143
شرح فروع الکافي ج4

«ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ» ، ۱ فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاءه ؛ لأنّه أكل متعمّدا» . ۲
واحتجّ الجمهور بما رواه حنظلة قال : كنّا في شهر رمضان وفي السماء سحاب ، فظننا أنّ الشمس غابت ، فأفطر بعضنا ، فأمر عمر من كان أفطر أن يصوم مكانه . ۳
وأجاب عن أدلّة الشيخ بأنّ :
الحديث الأوّل ۴ في طريقه محمّد بن الفضيل ، وهو ضعيف ، وفي طريق الثاني ۵ أبو جميلة ، وهو أيضا ضعيف ، والحديث الثالث ۶ لا دلالة فيه على محلّ النزاع ، وهو سقوط القضاء ، والتكليف منوط باستمرار الظنّ ولم يحصل هنا ، كمن ظنّ الطهارة وصلّى ثمّ تبيّن فساد ظنّه ، وحديثنا وإن يرويه محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمن ، وقد توقّف ابن بابويه فيما يرويه محمّد بن عيسى عن يونس ، إلّا أنّه اعتقد بأنّه تناول ما ينافي الصوم مختارا عامدا ذاكرا للصوم ، فلزمه القضاء ۷ ؟؟؟
ونحن قد ذكرنا من قبل أنّه لا وجه لتضعيف رواية محمّد بن عيسى عن يونس بما لا مزيد عليه وبيّنا صحّته ، فالقول بمدلوله قويّ .
وتوقّف العلّامة في المختلف مائلاً إلى وجوب القضاء ، فقال :
ونحن في هذه المسألة من المتوقّفين وإن كان الميل إلى ما رواه المفيد ؛ لأنّه أكثر في الفتيا . ورواية سماعة رواها الشيخ عن أبي بصير في الصحيح . ۸

1.البقرة (۲) : ۱۸۷ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ، ح ۸۱۵ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ۱۱۶ ، ح ۳۷۷ ؛ مختلف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۴۳۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۱ ، ح ۱۳۰۰۹ .

3.المعتبر للمحقق الحلّي ، ج ۲ ، ص ۶۷۷ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۶ ، ص ۷۲ . ومع مغايرة في الألفاظ في السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۱۷ .

4.يعني حديث أبي الصباح ، وسنده هكذا : « ... الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني» .

5.يعنى حديث زيد الشحّام ، وسنده هكذا : «عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن زيد الشحّام» .

6.وهو صحيحة زرارة الماضية آنفا .

7.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ ۵۷۹ .

8.مختلف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۴۳۴ .


شرح فروع الکافي ج4
142

صام ثمّ ظنّ أنّ الشمس قد غابت وفي السماء علّة ، فأفطر ، ثمّ إنّ السحاب انجلى فإذا الشمس لم تغب ؟ فقال : «قد تمّ صومه ولا يقضيه» . ۱
وبما رواه زيد الشحّام ، عن أبي عبداللّه عليه السلام مثل ذلك . ۲
وبما رواه في الصحيح عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : «وقت المغرب إذا غاب القرص ، فإن رأيته بعد ذلك وقد صلّيت أعدت الصلاة ومضى صومك ، وتكفّ عن الطعام إن كنت أصبت منه شيئا» . ۳ ولأنّ التكليف هنا منوط بالظنّ ؛ لعدم العلم وقد حصل .
وذهب الشيخ في المبسوط إلى وجوب القضاء ، ۴ وإليه ذهب العلّامة في المنتهى ، ۵ وحكاه عن السيّد المرتضى ۶ والشيخ المفيد ۷ وأبي الصلاح الحلبيّ ، ۸ وبه قال جمهور العامّة .
واحتجّ عليه بأنّه تناول ما ينافي الصوم عمدا ، فيلزمه الصوم ، ولا كفّارة عليه ؛ لحصول الشبهة وعدم العلم .
وبما رواه الشيخ في الحسن عن أبي بصير وسماعة ، وفي المختلف في الصحيح عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوم صاموا شهر رمضان ، فغشيهم سحابٌ أسود عند غروب الشمس ، فرأوا أنّه الليل ، فقال : «على الذي أفطر صيام ذلك اليوم إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول :

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ۲۷۱ ، ح ۸۱۶ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۳۷۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۳ ، ح ۱۳۰۱۲ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۷۱ ، ح ۸۱۷ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۳۷۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۳ ، ح ۱۳۰۱۳ .

3.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۶۱ ، ح ۱۰۳۹ ؛ وج ۴ ، ص ۲۷۱ ، ح ۸۱۸ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۳۷۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۴ ، ص ۱۷۸ ، ح ۴۸۴۳ ؛ وج ۱۰ ، ص ۱۲۲ ، ح ۱۳۰۱۰ .

4.المبسوط ، ج ۱ ، ص ۲۷۲ .

5.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ .

6.جمل العلم والعمل (رسائل المرتضى ، ج ۳ ، ص ۵۵) .

7.المقنعة ، ص ۳۵۸ .

8.الكافي في الفقه ، ص ۱۸۳ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142211
صفحه از 662
پرینت  ارسال به