101
شرح فروع الکافي ج2

شرح فروع الکافي ج2
100

باب ثواب عيادة المريض

لا ريب فيه ما لم تعلم كراهة المريض لها ، والأخبار فيها متظافرة من الطريقين ، منها : ما رواه المصنّف في الباب .
ومنها : ما رواه الصدوق ، قال : وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «ضمنت لستّة الجنّة» ، وعدّ منها رجلاً يعود مريضاً . ۱
ومن طريق العامّة ما نقلوه : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «أمرنا باتّباع الجنائز وعيادة المرضي ». ۲
قوله في خبر ميسّر : (صلّى عليه يومئذٍ سبعون ألف ملك) إلخ . [ح 1 / 4279] ظاهره صلاة هذا العدد الخاصّ ، والأظهر أنّه كناية عن الكثرة ، وقد فسّر بالوجهين قوله تعالى : «إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً»۳
وقال البيضاوي : «قد شاع استعمال السبعة والسبعين والسبعمسئة ونحوها في التكثير ؛ لاشتمال السبعة على جملة أقسام العدد ، فكأنّه العدد بأسره ». انتهى . ۴
وتوضيحه أنّ للعدد عند أهل الحساب تقسيمات : أحدها: تقسيمه إلى الأوّل وغيره ، والأوّل : هو ما لا يعدّه غير الواحد كالثلاثة والخمسة ونحوهما ، وغير الأوّل : ما يعدّه غيره كالأربعة والستّة ونظائرهما .
وثانيهما: تقسيمه إلى الزوج والفرد ، والزوج غير أوّل لا محالة ، والفرد إمّا أوّل كما ذكر أو غير أوّل كالتسعة .
وثالثها: تقسيمه إلى زوج الزوج وزوج الفرد ، أعني ما يقبل التنصيف إلى الواحد وما لا تقبله كالثمانية والستّة .
ورابعها: تقسيمه إلى المجذور وغيره ، والمجذور : هو العدد المشتمل على عدد إذا ضرب في نفسه يحصل ذلك العدد ، ويسمّى هذا العدد المضروب في نفسه جذرا له كالتسعة ، فإنّها تحصل من ضرب الثلاثة في نفسها ، وغير المجذور : ما ليس كذلك .
وخامسها : تقسيمه إلى المُنْطَق والأصَمّ ، أي إلى ما له أحد الكسور التسعة وما ليس كذلك ، كالعشرة والخمسة والعشرين .
وربّما يقال المنطق على ما له أحد الكسور التسعة أو جذر ، فيدخل المثال الثاني فيه.
وعلى هذا يقال الأصم على ما ليس له شيء منهما كأحد عشر .
وسادسها: تقسيمه إلى التامّ والزائد والناقص ، والتامّ : هو الّذي ساوى مجموع كسوره كالستّة . والزائد : ما نقص عن كسوره كالأربعة والناقص عكسه كالاثني عشر.
وهذه الأوصاف الثلاثة للعدد باعتبار متعلّقه وهو الكسور.
وسابعها: تقسيمه إلى الأقلّ والأكثر .
وفرّعوا على هذه التقسيمات السبعة تقسيمه إلى الكامل وغير الكامل من جهتين: إحداهما : من حيث اتّصافه بالأقلّيّة ، واشتماله على مخارج الكسور التسعة معاً ، فالكامل : هو العدد القليل المشتمل على مخارج الكسور كلّها أو أكثرها ، وغير الكامل: ما ليس كذلك ، فكلّ عدد يكون أقلّ وأشمل يكون أكمل .
وبهذا الاعتبار يكون العشرة أكمل الأعداد ؛ لأنّها أقلّ عدد مشتمل على مخارج الكسور التسعة كلّها .
والاُخرى: من حيث اشتماله على الفرديّة والأقلّيّة وعلى الأقسام الخارجة من التقسيمات المذكورة جميعاً ، فكلّما كان اشتمال العدد الفرد الأقل على الأقسام أكثر كان أكمل .
وهذا الاعتبار هو الأشهر عندهم ، وعلى هذا تكون السبعة أكمل الأعداد ؛ لأنّها أقلّ عدد من الأفراد مشتمل على جميع الأقسام ما عدا الفرد الغير الأوّل والزائد ، فإن الستّة والتسعة وإن اشتملتا أيضاً على أكثر الأقسام المذكورة إلّا أنّ الاُولى ليست فردا ، والثانية ليست أقلّ فرد ، وكانوا يعدّون الكامل شريفاً والأكمل أشرف ؛ لاستلزام الكمال الشرافة .
وربّما يعلّلون شرافة السبعة خاصّة بأنّها عدد السماوات والأرضين والسيّارات والأقاليم .
ولما كانت السبعة أشرف الأعداد فكأنّها العدد كلّه ؛ ولذلك كنّوا بها عن الكثرة وأجروا حكمها على السبعين والسبعئة والسبعة آلاف ونظائرها ؛ لاشتمالها على السبع .
وأكثر ما يستعمل في هذا المعنى السبعون ، ولعلّ وجهه أنّها حاصلة من تكرار السبعة عشر مرّات ، والعشرة أيضاً أكمل الأعداد بالاعتبار الأوّل كما عرفت .
وقال طاب ثراه : «الخريف : زاوية في الجنّة يسير الراكب فيها أربعين عاماً في تفسير الباقر عليه السلام ». ۵
ومن طريق العامّة عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله عنه عليه السلام ، قال : «من عاد مريضاً لم يزل في مَخرَفَة الجنّة». ۶
وقال محيي الدين : المَخْرَفة . بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الراء قيل : هي السكّة بين صنفين من نخيل يجتنى من أيّهما شاء »، ۷ وقيل : هي البستان الّذي فيه الفاكهة يخترف ، وسمّي الخريف خريفاً لأنّه فصل يخترف فيه الثمار . ۸

