وفي الصحيح عن محمّد بن مسلم قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : «كان كلّ شيء ماءا ، وكان عرشه على الماء ، فأمر اللّه عزّ وجلّ الماء فاضطرم نارا ، ثمّ أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان ، فخلق اللّه عزّ وجلّ السماوات من ذلك الدخان ، وخلق الأرض من الرماد ، ثمّ اختصم الماء والنار والريح ، فقال الماء : أنا جند اللّه الأكبر، وقالت الريح: أنا جند اللّه الأكبر، وقالت النار: أنا جند اللّه الأكبر، فأوحى اللّه إلى الريح : أنت جندي الأكبر» . ۱
وفي السِفْر الأوّل من التوراة في بيان خلق السماء والعالم ـ على ما ذكر في ترجمتها ـ : «إنّه كانت الظلمة وجه الغمر ، وكان نور اللّه يرفرف على المياه» ، ثمّ ذكر فيه خلق السماوات بنحو ممّا ذكر . والغَمر : الماء الكثير ، ومعنى نور اللّه يرفرف على المياه ؛ معنى قوله تعالى : «وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ »۲ .
ومن طريق العامّة : «أوّل ما خلق اللّه جوهرة ، ـ وفي رواية اُخرى : ياقوتة ـ خضراء ، ونظر إليها بالهيبة فصارت ۳ ماء ، فوضع عرشه على الماء» . ۴
ولايبعد أن يراد بالسماء في الآيتين جهة العلوّ كما صرّح به الشهيد الثاني قدس سرهفي شرح اللمعة ۵ ، فيشمل الماء المطر الذي ينزل من البحر الذي تحت العرش ، والذي تجذبه السحاب من البحر المحيط ، والذي يحدث في الجوّ من البخارات الصاعدة ، والمطر يكون بكلّ من الوجوه الثلاثة .
1.. هود (۱۱) : ۷ .
2.. الكافي ، ج ۸، ص ۹۵، ح ۶۸ ؛ وص ۱۵۳، ح ۱۴۲ .
3.. في ب : «فأنارت» . وفي البحار : «فذابت» .
4.. مفاتيح الغيب ، ج ۸ ، ص ۲۶۰ . وأورده المجلسي في بحار الأنوار ، ج ۶۱، ص ۱۳ بلفظ «روي» ؛ وفي ج ۵۴، ص ۳۶۳ نقلاً عن مفاتيح الغيب . وانظر: تفسير الميزان ، ج ۱، ص ۱۲۱ .
5.. شرح اللمعة ، ج ۱، ص ۲۴۹ .