257
شرح فروع الکافي ج4

وعنه قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفرٍ فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه ، وقد ظلّل عليه فقال : «ما له ؟» قالوا : رجلٌ صائم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ليس البرّ أن تصوموا في السفر» . ۱
واختلفت العامّة فيه ، ففي الانتصار :
أنّ أبا حنيفة وأصحابه يقولون : إنّ الصوم في السفر أفضل من الإفطار . ۲
وقال مالك والثوريّ : الصوم في السفر أحبّ إلينا من الإفطار لمن قوى عليه . ۳
وقال الشافعيّ : هو مخيّر بين الصوم والإفطار ، والصوم أفضل . ۴
وروي عن أبي عمر : أنّ الفطر أفضل . ۵ وروي عن أبي هريرة : أنّه إن صامه في السفر لم يجزئه ، وعليه أن يصومه في الحضر ، ۶ وهذا هو مذهب الإماميّة بعينه . ۷
واحتجّوا بما رواه أنس من أنّهم كانوا مسافرين مع النبيّ صلى الله عليه و آله في رمضان ، فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم ، لا يعيب هؤلاء على هؤلاء ، ولا هؤلاء ، على هؤلاء . ۸
وما روي أنّ حمزة بن عمرو الأسلمي سأل النبيّ صلى الله عليه و آله «عن الصوم في السفر ، فقال عليه السلام : «إن شئت فصم ، وإن شئت افطر» . ۹

1.صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۴۲ .

2.الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ؛ المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ .

3.عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ؛ المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ .

4.فتح العزيز ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ . المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ . وحكى في المبسوط للسرخسي ، ج ۳ ، ص ۹۲ عن الشافعي أنّ الفطر أفضل ، ومثله في بدائع الصنائع ، ج ۲ ، ص ۹۶ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ .

5.المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيقهي ، ج ۴ ، ص ۲۴۵ .

6.عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۷ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۷ ؛ أحكام القرآن للجصّاص ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ .

7.الانتصار ، ص ۱۹۰ ۱۹۱ .

8.المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۰ ، ص ۳۶۱ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۶۹ .

9.مسند الشافعي ، ص ۱۰۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۶ و ۱۹۳ و ۲۰۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۸ ۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۳۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۴۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۳۱ ، ح ۱۶۶۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ، ح ۷۰۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۸۵ و ۱۸۶ و ۱۸۷ و ۱۸۸ ؛ السنن الكبرى له أيضا ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ۱۱۰ ، ح ۲۶۰۳ ۲۶۱۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۴۳ ؛ مسند الطيالسي ، ص ۱۶۲ .


شرح فروع الکافي ج4
256

أبي هريرة وجماعة اُخرى من الصحابة وأهل الظاهر من العامّة ؛ ۱ لقوله سبحانه : «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخر» . ۲
ومن اضمر لفظة «فأفطر» فعليه البيان كما أضمرنا في قوله تعالى : «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ»۳ ، قولنا : «فحلق» ؛ بالنصّ والإجماع ، ولا دليل نقطع به فيما نحن فيه لما ستعرف .
ويدلّ عليه أخبار الباب ، وما رواه الشيخ في الصحيح عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن عليه السلام ، أنّه سُئلَ عن الرجل يسافر في شهر رمضان فيصوم ، قال : «ليس من البرّ الصيام في السفر» . ۴
وفي الصحيح عن معاوية بن عمّار ، قال : سمعته يقول : «إذا صام الرجل رمضان في السفر لم يجزه [وعليه الإعادة]» . ۵
ومن طريق العامّة ما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «الصائم في السفر كالمفطر في الحضر» . ۶
وما رواه مسلم عن جابر بن عبداللّه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج عام الفتح إلى مكّة في رمضان ، فصام حتّى بلغ كراع الغميم فصام الناس ، ثمّ دعا بقدحٍ من ماء فرفعه حتّى نظر الناس إليه ، ثمّ شرب ، فقيل له بعد ذلك : إنّ بعض الناس قد صام ؟ قال : «اُولئك العُصاة ، اُولئك العصاة» . ۷

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۷ ، وانظر : المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۴ ؛ بدائع الصنائع ، ج ۲ ، ص ۹۵ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۳ ، ص ۸۷ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۱۷ .

2.البقرة (۲) : ۱۸۴ .

3.البقرة (۲) : ۱۹۶ .

4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۱۷ ۲۱۸ ، ح ۶۳۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۷ ، ح ۱۳۱۵۰ .

5.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۲۱ ، ح ۶۴۵ (وما بين الحاصرتين منه) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۹ ، ح ۱۳۱۵۶ .

6.سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۱۸۳ ؛ السنن الكبرى له أيضا ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۶ ، ح ۲۵۹۴ و ۲۵۹۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۴۴ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۲ ، ص ۴۳۱ ، الباب ۹ من كتاب الصيام ، ح ۴ .

7.صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۴۱ ۱۴۲ . ورواه النسائي في السنن ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ ؛ وفي السنن الكبرى ، ج ۲ ، ص ۱۰۱ ، ح ۲۵۷۱ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 176064
صفحه از 662
پرینت  ارسال به