15
شرح فروع الکافي ج4

وقال الآبي : إنّما يكون جوابا إذا كانت الواو زائدة ، وكذا أعربه الكوفيّون .
وقال المبرّد : الجواب محذوف تقديره سعدوا ، والواو للحال ، ولاشكّ أنّ الحال لا يقتضي أنّها مفتوحة .
ثمّ قال طاب ثراه : «هذا الخبر يدلّ على وجوب الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله عند كلّ ذكر ، وقد بسطنا الكلام فيه في كتاب الدّعاء بما لا مزيد عليه» .
قوله في خبر جابر : (غلّت مرَدَة الشياطين) . [ح 6 / 6274] نقل طاب ثراه عن عياض أنّه قال : الإغلال يحتمل كونه حقيقة وأن يكون كناية عن عدم تأثير غوايتهم ، وقد استراب مريب فقال : قد يقع من المعاصي فيه كما يقع في غيره .
والجواب : أنّه لا يتعيّن في المخالفة أن يكون من وسوسة الشيطان ؛ إذ قد يكون من النفس وشهواتها .
سلّمنا أنّها منه لكن ليس من شرط وسوسة اتّصالها بالنفس ؛ إذ قد يكون من بعد كما يوجد الألم في بدن المسحور عند تكلّم الساحر . على أنّه قال : «مردة الشياطين» ؛ لأنّهم في الكفر والتمرّد طبقات ، فتغتلّ المردة خاصّة فتقلّ المخالفات ، ولاشكّ في قلّتها في رمضان .

باب من فطّر صائما

أراد قدس سره بذلك تفطيره عند المساء ، ويدلّ على استحبابه زائدا على ما رواه المصنّف ما رواه الشيخ عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «مَن فطّر صائما فله مثل أجره» . ۱
وفي المنتهى : ورواه الجمهور عن النبيّ صلى الله عليه و آله . ۲

1.مصباح المتهجّد ، ص ۶۲۶ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۰۱ ، ح ۵۷۹ ، و هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۸ ، ح ۱۳۰۴۶ .

2.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۶۲۵ . والحديث في السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۴۰ ؛ والمعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۶۹ ؛ والمعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۲۵۵ ؛ وج ۱۱ ، ص ۱۵۰ ؛ وكنزالعمّال ، ج ۴ ، ص ۳۲۲ ، ح ۱۰۷۱۲ ؛ وج ۵ ، ص ۱۲۵ ، ح ۱۲۳۴۱ ؛ وج ۸ ، ص ۴۵۲ ، ح ۲۳۶۱۵ ، وص ۴۵۸ ، ح ۲۳۶۵۲ . ونحوه في : مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۱۴ ۱۱۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۸۰۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي، ج ۲ ، ص ۲۵۶ ، ح ۳۳۳۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۲۱۶ ؛ وج ۱۰ ، ص ۴۹۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۷ ؛ وج ۶ ، ص ۶۹ ؛ وج ۷ ، ص ۱۵۳ ؛ وج ۸ ، ص ۲۱۴ .


شرح فروع الکافي ج4
14

وعن الخليل أنّه من الرمض بتسكين الميم ، وهو مطر يأتي في وقت الخريف يطهّر وجه الأرض من الغبار ؛ سمّي الشهر بذلك لأنّه يطهّر الأبدان عن أوضار الأوزار . ۱
وقيل : إنّما سمّي بذلك لأنّ الجاهليّة كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ليقضوا منها أوطارهم في شوّال قبل دخول أشهر الحرم . ۲
ويظهر من المصنّف على ما سيأتي أنّ رمضان اسم اللّه تعالى ، وأنّ الإضافة لاختصاص هذا الشهر به تعالى،ُ ويؤيّده ما ورد أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يصوم رجب ويقول : «رجب شهري ، وشعبان شهر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وشهر رمضان شهر اللّه تعالى» . ۳
قوله : في خبر عبداللّه بن عبداللّه : (تغلق فيه أبواب النار وتُفتح فيه أبواب الجنان) . [ح 5 / 6273] قال طاب ثراه :
قال عياض : الغلق يحتمل كونه حقيقة ، ويُحتمل كونه كناية عن العفو أو عن الكفّ عن المخالفات .
قال ابن العربي : وكونها حقيقة يقتضي كونها مفتوحة .
وقال بعضهم : ليست إلّا مغلقة ؛ لقوله تعالى : «حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا»۴ . وقال أيضا : الفتح يُحتمل كونه حقيقة لدخول الشهر وتعظيما لحرمته ، ويحتمل أنّه كناية عن كثرة الثواب ، أو عمّا يفتح اللّه فيه على المؤمنين من أعمال البرّ التي لا يكون في غيره من الصيام ونحوه .
وقال ابن العربي : فهو يدلّ على أنّها كانت مغلقة . وزعم بعضهم أنّها مفتّحة دائما من قوله تعالى : «حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا» ، وهذا اعتداء على كتاب اللّه وغلط ؛ إذ لم يجعله جوابا للجزاء .

1.حكاه عنه الرازي في التفسير الكبير ، ج ۵ ، ص ۹۱ ، ولم يذكره الخليل في كتاب العين .

2.نفس المصدر إلى قوله : «أوطارهم» ، وقال : وهذا القول يحكى عن الأزهري . وبتمامه مذكور في رياض السالكين ، ج ۶ ، ص ۱۱ ، شرح الدعاء الرابع والأربعين .

3.مسار الشيعة للمفيد ، ص ۵۶ . وورد في المقنعة بلفظ : «شهر رمضان شهر اللّه ، وشعبان شهر رسول اللّه ، ورجب شهري» ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۹۳ ، ح ۱۳۹۳۵ .

4.الزمر (۳۹) : ۷۱ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 177346
صفحه از 662
پرینت  ارسال به