323
شرح فروع الکافي ج2

شرح فروع الکافي ج2
322

باب في أرواح المؤمنين

أي في بيان مقاماته الرفيعة بعد المفارقة عن الأبدان .
قوله: (عن عبادة الأسدي) . [ح 1 / 4716] هو عبادة بن زياد الأسدي الكوفي، زيدي موثّق. ۱ وفي بعض النسخ عباية الأسدي، وهو عباية بن ربعى الأسدي، وهو مجهول الحال. ۲
وكذا الحسين بن راشد ۳ والمرتجل بن معمر، ۴ والحبّة العرني. ۵
وقال طاب ثراه:
قال المازري: الحلقة بسكون اللّام: حلقة القوم وحلقة الباب، ۶ وحكى الجوهري فيهما الفتح عن أبي عمرو بن أبي العلا، ۷ وهي لغة رديّة .
وفي المغرب : «الفتح ضرورة، وقيل: لغة» . ۸
وقال الشيباني: «ليس في الكلام فَعَلة بفتح العين إلّا في قولهم: هؤلاء حلقة جمع حالق الشعر» ۹ وجمع حلقة بسكون اللّام حِلَق بكسر الحاء وفتح اللّام، مثل بَدرَة وبِدَر. وبه قال الأصمعي. ۱۰
وقيل: حَلَق بفتحهما على غير قياس، ۱۱ وجمعها على اللغة الردية حَلَق بفتحهما.
والاحتباء: هو جمع الساقين والفخذين إلى الصدر بعمامة ونحوها. ۱۲
ثمّ قال طاب ثراه:
في الحديث دلالة واضحة على بقاءالروح بعد خراب البدن، ولا خلاف فيه بين أصحاب الشرائع، وما قاله طائفة من المبتدعة إنّها تفنى بفنائه، لا اعتداد به ولا دليل عليه، وهي ما يشير الإنسان إليه بقوله: أنا، يعني النفس الناطقة الّتي هي جوهر مجرّد عن المادّة الجسمانيّة وعوارضها، لها تعلّق بالبدن تعلّق التدبير والتصرّف لا تعلّق الجزئيّة والحلول.
والموت هو قطع هذا التعلّق وبقاؤها في حدّ ذاتها، وهو مختار أعاظم الحكماء الإلهيّين، وأكابر الصوفية والإشراقيّين، وأكثر المتكلّمين، وأكثر الأشاعرة كالراغب والغزالي والرازي، وإليه مثل بهمينار في التحصيل.
وقد تحيّر العقلاء في حقيقتها، واعترف الأكثر بالعجز عن معرفتها حتّى قال بعض الأكابر: إنّ قول أمير المؤمنين عليه السلام : «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» ۱۳ معناه أنّه كما لايمكن معرفة النفس لا يمكن معرفة الربّ.
ويؤيّده قوله تعالى : «وَ يَسْـ?لُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَ مَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَا قَلِيلاً»۱۴ ، ففي الحديث دلالة واضحة على بطلان مذاهب من قال : هي هذا الهيكل المحسوس المعبّر عنه بالبدن. ومن قال : إنّها العضو الصنوبري المعبّر عنه بالقلب. ومن قال : إنّها الدماغ. ومن قال : إنّها الأعضاء الأصليّة المتولّدة من المني. ومن قال : إنّها الماء. ومن قال : إنّها جسم لطيف مشكّل بصورة الإنسان سارٍ فيه كسريان ماء الورد في الورد. ومن قال : إنّها النار والحرارة الغريزيّة. ومن قال : إنّها الأركان الأربعة. ومن قال : إنّها صورة نوعيّة قائمة بمادّة البدن، وهو مذهب الطبيعيّين. ومن قال : إنّها الواجب تعالى شأنه. انتهى. ۱۵
وأقول : بل الظاهر من جلوسهم في واد السلم حلقاً حلقاً مخبتين متحادثين إنّها أجسام لطيفة غير مجرّدة، ولا ينافيه قوله عليه السلام : «أرواح» في جواب قول السائل: أجسام أم أرواح؛ لشيوع إطلاق الروح في الحديث على الجسم اللطيف، ولم يثبت الدليل على تجرّدها .

