329
شرح فروع الکافي ج2

[باب جنّة الدنيا]

باب وفي بعض النسخ : «باب جنّة الدنيا»
يبيّن فيه أنّ الجنّة الّتي فيها أرواح المؤمنين في البرزخ من جنّات الدنيا لا جنّة الخلد، وأنّ النار الّتي فيها أرواح الكفّار هي النار المخلوقة في هذا العالم لا الجحيم، ولا ينافي هذا ما سبق من أنّ أرواح المؤمنين في دار السلام وأرواح الكفّار في بئر برهوت؛ لأنّ الاُولى جنّة عالية، بل ليست بأقلّ من جنّة الآخرة، والثانية مملؤة نارا .
قوله : (وسهل بن زياد) [ح 1 / 4730 ]عطف على أحمد بن محمّد، وعليّ بن إبراهيم معطوف على عدّة، وضُرَيس كزبيرهو ضريس بن عبد الواحد بن المختار الكناسي على الظاهر، ۱ فالخبر صحيح.
وقوله: «ما حال الموحّدين المقرّين بنبوّة محمّد» إلى قوله: «فهؤلاء موقوفون»، يعنى بهم من لم يكن من شأنهم تمييز الحقّ من الباطل، ولا يعاندون أئمّة الحقّ، ولا يعتقدون أئمّة الجور، وهم كالمستضعفين والبله مرجون لأمر اللّه ، موقوفون في البرزخ، وللّه فيهم المشيّة كما يظهر من روايات اُخر.
وأمّا الأطفال وأولاد المسلمين الّذين لم يبلغوا الحلم، فلعلّ المراد منهم أطفال غير المؤمنين من سائر فرق الإسلام؛ لما سيأتي من أنّ أطفال المؤمنين مع آبائهم فيالجنّة البتّة .

1.بل الظاهر أنّه ضريس بن عبدالملك بن أعين الشيباني الكناسى و إنّما سمّي به؛ لأنّ تجارته بالكناسة ـ و عدّه البرقى من أصحاب الباقر و الصادق عليهماالسلام ، و وثّقة الكشّي في رجاله ، ج ۲، ص ۶۰۱، الرقم ۵۶۶ ؛ و العلاّمة في الخلاصة، ص ۱۷۲، و أمّا ضريس بن عبدالواحد بن المختار، فَهو من أصحاب الصادق عليه السلام على ما في رجال الطوسي، ص ۲۲۷، الرقم ۳۰۷۸ ، ولم يذكره أحد في أصحاب الباقر عليه السلام ، و يشهد له الروايات العديدة التي رواها ضريس بن عبدالملك عن أبي جعفر عليه السلام ، ولم أعثر على رواية عن ضريس بن عبدالواحد مع التصريح باسم والده عن أبي جعفر عليه السلام ، فتأمّل.


شرح فروع الکافي ج2
328

باب في أرواح الكفّار

أي في ذكر محالّها بعد مفارقتها عن الأبدان في البرزخ، وبيان تعذيبها بالنار، وهي نار خلقها اللّه سبحانه لتعذيبها من غير جهنّم، كما يفهم من بعض أخبار الباب وباب جنّة الدنيا .
قوله في حسنة القدّاح: (شرّ ماء بئر على وجه الأرض ماء برهوت) إلخ. [ح 4 / 4728] المراد بالماء هنا البئر، وإلّا فهذه البئر الّتي ببرهوت مملوّة نارا، وقد شاع إطلاقه عليها، ويؤيّده ما ذكره ابن الأثير في نهايته:
أنّ في الحديث: شرّ بئر في الأرض برهوت، ثمّ قال : برهوت بفتح الباء والراء: بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها، ويقال : برهوت بضمّ الباء وسكون الراء، فتكون تاؤها على الأوّل زائدة، وعلى الثاني أصليّة، أخرجه الهروي عن عليّ عليه السلام ، ۱ وأخرجه الطبراني في المعجم عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله . ۲
والهام: جمع هامة مخفّفتي الميم، والمراد منها الأرواح، أرواح الكفّار.
وقال ابن الأثير:
الهامّة: الرأس، واسم طائر، وهيمن طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أنّ روح القتيل الّذي لا يُدرَك بثأره تصير هامة، فيقول : اسقوني، فإذا أدركت بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أنّ عظام الميّت وقيل: روحه تصير هامة، فتطير، ويسمّونه الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه، وذكره الهروي في الهاء والواو، ۳ فذكره الجوهري في الهاء والياء. ۴ انتهى. ۵
وهذا الخبر ظاهره جواز إطلاق هذا اللفظ على الروح، وخبر السكوني يدلّ على جواز إطلاق الصدا أيضاً عليها، ولم يثبت ما ذكره ابن الأثير من المنع، وحمل الهام على الرؤوس والصدا على الأجساد محتمل، فإنّ الهام أصلها الرؤوس كما عرفت، والصدا أيضاً جاء بمعنى الأجساد، ففي القاموس: «الصدا: الرجل اللطيف الجسد، والجسد بعد الموت». ۶ لكنّه بعيد جدّا؛ إذ لم يستعملا في التعبير عن الأرواح قطّ .
قوله في خبر السكوني: (شرّ اليهود يهود بَيُسان) . [ح 5 / 4729] في القاموس: «بَيُسان: قرية بالشام، وقرية بمرو، وموضع باليمامة»، ۷ والكلّ هنا محتمل.

1.لم أعثر عليه.

2.النهاية، ج ۱، ص ۱۲۲ (برهوت)، و فيه: «في حديث علي...». و حديث ابن عبّاس رواه الطبراني في المعجم الأوسط، ج ۴، ص ۱۷۹؛ و ج ۸ ، ص ۱۱۲ ۱۱۳؛ و المعجم الكبير، ج ۱۱، ص ۸۱ ۸۲ ؛ كنز العمّال، ج ۱۲، ص ۲۲۵، ح ۳۴۷۷۹ .

3.الغريبين، ج ۶، ص ۱۹۵۰ (هوم) .

4.صحاح اللغة، ج ۵ ، ص ۲۰۶۳ (هيم) .

5.النهاية، ج ۵ ، ص ۲۸۳ (هوم) .

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۸۰۹ (صدي) .

7.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۴۸ (بيس) . و حكاه عنه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار، ج ۵۷ ، ص ۴۴، ثمّ قال : «و لعلّ الأوّل أظهر».

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203041
صفحه از 575
پرینت  ارسال به