295
شرح فروع الکافي ج2

شرح فروع الکافي ج2
294

باب ما يجب على الجيران لأهل المصيبة من إطعام ثلاثة أيّام وتعزيتهم

والمراد من الوجوب هو الاستحباب المؤكّد، والمصيبة في الأصل: ما أصاب الإنسان من خيرٍ أو شرٍّ ۱ وخصّت في الاستعمال بالثاني .
قوله في حسنة هشام بن سالم : (لمّا قتل جعفر بن أبي طالب) إلخ. [ح 1 / 4632] قال القرطبي ۲ شارح [صحيح] مسلم:
جعفر يكنّى أبا عبد اللّه رضي اللّه عنه، وكان أكبر من عليّ بعشر سنين، وكان من المهاجرين الأوّلين، هاجر إلى الحبشة وقدم منها على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعانقه، وقال : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر» ۳ ؟! وكان قدومه من حبشة في السنة السابعة من الهجرة، واختطّ له رسول اللّه صلى الله عليه و آله بجنب المسجد، وقال له: «أشبهت خَلقي وخُلُقي». ۴
ثمّ غزا غزوة مؤتة بأرض الشام سنة ثمان فقُتل فيها بعد أن قاتل حتّى قُطعت يداه معاً. فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ اللّه تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء»، ۵ فمن ثمّ قيل له: ذو الجناحين.
ولمّا بلغ النبيّ صلى الله عليه و آله نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزّاها فيه، فدخلت فاطمة تبكي وتقول : «واعمّاه!» فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّ اللّه تعالى أبدله من يديه جناحين يطير بهما في الجنّة، على مثل جعفر فلتبك البواكي. ۶
وأمّا أسماء فهي بنت عميس بن مُعَدّ الخثعمية من خثعم أنمار، وهي اُخت ميمونة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله ، واُخت لُبابة اُمّ الفضل زوج العبّاس، واُخت أخواتها وهنّ تسع، وقيل: عشر. هاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة، فولدت له محمّدا وعبد اللّه وعوناً، ثمّ هاجرت إلى المدينة، فلمّا قُتل جعفر رضي اللّه عنه تزوّجها أبو بكر وولدت له محمّد بن أبي بكر ثمّ مات عنها فتزوّجها عليّ، فولدت له يحيى بن عليّ، لا خلاف في ذلك.
وقيل: كانت أسماء تحت حمزة بن عبد المطّلب، فولدت له ابنة تسمّى أمة اللّه ، وقيل: أمامة، ثمّ خلف عليها بعده شداد بن الهادي الليثي، فولدت له عبد اللّه وعبد الرحمان، ثمّ خلف عليها بعده جعفر، ثمّ كان الأمر على ما ذكر. ۷
هذا كلام القرطبي.
ثمّ قال طاب ثراه:
جريان السنّة بما ذكر في الحديث من باب التأسّي والاقتداء به صلى الله عليه و آله وقد اختلفت الاُمّة في حكم الاقتداء به صلى الله عليه و آله فجعله مالك وأكثر أصحابه وبعض الشافعية واجباً، وقال أكثر الشافعية : ندب، وقال طائفة منهم: هو على الإباحة، وقال حذّاق من المتكلّمين: إن كان الفعل في محلّ القربة فاتّباعه واجب، والحقّ التفصيل الّذي ذكرناه في الاُصول . ۸
قوله في حسنة الكاهلي: (كان أبي) . [ح 5 / 4636] يعني أبا عبد اللّه عليه السلام ؛ فإنّ أبا الحسن فيه هو موسى بن جعفر عليهماالسلام بقرينة رواية الكاهلي عنه، وقد وقع التصريح باسمه عليه السلام في الفقيه. ۹
والظاهر أنّ اُمّ فروة فيها هي اُمّ أبي عبد اللّه عليه السلام بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر. ويحتمل بنت فاطمة بنت الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما. فقد قيل: إنّها كنيته لهما . ۱۰
قوله في خبر المفضّل: (اتركن التعداد) . [ح 6 / 4637] يعني عدّ مدائحة صلى الله عليه و آله لتحريص الحاضرين على البكاء، وإنّما اُمرت صلوات اللّه عليها بذلك مع أنّ عدّ مدائحه صلى الله عليه و آله عبادة؛ لإشعاره بعدم التصبّر، كما سيأتي أنّ «من أقام النوّاحة فقد ترك الصبر». ۱۱ على أنّ مدائحه صلى الله عليه و آله لم تكن مخفيّة محتاجة إلى العدّ .

1.لم أعثر على هذا المعني في كتب اللغة، نعم ورد في مادّة «صوب» من لسان العرب و تاج العروس: «المصيبة: ما أصابك من الدهر».

