199
شرح فروع الکافي ج2

باب من يتبع جنازة ثمّ يرجع

ينبغي للمشيّع أن لا يرجع حتّى يُدفن الميّت وإن أذن له صاحب المصيبة؛ لخبر سهل، ۱ أو صدر عن بعض المشيّعين معصية، لحسنة زرارة . ۲

ثواب من مشى مع جنازة

غرضه قدّس سرّه بقرينة أخبار الباب بيان أفضليّة المشي عن الركوب، وبيان تفاوت مراتب التشييع.
ويدلّ على الأوّل زائدا على ما ذكره هنا ما سبق في الباب السابق.
وأمّا الثاني ففي المنتهى:
أدنى مراتب تشييع الجنازة أن يتبعها إلى المصلّى، فيصلّى عليها، وأوسطها أن يتبعها إلى القبر ويقف حتّى يدفن، وأكمله الوقوف بعد الدفن ليستغفر له ويسأل اللّه تعالى له الثبات على الاعتقاد عند سؤال الملكين. ۳
ويدلّ عليه أيضاً زائدا على ما رواه هنا ما سبق في بعض الأبواب السالفة، وقد ورد من طريق العامّة في حديث البراء : «من شهد حتّى يدفن كان له قيراطان». ۴
وعن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه كان إذا دفن ميّتاً وقف وقال : «استغفر له وأسأل اللّه التثبّت، فإنّه الآن يُسأل». ۵
وروى مسلم عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «من صلّى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتّى يوضع في القبر فله قيراطان» قال : قلت: يا باهريرة، ما القيراط؟ قال : مثل اُحد . ۶
قوله في خبر عمرو بن شمر ۷ : (كان له قيراط من الأجر) . [ح 4 / 4463] قال طاب ثراه:
قال الجوهري: القيراط نصف دانق، وأصله قِرّاط بالتشديد؛ لأنّ جمعه قراريط فاُبدل من أحد حرفي تضعيفه ياءً على ما ذكرناه في دينار، وأمّا القيراط الّذي في الحديث فقد جاء في تفسيره فيه أنّه مثل جبل اُحد. ۸
وقال الآبي: القيراط جزء من الدينار، وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين، ۹ وتفسيره بجبل اُحد تفسير لما هو المقصود.
وقال المازري: المراد من قوله : «قيراطان» تمام قيراطين، قيراط للصلاة، وقيراط للاتّباع، وهو مثل قوله تعالى «قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ» ، ثمّ قال تعالى: «وَ قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَ تَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ»۱۰ ، أي في تمام أربعة أيّام: اليومان الأوّلان اللذان فيهما خلق الأرض، واليومان الآخران اللذان فيهما تقدير الأقوات.
والاقتصار هنا على قيراط وقيراطين للصلاة والدفن، فلا ينافي ما سيجيء في رواية الأصبغ بن نباتة : «أنّ له أربعة قراريط»؛ ۱۱ لأنّ قيراطين فيها لأجل المتابعة إلى الدفن وللتعزية.

1.هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي، و ينتهي سنده إلى زرارة.

2.هي الرواية ۳ من هذا الباب من الكافي . و بعده في الأصل: «قوله: في خبر سهل بن زياد: و لا تعنّى». و لم يذكر بعده شي، فلم أذكره في المتن.

3.منتهى المطلب، ج ۱، ص ۴۴۵ (ط قديم) .

4.مسند أحمد، ج ۴، ص ۲۹۴؛ و ج ۲، ص ۲.

5.سنن أبي داود، ج ۲، ص ۸۴ ، ح ۳۲۲۱ ؛ المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۳۷۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۴، ص ۵۶ ؛ معرفة السنن والآثار، ج ۲، ص ۱۹۱ ۱۹۲، ح ۲۱۸۴؛ كنزالعمّال، ج ۷، ص ۱۵۸، ح ۱۸۵۱۴؛ و ج ۱۵، ص ۵۵۷ ، ح ۴۲۱۶۰. و في الجميع: «استغفروا» و «اسألوا» بصيغة الجمع، و «التثبيت» بدل «التثبّت».

6.صحيح مسلم، ج ۳ ، ص ۵۱ . و نحوه في صحيح البخاري، ج ۲، ص ۹۰؛ سنن أبي داود، ج ۳ ، ص ۲۰۲، ح ۳۱۶۸ ؛ سنن الترمذي، ج ۲، ص ۲۵۲، ح ۱۰۴۵؛ مسند الحميدي، ج ۲، ص ۴۴۴ ؛ سنن النسائي، ج ۸ ، ص ۱۲۱؛ السنن الكبرى له أيضا، ج ۶، ص ۵۳۷ ، ح ۱۱۷۶۳؛ سنن الكبرى للبيهقي، ج ۳ ، ص ۴۱۲ ؛ المعجم الأوسط، ج ۶، ص ۲۰۳، صحيح ابن حبّان، ج ۷، ص ۳۴۹ .

7.عمرو بن شمرو يروى عن جابر عن أبي جعفر .

8.صحاح اللغة، ج ۳ ، ص ۱۱۵۱ (قرط) .

9.لم أعثر على كلام الآبي، و لكنّ هذا المعنى بعينه موجود في النهاية لابن الأثير ، ج ۴، ص ۴۲ (قرط) .

10.فصّلت (۴۱) : ۹ ۱۰ .

11.هي الرواية ۷ من هذا الباب من الكافي. الفقيه، ج ۱، ص ۱۶۱، ح ۴۵۱ ؛ تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۴۵۵، ح ۱۴۸۴؛ وسائل الشيعة، ج ۳ ، ص ۱۴۵، ح ۳۲۴۲ .


شرح فروع الکافي ج2
198
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203085
صفحه از 575
پرینت  ارسال به