507
شرح فروع الکافي ج3

شرح فروع الکافي ج3
506

باب في أنّ الصدقة تزيد في المال

تشهد له التجربة، وقال اللّه سبحانه: «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه َ قَرْضا حَسَنا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافا كَثِيرَةً» . ۱
قال طاب ثراه: وبذلك فسّر أمير المؤمنين عليه السلام : «إذا أملقتم ـ يعني افتقرتم ـ فتاجروا اللّه بالصدقة». ۲
وقال بعض أهل التأويل: معناه: إذا صرتم قليلة الطاعات فتاجروا اللّه بالصدقات المورثة للدخول في الجنّات.

باب الصدقة على القرابة

أي فضيلتها وأفضليّتها، وقد سبق أنّ الصدقة على الأقارب أفضل من الصدقة على الجيران، ثمّ الصدقة على الجيران أفضل من الصدقة على الأباعد.
قوله في خبر السكوني: (أيّ الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح) . [ح2/6034] الكاشح الذي يضمر لك العداوة، ۳ والسرّ في ذلك أنّ الصدقة عليه أقرب لوجه اللّه تعالى وأدخل لرفع الكشح، فإنّ الإنسان عبيد الإحسان.

باب كفاية العيال والتوسّع عليهم

قال طاب ثراه: «عيال الرجل من في نفقته كالأب والأولاد والزوجات والمماليك، ومَن اُدخل في العيال»، ۴ والحديث دالّ على أنّ النفقة عليهم أفضل من النفقة على غيرهم.
والترتيب في الإنفاق معتبر، وهو أن ينفق على نفسه، ثمّ عياله، ثمّ على أقربائه من ذوي الأرحام، ثمّ على جيرانه، ثمّ على الأبعد فالأبعد.
قوله في خبر الربيع بن يزيد: (اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى) . [ح4/6039] قال طاب ثراه:
اليد العُليا: اليد المُنفقة، واليد السُّفلى: اليد الآخذة. وقال الخطّابي: المراد بالعُليا: المنفقة عن السؤال والأخذ، والمراد بالعلوّ: علوّ الفضل والمجد، وبالسفلى: السائلة الآخذة، ثمّ قال: ويحتمل تأويلاً آخر وهو: أنّ العُليا: الدافعة، والسُّفلى: المانعة. وقال الآبي: قيل العُليا: الآخذة ۵ ؛ لأَنّها حين الإعطاء فوق الدافعة، وليس كلّ مسؤولة خيرٌ من السائلة، فقد سأل الخضر وموسى عليهماالسلامأهل القرية، وقد يسأل السائل للضرورة المقتضية لوجوب السؤال، ثمّ قال: هذا ليس بمسلّم؛ لأنّ الحديث دلّ على خلافه. على أنّ الفضل والأجر للعطيّة.
قوله: (عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة) . [ح10/6045] الأوّل كان واقفيّاً موثّقاً، ۶ والثاني هو الثمالي ثابت بن دينار؛ لقى عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبداللّه وأبا الحسن عليهم السلام ، وروى عنهم، وهو من ثقات الفرقة المحقّة، بل روى النجاشي عن أبي عبداللّه عليه السلام أنّه قال: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه». ۷
وروى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: «أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه؛ وذلك أنّه خدم أربعة منّا عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام ». ۸
والقرم محرّكة: [شدّة]شهوة اللحم. ۹

1.البقرة(۲): ۲۴۵.

2.نهج البلاغة ، قصار الحكم ، ح ۲۵۸؛ وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۳۷۲ ، ح ۱۲۲۷۱.

3.الفروق اللغويّة ، ص ۴۴۳ ، حرف الكاف؛ مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۴۴ (كشح).

4.اُنظر: شرح اصول الكافي للمولى صالح المازندراني ، ج ۹ ، ص ۳۰.

5.شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۷ ، ص ۱۲۵.

6.رجال النجاشي ، ص ۱۸۹؛ معالم العلماء ، ص ۹۲ ، الرقم ۳۷۷؛ خلاصة الأقوال ، ص ۱۶۰ ، و لم يتعرّض لوقفه غير ابن شهر آشوب في معالم العلماء. قال السيّد الخوئي قدس سره: «إنّ سيف بن عميرة من أصحاب الصادق و الكاظم عليه السلام ، و لم يذكر أحد أنّه أدرك الرضا عليه السلام فضلاً عن التعرّض لكونه واقفيّا ، فما في المعالم من أنّه واقفي من سهو القلم ، أو من غلط النسّاخ». معجم رجال الحديث ، ج ۸ ، ص ۳۶۵ ، الرقم ۵۶۵۶ .

7.رجال النجاشي ، ص ۱۱۵ ، الرقم ۲۹۶.

8.اختيار معرفة الرجال ، ج ۲ ، ص ۷۸۱ ، ح ۹۱۹.

9.صحاح اللغة ، ج ۵ ، ص ۲۰۰۹ (قرم)؛ النهاية ، ج ۴ ، ص ۴۹ ، و ما بين الحاصرتين منهما و من غيرهما من كتب اللغة.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 171422
صفحه از 550
پرینت  ارسال به