ ح 6/3926 ] ظاهره عدم جواز تثنية) ۳ ) الغسلات .
قال العلّامة رحمه الله في المنتهى :
الفرض في غسل أعضاء الوضوء مرّة مرّة ، وهو مذهب علماء الأمصار إلّا ما نقل عن الأوزاعي ۴ ) وسعيد بن عبدالعزيز ۵ ) ؛ فإنّهما قالا ثلاثا إلّا غَسل الرجلين ۶ ) ، والثانية سنّة

1.. تقدّمت ترجمته .

2.. ما أثبتناه هو الصحيح ، وفي الأصل : «تصلحوا».

3.. المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۸ ، ص ۴۴۲ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۲ ، ص ۸۲ ، المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۶۱۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ وج ۶ ، ص ۲۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۵۱۸ . كلّهم من طريق طارق بن عبداللّه المحاربي .

4.. ما بين القوسين من نسخة «أ» و«د» .

5.. سعيد بن عبدالعزيز التنّوخي أبومحمّد الدمشقي ، فقيه أهل الشام بعد الأوزاعي ، روى عن ربيعة بن يزيد وأبيالزبير المكّي والزهري وزيد بن أسلم ومكحول وغيرهم ، وروى عنه الثوري وشعبة عبدالرزّاق وابن المبارك وابن مهديّ ووكيع وغيرهم ، مات سنة ۱۶۷ ه ق ، وقيل غيرها . الأنساب للسمعاني ، ج ۱ ، ص ۴۸۶ «التنّوخي» ؛ الوافي بالوفيّات ، ج ۱۵ ، ص ۱۴۹ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۳ ، ص ۹۷ .

6.. المغني ، ج ۱ ، ص ۱۲۹ ، الموالاة في الوضوء والتثليث ؛ الشرح الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ .


شرح فروع الکافي ج1
278

ومثله وقع في تفسير النيشابوري ۱ ) ، والكشف ۲ ) .
ومنه يظهر اندفاع الإيراد الخامس ؛ لأنّه فهم من ظاهر كلام أصحابنا أنّ الكعب هو المفصل عندهم ، وأنّهم أرادوا بالعظمين الناتئين في ظهر القدم العظمين اللذين في المفصل وإن كانا خفيّين كما فهمه هؤلاء المخالفون حتّى اعترضوا على أصحابنا بأنّ العظم الناتئ في المفصل شيء خفيّ لايعرفه إلّا أهل التشريح ، فلاينبغي أن يكون هو مناط التكليف ، بخلاف الناتئين من طرفي الساق .
وأمّا مخالفة الاشتقاق ، فإنّك قد عرفت ممّا مرّ أنّ في العظم المستدير الموضوع في المفصل نُتُوّا أيضا ، وعدم إحساسه بالبصر لايقتضي نفيه .
وأمّا مخالفة النصوص ، فقد عرفت أنّ ذلك العظم في ظَهر القدم .
وممّا ذكر ظهر أنّ الاحتياط يقتضي العمل بما ذكره العلّامة رحمه الله انتهى .
واحتجّ العامّة أيضا على ما ذهبوا إليه بهذه الآية ؛ زعمامنهم أنّ المعنى : «وأرجلكم» كلّ رجل إلى الكعبين ، وقالوا : لوكان المراد جميع كعاب الأرجل لقال : إلى الكعاب كالمرافق ، وبما رواه النعمان بن بشير أنّه قال : «لتستونّ صفوفكم ولتخافنّ اللّه بين قلوبكم ، فلقد رأيت الرجل منّا يُلصق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكبه» ۳ ) ، فإنّه يدلّ على أنّ الكعب في جانب القدم .
وبرواية أنس أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان في سوق ذي المجاز ۴ ) عليه جبّة حمراء وهو

1.. النيسابوري هو نظام الدين الأعرج الحسن بن محمّد بن حسين القمّي النيسابوري ، أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة قمّ ، وكان منشؤه وموطنه بديار نيسابور ، وأمره في الفضل والأدب والتبحّر والتحقيق وجودة القريحة أشهر من أن يذكر ، له من الكتب : رسالة في علم الحساب ، شرح الشافية المعروف بشرح النظّام ، شرح التذكرة النصيريّة ، غرائب القرآن ورغائب الفرقان المعروف بتفسير النيسابوري ، كتاب في أوقاف القرآن المجيد ، وغير ذلك . وكان النيسابوري من علماء رأس المائة التاسعة . الكنى والألقاب ، ج ۳ ، ص ۲۵۶ .

2.. الكشف والبيان للثعلبي ، ج ۱ ، ص ۲۹ ـ ۳۰ .

3.. صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۷۷ باب أهل العلم والفضل أحقّ بالإمام ؛ المسند لأحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۶ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۱ ، ص ۸۲ ـ ۸۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۵ ، ص ۵۴۹ ؛ السنن للدارقطني ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱۰۸۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ الاستذكار ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ ؛ التمهيد ، ج ۲۴ ، ص ۲۵۷ .

4.. ذوالمجاز : موضع بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة ، كانت تقوم في الجاهليّة ف ثمانية أيّام ، وقال الأصمعي : ذوالمجاز ماء من أصل كبكب وهو لهذيل وهو خلف عرفة . معجم البلدان ، ج ۵ ، ص ۵۵ ، باب الميم والجيم .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126047
صفحه از 527
پرینت  ارسال به