121
شرح فروع الکافي ج2

باب إخراج روح المؤمن والكافر

أي كيفيّة قبض ملك الموت روحهما بالرفق والعنف ، ولكن ليس الأمر كلّياً ، فقد قال طاب ثراه :
ينبغي أن يعلم أن ليس التسهيل دليلاً على التكرمة ، ولا التعنيف دليلاً على الشقاء ، فكم شُقّ على سعيد وسهّل على شقي؟ فقد ثبت من طريق الخاصّة والعامّة : أنّه إذا بقى على المؤمن شيء من درجاته لم يبلغه من عمله أو كان عليه شيء من الذنوب لم يكفّره حسناته شدّد اللّه عليه الموت ليبلغ تلك الدرجة ، ويكفّر عنه ذلك الذنب ، وإذا بقى للكافر شيء من حسناته يسّر اللّه عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه .
وقد روي من طريق العامّة عن بعض زوجات النبيّ صلى الله عليه و آله أنّها قالت : لا تغبط ۱ أحدا سهّل عليه الموت بعد الّذي رأيت من شدّة موت رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۲ وكان يدخل يده في قدح ويمسح بها وجهه ويقول : «اللّهمّ سهّل عليّ الموت ، إنّ للموت سكرات» ۳ فقالت فاطمة عليهاالسلام : «واكرباه لكربتك يا أبتاه»! فقال : «لا كرب لأبيك بعد اليوم». ۴
وأنّه نزع معاذ نزعاً لم ينزعه أحد ، كلّما أفاق قال : يا ربّ ، اخنق خنقك فوعزّتك لتعلم أنّ قلبي يحبّك . ۵
قوله في خبر إدريس : (بمثل السّفود) . [ح 1 / 4325] قال الجوهري : «السُّفّوُد بالضمّ والتشديد : الحديدة الّتي يشوى بها اللحم ». ۶
قوله في مرسلة هيثم بن واقد : (ليس في شرق الأرض ولا في غربها) إلخ. [ح 2 / 4326] الضميران للأرض ، وأهل بيت المدر : هم الساكنون في البيوتات المبنيّة من اللبن والأجر ونحوهما ، وأهل بيت الوبر : السّاكنون في الخيام المتّخذة من الشعر والوبر.
وتصفّح ملك الموت إيّاهم للترقّب لأمر اللّه سبحانه فيهم، أو لتمييز من يواظب منهم على الصلاة في أوقاتها ؛ ليلقّنهم عند قبض أرواحهم الشهادتين ، ويتنحّى عنهم إبليس ، ويشعر به قوله عليه السلام : «فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما يتصفّحهم في مواقيت الصلوات»، إلى آخر الحديث .
ويؤيّده التخصيص بالخمس مرّات .
قوله في خبر جابر : (وقرّ عيناً) . [ح 3 / 4327] في القاموس : «عينه تقرّ بالكسر والفتح قَرّةً ويضم وقرورا : بردت وانقطع بكاؤها ، أو رأت ما كانت متشوّقة إليه» ، ۷ وبردها كناية عن السرور؛ لبرودة ماء العين وقت السرور.
وفي الفائق : العتبى : «طلب الرضا بإزالة ما عوتب عليه »، ۸ يعني ليس لكم عندنا حقّ يوجب استرضاكم ؛ لأنّا إنّما قبضنا روح منكم بأمر اللّه سبحانه .

1.كذا في الأصل. و في سائر المصادر: «لا أغبط» و هو الظاهر.

2.سنن الترمذي، ج ۲، ص ۲۲۶، ح ۹۸۶؛ الشمائل المحمّدية له أيضا، ص ۲۰۱، ح ۳۱۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۴۷، ص ۲۲۹ و ۲۳۰؛ إمتاع الأسماع، ج ۴، ص ۵۱۴ . و في الجميع: «ما أغبط أحدا بهون موت...» .

3.مسند أحمد، ج ۶، ص ۶۴، ۷۰، ۷۷، ۱۵۱؛ صحيح البخاري، ج ۵ ، ص ۱۴۲، باب مرض النبي صلى الله عليه و آله و وفاته؛ و ج ۷، ص ۹۲، كتاب الرقاق؛ سنن ابن ماجة، ج ۱، ص ۵۱۹ ، ح ۱۶۲۳؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۷، ص ۵۰ ، كتاب الدعاء، ح ۳ ؛ السنن الكبرى للنسائي، ح ۴، ص ۲۵۹، ح ۷۱۰۱؛ و ج ۶، ص ۲۶۹، ح ۱۰۹۳۲؛ مسند أبييعلى، ج ۸ ، ص ۹، ح ۴۵۱۰ ؛ المستدرك للحاكم، ج ۲، ص ۴۶۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۵۶ ۵۷ ؛ الطبقات الكبرى، ج ۲، ص ۲۵۸ ، ذكر وفاة رسول اللّه . و الجميع خالية عن فقرة: «اللهمّ سهِّل عَلَيّ الموت».

4.لم أعثر على الحديث برواية عائشة، و رواه أنس على ما في: مسند الطيالسي، ص ۲۷۲؛ و مسند ابن راهويه، ج ۵ ، ص ۱۳ ۱۴، ح ۲۱۱۰؛ و منتخب مسند عبد بن حميد، ص ۴۰۲، ح ۱۳۶۴؛ الشمائل المحمّديّة، ص ۲۰۶ ۲۰۷، ح ۳۸۰ ؛ مسند أبييعلى، ج ۵ ، ص ۱۵۶ ۱۵۷، ح ۲۷۶۹؛ و ج ۶، ص ۱۱۱، ح ۳۳۸۰ ؛ و صحيح ابن حبّان، ج ۱۴، ص ۵۸۴ . و رواه جابر بن عبداللّه في تفسير فرات الكوفي ، ص ۵۸۵ ۵۸۶ ، ح ۷۵۵. و رواه خارجة بن عقفان في الاستيعاب، ج ۲، ص ۴۲۰، ترجمة خارجة، الرقم ۵۹۸؛ اُسد الغابة، ج ۲، ص ۷۴.

5.تاريخ مدينة دمشق، ج ۵۸ ، ص ۴۵۲، ترجمة معاذ بن جبل، الرقم ۷۴۸۱؛ و ج ۱۱، ص ۴۶۲، ترجمة الحارث بن عميرة الزبيدى، الرقم ۱۱۴۷؛ الطبقات الكبرى، ج ۳ ، ص ۵۸۹ ، ترجمة معاذ، و ج ۷، ص ۳۸۸ ؛ سير أعلام النبلاء، ج ۱، ص ۴۶۰، ترجمة معاذ بن جبل، الرقم ۸۶ ، مع مغايرة في ألفاظ بعضها.

6.صحاح اللغة، ج ۲، ص ۴۸۹ (سفد) .

7.القاموس المحيط، ج ۳ ، ص ۵۸۷ (قرر) .

8.لم أعثر عليه في الفائق، و الموجود فيه هكذا: «... أعتب الناس: أعطيهم العتبى و الرضا». الفائق، ج ۲، ص ۳۷۰ ، باب العين مع الثين. نعم نفس العبارة موجودة في شرح اُصول الكافي للمولى محمد صالح، ج ۸ ، ص ۳۹۵ ، إلّا أنّ فيه: «المستعتب» بدل «العتبى».


شرح فروع الکافي ج2
120
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203107
صفحه از 575
پرینت  ارسال به