297
شرح فروع الکافي ج2

باب المصيبة بالولد

الولد بالتحريك يعمّ الذكر والاُنثى، والصغير والكبير، والواحد والمتعدّد، وبالضمّ جمع .
قوله: (عن أبي إسماعيل السرّاج) . [ح 1 / 4638] هو عبد اللّه بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري أخو حمّاد بن عثمان، ووثّقه النجاشي ۱ والعلّامة في الخلاصة، ۲ فالخبر صحيح .
قوله في خبر جابر: (درّت دريرة فبكيت) . [ح 2 / 4639] يقال : دَرَّ اللبنُ: إذا جرى من الضرع، ۳ يعني درّ اللبن من ضرعي فتذكرت بذلك للقاسم، فبكيت عليه .
قوله في خبر السكوني: (إذا قبض روح۴ولد المؤمن) ، إلخ. [ح 4 / 4641] قال طاب ثراه:
في طريق العامّة، ففي صحيح الترمذي : «أنّ الملائكة إذا قبضت روح العبد صعدت بها، فيسألهم اللّه وهو أعلم يقول : أقبضتم ثمرة فؤاد عبدي؟ فيقولون: يا ربّنا وأنت أعلم أجل. فيقول : ماذا قال أبوه؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول : ابنوا له بيتاً وسمّوه بيت الحمد». ۵
وقال القرطبي: هذا السؤال تنبيه للملائكة على قولهم: «أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ» ، وإظهار لصدق قوله تعالى: «إِنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» . ۶
قوله في خبر سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر، عن جابر: (من قدّم من المسلمين ولدين يحتسبهما عند اللّه حجباه من النار) إلخ. [ح 6 / 4643] قال طاب ثراه:
معنى يحتسبهما يحتسب أجرهما على اللّه ويطلبه عند اللّه ، يعنى يصبر عليه مخلصاً للّه تعالى، ثمّ الظاهر أنّه كلّما ازداد ازداد الأجر، فالثلاثة أجرهم أزيد من الاثنين، وهكذا.
وقال القرطبي فيما رواه في شرح [صحيح] مسلم عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال لنسوة من الأنصار : «لا يموت لإحداكنّ ثلاثة من الولد إلّا دخلت الجنّة»: ۷ إنّما خصّ الحكم بالثلاثة؛ لأنّها أوّل مراتب الكثرة، فالأجر يكثر بكثرة المصائب، وأوّل الكثرة الثلاث، فإذا زاد على الثلاث فقد تخفّ المصيبة؛ لأنّها صارت عادةً، قال المتنبّي: ۸
أنكرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةًثُمَّ اغتَرَفتُ بها فَصارَت دَيدَنا
ويحتمل أنّه لم يذكر ما زاد على الثلاثة؛ لأنّه من باب اُخري.
هذا كلامه .
قوله في خبر إسماعيل بن مهران، عن عمرو بن شمر، عن جابر: (لمّا توفّى طاهر بن رسول اللّه ) إلخ. [ح 7 / 4644] الجمع بين هذا الخبر وخبر جابر الأوّل يقتضي كون الطاهر لقباً لقاسم ابنه صلى الله عليه و آله ؛ بناءً على ما اشتهر من أنّه والطيّب لقبان لقاسم وإبراهيم ابنه صلى الله عليه و آله ، وأنّ أولاده عليه السلام منحصرة في ستّة: هما وأربع أناث، فالنشر على خلاف اللفّ في قول أبي نصر الفراهي ۹ في بيان أولاده عليه السلام :
فرزند نبى قاسم و ابراهيم استپس طيّب وطاهر از سر تعظيم است
با فاطمه ورقيّه اُمّ كلثومزينب شمرارترا سر تعليم است
وقيل: إنّهم كانوا ثمانية: أربعة منهم كانوا ذكورا: عبد اللّه والقاسم والطيّب والطاهر، ۱۰ ولم يثبت، وقد ادّعي أنّهم أربعة، وأنّ اللتين كانتا في بيت عثمان كانتا ربيبتين له عليه السلام من خديجة . ۱۱
قوله في خبر عبد اللّه بن بكير: (صبر أو لم يصبر) . [ح 8 / 4645] أي ما لم يصدر عنه الجزع الّذي يخالف الرضا بقضاء اللّه تعالى، ولو صبر تكون له الدرجات العالية المعدّة للصابرين .

