53
شرح فروع الکافي ج2

شرح فروع الکافي ج2
52

باب معرفة دم الحيض من دم الاستحاضة

دم الحيض في الغالب يكون حارّا أسودَ عبيطاً منتناً له حرقة، ودم الاستحاضة غالباً أصفر بارد رقيق، يخرج بفتور، وليس له ذلك النّتن.
وإنّما قيّدوهما بالغالب بناءً على ما ثبت من الصفرة والكدرة في أيّام الحيض حيض، والأسود الحارّ في غيرها استحاضة.
قال العلّامة في المنتهى:
ألوان الدماء ستّة: السواد الخالص، والبياض الخالص، والحمرة، والصفرة، والخضرة، والكدرة. فالسواد حيض إجماعاً، والبياض ليس بحيض إجماعاً، وأمّا الحمرة فقد روى أبو حنيفة أنّها في أيّام الحيض حيض، ۱ وهو مذهبنا أيضاً، وأمّا الصفرة فكذلك على رأينا ورأي أبي حنيفة. ۲ وقال أبو يوسف: الصفرة حيض، والكدرة ليس بحيض إلّا أن يتقدّمها دم. ۳ وقال داوود: إنّ الصفرة والكدرة ليستا حيضاً. ۴ [و قال أبو بكر الاسكاف ۵ : إن كانت الصفرة على لون القز فهي حيض و إلّا فلا]. وقال آخرون: إن كانت الصفرة أقرب إلى البياض فليست بحيض، وإن كانت أقرب إلى الحمرة فهي حيض. وأمّا الكدرة فعلى قول أبي حنيفة ومحمّد تكون حيضاً في الأحوال كلّها، تقدّمت أو تأخّرت. ۶ وقال أبو يوسف: إن خرجت عقيب الدم كان حيضاً، وإن تقدّمت لم يكن حيضاً. ۷ وأمّا الخضرة فالخلاف فيها كالكدرة. ۸ انتهى. ۹
وقد ذكروا ۱۰ أنّ القوّة والضعف يحصلان باللون والقوام والرائحة، أمّا اللون فالأسود قويّ الأحمر، وهو قويّ الأشقر، وهو قوىّ الأبيض.
وأمّا القوام فالثخين قويّ الرقيق.
وأمّا الرائحة فالمنتن أقوى من غيره.
ومتى اجتمع في دم خصلة وفي آخر ثنتان فالآخر أقوى.
ولو استوى العدد مع الاختلاف كما لو كان في أحدهما الثخانة وفي الآخر الرائحة فلا تمييز لها .
قوله في صحيحة إسحاق بن جرير: (إنّ اللّه لم يضرب الأمثال للشجرة إنّما ضرب الأمثال لبني آدم) ، إلخ. [ح 3 / 4189] لعلّ اللّام في الموضعين بمعنى الباء، وحروف الجارّة يجيء بعضها في معنى بعض، لا سيما إذا كانت نكتة كالتقيّة هنا، وذلك إشارة إلى ما رواه المصنّف قدس سرهفي باب أنّ الأئمّة عليهماالسلام نور اللّه عزّ وجلّ من كتاب الحجّة ۱۱ عن صالح بن سهل الهمداني، قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ» : فاطمة عليهاالسلام ، «فِيهَا مِصْبَاحٌ» : الحسن، «الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ» : الحسين، «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ» : فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا، «يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ» : إبراهيم عليه السلام ، «زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَ لَا غَرْبِيَّةٍ» : لا يهوديّة ولا نصرانيّة، «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ» : يكاد العلم يتفجّر ۱۲ بها، «وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ» : إمام منها بعد إمام، «يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ» : [يهدى اللّه للأئمّة مَن يشاء] «وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَـلَ لِلنَّاسِ» .
قلت: أو «كَظُـلُمَـتٍ» قال : الأوّل وصاحبه، «يَغْشَـلـهُ مَوْجٌ» : الثالث، «مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ»۱۳ ظلمات الثاني «بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ» : معاوية وفتن بني اُميّة، «إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ» : المؤمن في ظلمة فتنتهم «لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا» : إماماً من ولد فاطمة عليهاالسلام، «فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ»۱۴ : إمام يوم القيامة.
وقال في قوله: «يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَـنِهِم» : ۱۵ «أئمّة المؤمنين يوم القيامة يسعى بين يدي المؤمنين وبإيمانهم حتّى ينزلوهم منازل أهل الجنّة». ۱۶
وقيل:
تراه في قوله: «أتراه كان ۱۷ امرأة» بصيغة خطاب المذكّر فيما رأيناه من النسخ ونسخ التهذيب ۱۸ المعتبرة، وينبغي: أترينه ۱۹ بخطاب المؤنّث؛ لأنّ الخطاب إنّما كانت لمولاتها، ولا يبعد أن يكون أراه بصيغة التكلّم وزيادة التاء من تصرّفات النسّاخ. انتهى. ۲۰
وأقول : الأظهر أن يكون: «أنراه» بصيغة المتكلّم مع الغير، ويكون زيادة نقطة من تصرّفاتهم، وعلى أيّ حال فالهمزة للتعجّب .

