151
شرح فروع الکافي ج4

ولا يضرّ جهالة ۱ طريق المصنّف إلى عبد المؤمن ؛ لظهور وقوع القضيّة واشتهارها بين العامّة والخاصّة ، فقد روى في العزيز أيضا عن أبي هريرة : أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : هلكت ، فقال : «ما شأنك ؟» قال : واقعت امرأتي في رمضان ، قال : «تستطيع تعتق رقبة ؟» قال : لا ، قال : «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟» قال : لا ، قال : «فهل تستطيع أن تُطعم ستّين مسكينا ؟» قال : لا ، قال : «اجلس» ، فجلس فأتى النبيّ صلى الله عليه و آله بعرف فيه تمر ، والعرف : المكتل الفخم ، قال : «فخُذ هذا فتصدّق به» ، قال : أعلى أفقر منّا ؟ فضحك النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى بدت نواجذه ، وقال : «أطعمه عيالك» . ۲
وفي النهاية :
في حديث المظاهر أنّه اُتي بعرق من تمر ، وهو زبيل منسوج من نسائج الخوص ، وكلّ شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما ، وقد تكرّر في الحديث . ۳
وذهب إليه الشافعي أيضا . ۴
وقد ورد في بعض الأخبار ما يدلّ على كفّارة الجمع ، رواه سماعة ، قال : سألته عن رجلٍُ أتى أهله في رمضان متعمّدا ، فقال : «عليه عتق رقبة وإطعام ستّين مسكينا وصوم شهرين متتابعين ، وقضاء ذلك اليوم ، وأنّى له ۵ مثل ذلك اليوم» . ۶
قال الشيخ :
يحتمل أن يكون المراد بالواو في الخبر التخيير دون الجمع ؛ لأنّها قد تستعمل في ذلك ؛

1.في الأصل : «لجهالة» .

2.فتح العزيز ، ج ۶ ، ص ۴۴۲ . ورواه البخاري في صحيحه ، ج ۷ ، ص ۲۳۶ ؛ ومسلم في صحيحه ، ج ۳ ، ص ۱۳۸ ۱۳۹ ؛ والترمذي في السنن ، ج ۲ ، ص ۱۱۴۱۱۳ ، ح ۷۲۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۲۱ .

3.النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۱۹ (عرق) .

4.مختصر المزني ، ص ۵۶ ؛ فتح العزيز ، ج ۶ ، ص ۴۵۲ ؛ المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۳۳۲ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۳ ، ص ۶۵ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۶۵ .

5.في الأصل : «لك» ، والتصويب من المصدر .

6.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۰۸ ، ح ۶۰۴ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۳۱۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۵۴ ، ح ۱۲۸۱۵ .


شرح فروع الکافي ج4
150

يقدر على الصدقة ؟ قال : «فليصم ثمانية عشر يوما عن كلّ عشرة مساكين ثلاثة أيّام» . ۱
وعن السيّد في أحد قوليه ۲ وعن ابن أبي عقيل : ۳ أنّها مرتبة العتق ، ثمّ الصيام ، ثمّ الإطعام ؛ محتجّا برواية المشرقيّ حيث دلّ قوله عليه السلام : «فعليه عتق رقبة مؤمنة ويصوم يوما بدلاً عن يوم» على تعيين العتق مع القدرة . واُجيب بأنّ الوجوب المستفاد منه أعمّ من العيني والتخييري ، وضعف الرواية بجهالة المشرقيّ على ما فسّره المصنّف في بعض المواضع من أنّه حمزة بن المرتفع . ۴
نعم ، على ما ذكره الكشّيّ من أنّه هشام بن إبراهيم البغداديّ ، وحكى توثيقه عن حمدويه ۵ يحتمل الصحّة ولا يضرّ الضعف لما ستعرف .
والأظهر الاحتجاج عليه بما رواه الصدوق عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاريّ ، عن أبي جعفر عليه السلام : «أنّ رجلاً أتى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : هلكت [وأهلكت] ، فقال عليه السلام : وما أهلكك ؟ قال : أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : اعتق رقبة ، قال : لا أجِدُ ، قال : فصم شهرين متتابعين ، فقال : لا اُطيق ، قال : تصدّق على ستّين مسكينا ، قال : لا أجد ، فأتى النبيّ صلى الله عليه و آله بعذق في مكتل ۶ فيه خمسة عشر صاعا من تمر ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : [خذ هذا] فتصدّق بها ، فقال : والذي بعثك بالحقّ نبيّا ، ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منّا ، فقال : خذه فكُله أنت وأهلك ، فإنّه كفّارة لك» . ۷
وفي النهاية : العذق بالفتح : النخلة ، وبالكسر : العرجون بما فيه من الشماريخ . ۸

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۰۷ ۲۰۸ ، ح ۶۰۱ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۹۷، ح ۳۱۴؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۳۸۱ ۳۸۲ ، ح ۱۳۶۴۴ .

2.حكاه عنه المحقّق في المعتبر ، ج ۲ ، ص ۶۷۲ ، والعاملي في مدارك الأحكام ، ج ۶ ، ص ۸۲ .

3.مختلف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۴۳۸ ؛ مدارك الأحكام ، ج ۶ ، ص ۸۲ .

4.الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الإرادة ، ح ۵ .

5.اختيار معرفة الرجال ، ج ۲ ، ص ۷۹۰ ، ذيل ح ۹۵۵ .

6.المكتل : الزنبيل الكبير . مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۴۶۰ (كتل) .

7.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ۱۱۶ ، ح ۱۸۸۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۶ ۴۷ ، ح ۱۲۷۹۳ ، ومابين الحاصرتين منهما .

8.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۹ (عذق) .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 176065
صفحه از 662
پرینت  ارسال به