1.رجال النجاشي، ص ۱۴۳، ترجمة حمّاد بن عثمان ، الرقم ۳۷۱ .

2.خلاصة الأقوال، ص ۲۰۲.

3.اُنظر: النهاية، ج ۲، ص ۱۱۲ (درر)؛ مجمع البحرين، ج ۲، ص ۲۴.

4.كلمة «روح» لم ترد في الكافي .

5.سنن الترمذي، ج ۲، ص ۲۴۳، ح ۱۰۲۶، و صدر الحديث فيه هكذا: «إذا مات ولد العبد قال اللّه لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول : أقبضتم ثمرة فؤادي...».

6.البقرة (۲) : ۳۰ .

7.صحيح مسلم، ج ۸ ، ص ۳۹ . و رواه أحمد في مسنده، ج ۲، ص ۳۷۸ ؛ و البيهقي في السنن الكبرى، ج ۴، ص ۶۷.

8.أبو الطيّب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكندي الكوفي، الشاعر المشهور و أحد مفاخر الأدب العربي، ولد بالكوفة سنة ۳۰۳ ه ق بالكوفة، و قدم الشام في حال صباه و جال في أقطاره، و اشتغل بفنون الأدب و مهر فيها، و تعاطى قول الشعر من حداثته حتّى بلغ فيه الغاية التي فاق أهل عصره و علا شعراء زمانه، و اتّصل بسيف الدولة و انقطع إليه و أكثر القول في مدحه، ثمّ مضى إلى مصر ، فَمدح بها كافور الخادم، ثمّ خرج من مصر و ورد العراق، ثمّ زار بلاد فارس و مدح فيها ابن العميد، فرحل إلى شيراز ، فمدح عضد الدولة الديلمي، و عاد يريد بغداد فالكوفة، فقتل بالنعمانيّة بالقرب من دير العاقول في سنة ۳۵۴ ه ق. راجع : تاريخ بغداد، ج ۴، ص ۳۲۴ ۳۲۶ ، الرقم ۲۰۷۴؛ سير أعلام النبلاء، ج ۱۶، ص ۱۹۹ ۲۰۱، الرقم ۱۳۹؛ الكنى والألقاب، ج ۳ ، ص ۱۳۹ ۱۴۳؛ معجم المؤلّفين، ج ۱، ص ۲۰۱.

9.مسعود بن أبي بكر بن حسين بن جعفر الأديب اللغوي، صاحب كتاب نصاب الصبيان الذي اعتنى بشرحه جمع من الفضلاء، حتّى حكي عن السيّد الشريف الجرجاني أنّه كتب عليه تعليقة، و له أيضا نظم الجامع الصغير لمحمّد بن الحسن الشيباني، نظمها عام ۶۱۷ ه ق، توفّي أبو نصر في سنة ۶۴۰ ه ق، و قبره بقرية «رج» من نواحي فراه من بلاد سجستان. راجع : الكنى والألقاب، ج ۱، ص ۱۶۴؛ كشف الظنون، ج ۲، ص ۱۹۵۴؛ الذريعة، ج ۲۴، ص ۱۶۵، الرقم ۸۵۱ ؛ و ص ۲۰۳، الرقم ۱۰۶۴. و هذا البيتان من نصاب الصبيان.

10.تاريخ مواليد الأئمّة لابن الخشّاب، ص ۷؛ تحفة الأحوذي، ج ۹، ص ۵۲؛ الذريّة الطاهرة للدولابي، ص ۶۷، الرقم ۴۱ ؛ الاستيعاب، ج ۱، ص ۵۰؛ و ج ۴، ص ۱۸۱۹ ، و ذكر فيهما الاختلاف فيهم.

11.راجع: الخدعة لصالح الورداني، ص ۱۳۶.


شرح فروع الکافي ج2
296
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203067
صفحه از 575
پرینت  ارسال به