باب فضل صوم شعبان وصلته برمضان وصيام الثلاثة الأيّام في كلّ شهر
يعني استحباب صيام شعبان كلّه ووصله برمضان ؛ لتحصيل شهرين متتابعين ، وقد سبق في الباب السابق ما يدلّ ظاهرا على أنّه صلى الله عليه و آله كان يصومه كلّه ، وتدلّ عليه أيضا بعض أخبار الباب ، فيردّ بذلك ما نقل طاب ثراه عن عائشة أنّها قالت : ما رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله استكمل صيام شهر قطّ إلّا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان . ۱
وما حكاه عن الآبي أنّه صلى الله عليه و آله لم يستكمل شعبان ، وإنّما كان يصوم بعضه أكثر ممّا يصومه في غيره من الشهور . وقد سبق استحباب ذلك الشهر في باب وجوه الصيام ، والمراد بالثلاثة الأيّام من كلّ شهر الأربعاء بين الخميسين .
وقد دلَّ عليه أيضا ما رواه المصنّف في الباب السابق في حسنة محمّد بن مسلم . ۲
قوله في خبر عمرو بن خالد : (وينهى الناس أن يصلوهما) .[ح 4 / 6341] قال طاب ثراه : «شفقةً على الاُمّة وإرشادا لهم إلى مصالحهم ؛ ولكون الإكثار من العبادة مظنّة للسأم والملال» .
قوله في خبر ابن سنان : (أمّا الخميس فيوم تُعرض فيه الأعمال) .[ح 11 / 6348] قال طاب ثراه : «أحاديث عرض الأعمال مستفيضة» ، إلى آخره .
باب أنّه يستحبّ السحور
قال طاب ثراه : «قيل هو مشتقّ من السحر ، وبالفتح اسمٌ لما تسحّر به من الطعام والشراب ، وبالضمّ مصدر» . ۳ انتهى .
1.مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۰۷ : صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۷۴۳ ۷۴۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۶۰ ۱۶۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۴۴ ، ح ۲۴۳۴ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۹۲ و ۲۹۹ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۱۱۹ ۱۲۰ ، ح ۲۶۶۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۴۰۹ .
2.هو الحديث الثاني من ذلك الباب .
3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۴۷ (سحر) .