343
شرح فروع الکافي ج1

وعن حذيفة بن اليمان أنّه قال : بينما أنا جالس في صلاتي إذ رقدت فوضع إنسان يده على كتفي وإذا النبيّ صلى الله عليه و آله ، فقلت : يا رسول اللّه عَلَيَّ من هذا وضوء ؟ قال : «لا حتّى تضع جنبيك» ۱ .
وفي الناصريّات : «فأمّا الأخبار التي رووها عن النبيّ صلى الله عليه و آله في نفي الوضوء على النوم ، فإنّا نحملها إذا تقبّلناها على نوم لا استثقال معه ، وإنّما هو [ تهويم و ] سِنة خفيفة » ۲ .
وأمّا الإغماء فهو ناقض للوضوء ، وكذا ما في حكمه من السُكر والأمراض المزيلة للعقل ، وادّعى العلّامة في المنتهى ۳ أنّه لايعرف فيه خلافا من أهل العلم ، واستدلّ له بقوله عليه السلام في بعض أخبار النوم : «فإذا خفي عنه الصوت فقد وجب عليه الوضوء» ۴ ؛ حيث علّق الحكم على خفاء الصوت فيطّرد ، وبأنّه إنّما يجب الوضوء للنوم ؛ لتجويز وقوع الحدث منه ، فالإغماء والسُكر أولى في ذلك .
وبه احتجّ الشيخ أيضا في التهذيب ۵ .
وأجمع الجميع على عدم وجوب الغسل بالإغماء إلّا ما حكي عن شاذّ من العامّة أنّه قال : «ما جُنّ إنسان إلّا وقد أنزل» ۶ .
وأمّا الاستحاضة ، فالقليلة منها حدث موجب للوضوء لا أعرف فيه مخالفا من الأصحاب إلّا ما حكى في المنتهى عن ابن أبيعقيل من عدم وجوبه بها ۷ .

1.. السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ ؛ نيل الأوطار ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ ؛ تلخيص الحبير ، ج ۲ ، ص ۲۵ .

2.. الناصريّات ، ص ۱۳۶ ، وما بين المعقّفتين منها .

3.. منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۲۰۲ .

4.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۹ ، ح ۱۴ .

5.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۹ ، ذيل ح ۱۴ .

6.. الاُمّ ، ج ۱ ، ص ۵۴ ؛ المجموع للنووي ، ج ۲ ، ص ۲۲ .

7.. منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۲۰۳ ؛ وحكاه أيضا المحقّق في المعتبر ، ج ۱ ، ص ۱۱۱ .


شرح فروع الکافي ج1
342

ضرورة» ۱ ، فإنّما نفى الوضوء فيها للانتقال إلى التيمّم للضرورة الناشئة من الزحام ، ولكن لايعتدّ بتلك الصلاة ، كما دلّ عليه خبرالسكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم السلام أنّه سئل عن رجل يكون في وسط الزحام يوم الجمعة أو يوم عرفة لايستطيع الخروج من المسجد من كثرة الناس يحدث ؟ قال : «يتيمّم ويصلّي معهم ويعيد إذا انصرف» ۲ .
ويجيء القول فيه في محلّه إن شاء اللّه تعالى .
والعامّة ذهبوا إلى أنّ النوم إنّما ينقض لكونه مظنّة للحدث لا بنفسه ، وتمسّكوا فيه بما رويناه عن [ فتح ]العزيز ، وبما رووا عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «لا وضوء على من نام قاعدا ، إنّما الوضوء على من نام مضطجعا ، فإنّ من نام مضطجعا استرخت مفاصله» ۳ .
وأنّه صلى الله عليه و آله قال : «إذا نام العبد في صلاته باهى اللّه به ملائكته ، يقول : انظروا ، عبدي روحه عندي وجسدي ساجد بين يديّ» ۴ .
وأنّ أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله كانوا ينتظرون العشاء وينامون قعودا ثمّ يصلّون ولا يتوضّأون ۵ .
وعن ابن عبّاس أنّه قال : رأيت النبيّ صلى الله عليه و آله نام وهو ساجد ثمّ قام فصلّى ، فقلت : يا رسول اللّه صلّيت ولم تتوضّأ وقد نمت ؟ فقال : «إنّما الوضوء على من نام مضطجعا ، فإنّه إذا اضطجع استرخت مفاصله» ۶ .

1.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۹ ، ح ۱۳ ؛ الاستبصار ، ح ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۲۵۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۲۵۶ ، ح ۶۶۶ .

2.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ ، ح ۵۳۴ ؛ الاستبصار ، ح ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۲۵۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ ، ح ۳۸۲۱ .

3.. فتح العزيز ، ج ۲ ، ص ۲۳ ؛ بدائع ا لصنائع ، ج ۱ ، ص ۳۱ .

4.. فتح العزيز ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ؛ تلخيص الحبير ، ج ۲ ، ص ۲۵ ؛ المجموع للنووي ، ج ۲ ، ص ۱۳ ؛ نيل الأوطار ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ .

5.. الاُمّ ، ج ۱ ، ص ۲۶ ـ ۲۷ ؛ مسند الشافعي ، ص ۱۱ ؛ معرفة السنن والآثار ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ؛ تفسير البغوي ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ ؛ تلخيص الحبير ، ج ۲ ، ص ۲۲ ؛ فتح العزيز ، ج ۲ ، ص ۲۲ ؛ المجموع للنووي ، ج ۲ ، ص ۱۲ .

6.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵۶ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد ، ص ۲۲۱ ، ح ۶۵۹ ؛ سنن أبيداود ، ج ۱ ، ص ۵۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۱ ، ص ۵۱ ، ح ۷۷ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۲ ، ص ۱۲۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۱۲۱ ؛ معرفة السنن والآثار ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، المصنّف لابن أبيشيبة ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ؛ مسند أبييعلى ، ج ۴ ، ص ۳۶۹ ، ح ۲۴۸۷ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۵۸۶ ، ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين ، ص ۲۸۳ ـ ۲۸۴ ، ح ۱۹۳ ، مع مغايرة في صدر بعض الروايات ، واكتفاء بعضهم بالمرفوع منه .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153657
صفحه از 527
پرینت  ارسال به