1.رجال النجاشي، ص ۳۰۴ ، الرقم ۸۳۰ ؛ خلاصة الأقوال، ص ۳۸۴ ؛ رجال ابن داود، ص ۲۵۲، الرقم ۲۵۲.

2.ذكره الشيخ في أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام في رجال الطوسي، ص ۷۱، الرقم ۶۵۶؛ و في أصحاب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في ص ۹۵، الرقم ۹۳۹، ولم يذكر فيه مدحا ولا ذمّا . و نقل عن البرقي أنّه عدّه من خواصّ أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام في خلاصة الأقوال، ص ۳۰۷ .

3.الظاهر أنّ الحسين مصحّف عن الحسن على ما في نقد الرجال للتفرشي، ج ۲، ص ۸۸ ، الرقم ۱۴۴۱ ؛ و معجم رجال الحديث . و هو أبو علي البغدادي، وثّقه الشيخ في رجاله، ص ۳۷۵ ، الرقم ۵۵۴۵ ؛ و العلّامة في خلاصة الأقوال، ص ۱۰۰.

4.لم يذكر له ترجمة.

5.ذكره الشيخ في أصحاب أميرالمؤمنين و الإمام المجتبى عليهماالسلام في رجال الطوسي، ص ۶۰، الرقم ۵۱۸ ، و ص ۹۴، الرقم ۹۲۹ . ولم يرد في رجالي الكشّي و النجاشي، لكنّه مذكور معروف في رجال العامّة، و غالبهم ضعّفوه.

6.اُنظر: تكملة حاشية ردّ المختار، ج ۲، ص ۲۵۰.

7.صحاح اللغة، ج ۴، ص ۱۴۶۲ (حلق) .

8.المغرب، ص ۷۶ (حلق) .

9.نقله عن ابن السكّيت في ترتيب إصلاح المنطق، ص ۱۳۱ (حلقة) .

10.مجمع البحرين، ج ۱، ص ۵۶۱ (حلق) .

11.نفس المصدر.

12.الحبل المتين للشيخ البهائي ، ص ۵۴ .

13.مطلوب كلّ طالب، ص ۵ ، كلمة ۶؛ شرح كلمات أميرالمؤمنين لعبد الوهّاب، ص ۹، كلمة ۶؛ عيون الحكم و المواعظ، ص ۴۳۰ ؛ شرح مئة كلمة لابن ميثم، ص ۵۷ ، الكلمة الثالثة؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۲۰، ص ۲۹۲ ؛ الحكم المنسوبة إلى أميرالمؤمنين، الرقم ۳۳۹ .

14.الإسراء (۱۷) : ۸۵ .

15.لم أعثر على هذا الكلام بتمامه، ولكن نحوه إلى آخر الآية الشريفة موجود في شرح المازندراني، ج ۴، ص ۱۱۹ ۱۲۰، و في ج ۶، ص ۷۰، نقلاً عن الشيخ البهائي في الأربعين. و أمّا الأقوال المذكوره في آخر الكلام، فنقلها العلّامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار، ج ۵۸ ، ص ۷۵ ۷۶، عن المحقّق القاساني في روض الجنان مع أقوال اُخرى ، و قال : إنّ المذاهب في حقيقة النفس كما هي الدائرة في الألسنة و المذكورة في الكتب المشهورة أربعة عشر مذهبا، ثمّ ذكر الأقوال. و نحوه كلام الشيخ البهائي قدس سره في أربعون حديثا ، ص ۵۰۰ ، في شرح الحديث ۴۰، و أشار إلى أنّ الأقوال في حقيقتها متكثّرة، و المشهور أربعة عشر قولاً ذكرها في المجلّد الرابع من الكشكول.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203035
صفحه از 575
پرینت  ارسال به