2.أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر أبو العبّاس القرطبي المالكي المحدّث، نزيل الإسكندريّة، ولد بقرطبة سنة ثمان و سبعين و خمسمائة ، و قدم و حدّث بها و بمصر، و اختصر الصحيحين، ثمّ شرح مختصر صحيح مسلم و سمّاه المفهم، و كان بارعا في الفقه والعربيّة، عارفا بالحديث، و توفّي بالإسكندريّه سنة ستّ و خمسين و ستّمائة، و كان يعرف في بلاده بابن المزيّن، و له كتاب كشف القناع عن الوجد و السماع. الوافي بالوفيات، ج ۷، ص ۱۷۳.

3.هذه الفقره رواها كثير من المؤلّفين، منهم: الشيخ الصدوق في المقنع، ص ۱۳۹؛ و الهداية، ص ۱۵۳؛ و الطبري في ذخائر العقبى، ص ۲۱۴؛ و ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، ج ۱، ص ۲۷۶ ۲۷۷، ح ۳۶۳ ؛ و الطحاوي في شرح معاني الآثار، ج ۴، ص ۲۸۱؛ و الطبراني في المعجم الكبير، ج ۲، ص ۱۰۸؛ و ابن عدي في الكامل، ج ۵ ، ص ۲۴۳، ترجمة عيسى بن عبداللّه بن محمّد بن عمر بن علي ؛ و ابن الأثير في اُسد الغابة، ج ۱، ص ۲۸۷؛ و ابن عنبة في عمدة الطالب، ص ۳۵ ؛ و ابن حبّان في الثقات، ج ۲، ص ۱۸.

4.مسند أحمد، ج ۱، ص ۱۰۸ و ۱۱۵ و ۲۳۰؛ و ج ۴، ص ۳۴۲ ؛ صحيح البخاري، ج ۳ ، ص ۱۶۸؛ و ج ۴، ص ۲۰۹؛ و ج ۵ ، ص ۸۵ ؛ سنن الترمذي، ج ۵ ، ص ۳۲۰ ، ح ۳۸۵۴ ؛ المستدرك للحاكم، ج ۳ ، ص ۱۲۰؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۸ ، ص ۵ ؛ و ج ۱۰، ص ۲۲۶؛ السنن الكبرى للنسائي، ج ۵ ، ص ۱۲۷؛ صحيح ابن حبّان، ج ۱۱، ص ۲۳۰، ح ۴۸۷۳ ؛ و ج ۱۵، ص ۵۲۰ ؛ الآحاد والمثاني، ج ۱، ص ۲۷۵، ح ۳۵۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۷، ما ذكر في جعفر بن أبي طالب، ح ۵ ۷.

5.اُنظر: أمالي الصدوق، المجلس ۲۰، ح ۲؛ و المجلس ۷۰، ح ۱۰؛ الخصال، ص ۶۸ ، باب الاثنين، ح ۱۰۱؛ ذخائر العقبى، ص ۲۱۷؛ المستدرك للحاكم، ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ المعجم الكبير، ج ۲، ص ۱۰۷؛ و ج ۱۱، ص ۲۸۷؛ الاستيعاب، ج ۱، ص ۲۴۲.

6.إلى هنا نقله المولى محمّد صالح المازندرانى والد الشارح في شرح الكافي، ج ۷، ص ۱۹۰ نقلاً عن إكمال الإكمال للقرطبي، و غالب الفقرات المذكورة هنا موجود في الاستيعاب، ج ۱، ص ۲۴۲، ترجمة جعفر بن أبي طالب.

7.راجع: الاستيعاب، ج ۴، ص ۱۷۸۴ ۱۷۸۵، ترجمة أسماء بنت عميس، وزاد: «وقيل: إنّ الّتي كانت تحت حمزة و شدّاد سلمى بنت عميس لا أسماء اُختها».

8.اُنظر: الاُمّ للشافعي، ج ۱، ص ۳۱۷ ؛ مختصر المزني، ص ۳۰۹ ؛ فتح العزيز، ج ۵ ، ص ۲۵۲؛ المجموع للنووي، ج ۵ ، ص ۳۱۷ ۳۱۸ ؛ روضة الطالبين، ج ۱، ص ۶۶۵؛ فتح الوهّاب، ج ۱، ص ۱۷۸؛ مغني المحتاج، ج ۱، ص ۳۶۷ ؛ المغني لابن قدامة، ج ۲، ص ۴۱۳ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۲، ص ۴۲۶ ؛ فناوى اللجنة الدائمة للبحوث العلميّة و الإفتاء، ج ۹، ص ۱۴۲؛ فقه السنّة، ج ۱، ص ۵۰۸ .

9.الفقيه، ج ۱، ص ۱۷۸، ح ۵۲۹ .

10.لم أعثر على مصدر ذكر فيه هذه الكنية لفاطمة بنت الحسين.

11.هو الحديث الأوّل من باب الصبر و الجزع و الاسترجاع.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203183
صفحه از 575
پرینت  ارسال به