قال : فقال داوود : فلمّا دخلت عليه رحّب بي وقال : يا داوود ، قيل فيك شيء باطل ، وما أنت كذلك ، قد أطلعت على طهارتك وليست طهارتك طهارة الرافضيّة ، فاجعلني في حلّ . وأمر له بمائة ألف درهم .
قال : فقال داوود الرقّي : التقيت أنا وداوود بن زربي عند أبيعبداللّه عليه السلام ، فقال له داوود بن زربي : جعلني اللّه فداك ، حقنت دماءنا فيدار الدنيا ، ونرجو أن ندخل بيمنك وبركتك الجنّة . فقال أبوعبداللّه عليه السلام : «فعل اللّه ذلك بك وبإخوانك من جميع المؤمنين » .
فقال أبوعبداللّه عليه السلام لداوود بن زربي : «حدّث داوود الرقّي بما مرّ عليك حتّى تسكن روعته» . قال : فحدّثه بالأمر كلّه .
قال : فقال أبوعبداللّه عليه السلام : «لهذا أفتيته ؛ لأنّه كان أشرف على القتل من يد هذا العدوّ» .
ثمّ قال : «يا داوود بن زربي ، توضّأ مثنى ولاتزيدنّ عليه ، فإنّك إن زدت عليه فلا صلاة لك» ( ۱ ) ) ( ۲ ) .
وحملها الصدوق على التجديد، وحمل ما روي ـ من أنّ من زاد على ذلك لم يوجر ـ على التجديد بعد التجديد ( ۳ ) ، وأيّد هذا التأويل بما روى من «أنّ تجديد الوضوء لصلاة العشاء يمحو لا واللّه وبلى واللّه » ( ۴ ) .
وروى في خبر آخر : «إنّ الوضوء على الوضوء نور على نور ، ومن جدّد وضوءه لغير حدث آخر جدّد اللّه ـ عزّ وجلّ ـ توبته من غير استغفار» ( ۵ ) .
والأظهر حملها على التقيّة ؛ لموافقتها لمذاهب العامّة ، ثمّ على غسلة بغرفتين كما
1.. اختيار معرفة الرجال ، ج ۲ ، ص ۶۰۰ ـ ۶۰۱ ، الرقم ۵۶۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۴۴۳ ـ ۴۴۴ ، ح ۱۱۷۲ .
2.. ما بين القوسين ـ أي من قوله : «ويدلّ عليه قوله عليه السلام » إلى هنا ـ من «أ» و «د» .
3.. الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۹ ، ذيل ح ۸۰ .
4.. الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۹ ، ح ۸۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ ، ح ۹۹۶ .
5.. الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۹ ، ح ۸۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ ، ح ۹۹۷ .