وعنه قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفرٍ فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه ، وقد ظلّل عليه فقال : «ما له ؟» قالوا : رجلٌ صائم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ليس البرّ أن تصوموا في السفر» . ۱
واختلفت العامّة فيه ، ففي الانتصار :
أنّ أبا حنيفة وأصحابه يقولون : إنّ الصوم في السفر أفضل من الإفطار . ۲
وقال مالك والثوريّ : الصوم في السفر أحبّ إلينا من الإفطار لمن قوى عليه . ۳
وقال الشافعيّ : هو مخيّر بين الصوم والإفطار ، والصوم أفضل . ۴
وروي عن أبي عمر : أنّ الفطر أفضل . ۵ وروي عن أبي هريرة : أنّه إن صامه في السفر لم يجزئه ، وعليه أن يصومه في الحضر ، ۶ وهذا هو مذهب الإماميّة بعينه . ۷
واحتجّوا بما رواه أنس من أنّهم كانوا مسافرين مع النبيّ صلى الله عليه و آله في رمضان ، فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم ، لا يعيب هؤلاء على هؤلاء ، ولا هؤلاء ، على هؤلاء . ۸
وما روي أنّ حمزة بن عمرو الأسلمي سأل النبيّ صلى الله عليه و آله «عن الصوم في السفر ، فقال عليه السلام : «إن شئت فصم ، وإن شئت افطر» . ۹
1.صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۴۲ .
2.الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ؛ المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ .
3.عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ؛ المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ .
4.فتح العزيز ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ . المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۸ . وحكى في المبسوط للسرخسي ، ج ۳ ، ص ۹۲ عن الشافعي أنّ الفطر أفضل ، ومثله في بدائع الصنائع ، ج ۲ ، ص ۹۶ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ .
5.المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۶۵ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۳ ، ص ۸۸ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيقهي ، ج ۴ ، ص ۲۴۵ .
6.عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۴۳ ؛ المغني ، ج ۳ ، ص ۸۷ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۷ ؛ أحكام القرآن للجصّاص ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ .
7.الانتصار ، ص ۱۹۰ ۱۹۱ .
8.المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۰ ، ص ۳۶۱ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۳۰۲ ؛ التمهيد ، ج ۲ ، ص ۱۶۹ .
9.مسند الشافعي ، ص ۱۰۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۶ و ۱۹۳ و ۲۰۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۸ ۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۳۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۴۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۳۱ ، ح ۱۶۶۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ، ح ۷۰۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۸۵ و ۱۸۶ و ۱۸۷ و ۱۸۸ ؛ السنن الكبرى له أيضا ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ۱۱۰ ، ح ۲۶۰۳ ۲۶۱۷ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۴۳ ؛ مسند الطيالسي ، ص ۱۶۲ .