1.الفقيه، ج ۱، ص ۱۴۰، ح ۳۸۴ ؛ وسائل الشيعة، ج ۲، ص ۴۱۶ ۴۱۷، ح ۲۵۱۶.

2.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۷۰، باب في الجنائز؛ و ج ۶، ص ۱۴۳ كتاب النكاح؛ و ص ۲۵۱ كتاب الأشربه؛ سنن النسائي، ج ۴، ص ۵۴ ؛ و ج ۷، ص ۸ ؛ و السنن الكبرى له أيضا، ج ۳ ، ص ۱۲۶، ح ۴۷۱۹ ؛ سنن الترمذي، ج ۴، ص ۲۰۲، ح ۲۹۶۱؛ صحيح ابن حبّان، ج ۷، ص ۳۱۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۳ ، ص ۳۸۶ ؛ و ج ۱۰، ص ۱۰۸ . كلّهم عن البراء، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله . و في الجميع: «أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله » أو «أمرنا النبيّ صلى الله عليه و آله » . و في بعضها: «عيادة المريض» بدل «عيادة المرضى».

3.التوبة (۹) : ۸۰ . راجع: التبيان، ج ۵ ، ص ۲۶۷ ۲۶۸؛ الكشّاف، ج ۴، ص ۱۵۴؛ مجمع البيان، ج ۵، ص ۹۷.

4.تفسير البيضاوي، ج ۳ ، ص ۱۶۲.

5.هو الحديث ۳ من هذا الباب من الكافي.

6.السنن الكبرى للبيهقي، ج ۳ ، ص ۳۸۰ ؛ ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم، ج ۱، ص ۳۰۱ ، ترجمة حيّان بن بشر بن المخارق الضبّي القاضي. و ورد بلفظ «عائد المريض في مخرفة الجنّة»: في مسند أحمد، ج ۵ ، ص ۲۷۹؛ صحيح مسلم، ج ۸ ، ص ۱۳؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۳ ، ص ۳۸۰ ، صلاة الملائكة على العائد؛ صحيح ابن حبّان، ج ۹، ص ۶۶؛ مسند الشاميّين، ج ۴، ص ۴۵، ح ۲۶۸۸؛ كنز العمّال، ج ۹، ص ۹۵، ح ۲۵۱۴۰.

7.عبارته في شرح صحيح مسلم، ج ۱۲، ص ۶۱ هكذا: «و أمّا المخرف، فبفتح الميم و الراء، و هذا هو المشهور... و قيل: السكّة من النخل تكون صفّين يخرف من أيّها شاء».

8.اُنظر: معجم مقائيس اللغة، ج ۲، ص ۱۷۱ (خرف) .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203044
صفحه از 575
پرینت  ارسال به