1.المبسوط للسرخسي، ج ۲، ص ۱۸؛ بدائع الصنائع، ج ۱، ص ۳۹ .

2.أحكام القرآن للجصّاص، ج ۱، ص ۴۱۹ ؛ المبسوط، ج ۲، ص ۱۸، المحلّى، ج ۲، ص ۱۶۹؛ عمدة القاري، ج ۳ ، ص ۳۱۰ ؛ المجموع للنووي، ج ۲، ص ۳۹۵ ؛ بداية المجتهد، ج ۱، ص ۴۶.

3.أحكام القرآن للجصّاص، ج ۱، ص ۴۱۹ ؛ المبسوط للسرخسي، ج ۳ ، ص ۱۵۰؛ المجموع للنووي، ج ۲، ص ۳۹۵ ؛ بداية المجتهد، ج ۱، ص ۴۶ ، و المذكور فيها الصفرة و الكدرة معا.

4.بداية المجتهد، ج ۱، ص ۴۶ ۴۷ ، و زاد: «إلّا بأثر الدم».

5.محمّد بن أحمد أبوبكر الإسكافي، من فقهاء الحنفيّة. من آثاره : شرح الجامع الكبير للشيباني في فروع الفقه الحنفي، مات سنة ۳۳۲ . راجع : كشف الظنون، ج ۱، ص ۵۶۹ ؛ هدية العارفين، ج ۲، ص ۶۷؛ معجم المؤلّفين، ج ۸ ، ص ۲۳۲.

6.المبسوط للسرخسي، ج ۳ ، ص ۱۵۰؛ عمدة القاري، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛بدائع الصنائع، ج ۱، ص ۳۹ ؛ أحكام القرآن للجصّاص، ج ۱، ص ۴۱۹.

7.المبسوط للسرخسي، ج ۳ ، ص ۱۵۰؛ بدائع الصنائع، ج ۱، ص ۳۹ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۱، ص ۳۴۹ ؛ المحلّى، ج ۲، ص ۱۶۹؛ نيل الأوطار، ج ۱، ص ۳۴۶ ؛ عمدة القاري، ج ۳ ، ص ۳۱۰ .

8.اُنظر المصادر المتقدّمة.

9.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۲۹۱ ۲۹۲.

10.الرسائل العشر لابن فهد، ص ۴۴ ؛ شرح اللمعة، ج ۱، ص ۳۷۷ ۳۷۸ ؛ مدارك الأحكام، ج ۲، ص ۱۵.

11.هو الحديث ۵ من ذلك الباب.

12.في الكافي: «ينفجر».

13.النور (۲۴) : ۴۰.

14.النور (۲۴) : ۴۰ .

15.الحديد (۵۷) : ۱۲.

16.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۹۵ ، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللّه عزّوجلّ ، ح ۵ .

17.في الأصل : «كانت» ، والمثبت من المصدر والتهذيب والوسائل .

18.تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۱۵۱ ۱۵۲، ح ۴۳۱ ؛ وسائل الشيعة، ج ۲، ص ۲۷۶، ح ۲۱۳۴.

19.هكذا ورد في نقل ابن ادريس في مستطرفات السرائر، ص ۶۱۱ عن كتاب محمّد بن على بن محبوب.

20.لم أعثر على قائله.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 203077
صفحه از 575
پرینت  ارسال به