بأصالة براءة الذمّة من القضاء والكفّارة ، وضعف الأدلّة الدالّة عليهما ، وبقوله تعالى : «فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ»۱ .
وتدلّ عليه رواية سليمان بن أبي زينبة ، قال : كتبت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامأسأله عن رجل أجنب في شهر رمضان في أوّل الليل فأخّر الغسل حتّى طلع الفجر ، فكتب إليَّ بخطّه أعرفه مع مصادف : «يغتسل من جنابته ، ويتمّ صومه ولا شيء عليه» . ۲
وسأل حمّاد بن عثمان أبا عبداللّه عليه السلام عن رجل أجنب في شهر رمضان من أوّل الليل فأخّر الغسل إلى أن يطلع الفجر ، فقال له : «قد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يجامع نساءه من أوّل الليل ويؤخّر الغسل إلى أن يطلع الفجر ، ولا أقول كما يقول هؤلاء الأقشاب : يقضي يوما مكانه» . ۳
وصحيحة حبيب الخثعميّ عن الصادق عليه السلام قال : «كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يصلّي صلاة الليل في شهر رمضان ، ثمّ يجنب ، ثمّ يؤخّر الغسل متعمّدا حتّى يطلع الفجر» . ۴
وقد حملت هذه الأخبار على التقيّة ؛ لأنّ ذلك قول العامّة كافّة .
قال طاب ثراه :
قالوا ذلك متمسّكين بروايات كثيرة ، ذكر مسلم في كتابه منها ستّة بلا معارض ، وقد نقل الآبي : أنّ أبا حنيفة كان أوّلاً قائلاً باشتراط الغسل للصوم ، ثمّ رجع عنه وقال بخلافه لمّا بلغه عن عائشة واُمّ سلمة : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يصبح جنبا ثمّ يصوم . ۵
1.البقرة (۲) : ۱۸۷ .
2.تهذيب الأحكام ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۰ ، ح ۶۰۹ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۲۶۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۵۸ ، ح ۱۲۸۲۵ .
3.المقنع ، ۱۸۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۵۷ ۵۸ ، ح ۱۲۸۲۳ .
4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۱۳ ، ح ۶۲۰ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۸۸ ، ح ۲۷۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۶۴ ، ح ۱۲۸۴۰ .
5.صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۷۱ عن عائشة وحدها ؛ السنن الكبرى للنسائي، ج ۲ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۹۶۶ عن اُمّ سلمة ، وص ۱۹۳ ، ح ۳۰۱۸ عن عائشة .