287
شرح فروع الکافي ج4

تشميت ، ولا تجعله يوم صوم كملا ، وليكن إفطارك بعد العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنّه في ذلك الوقت من ذلك تجلّت الهيجاء عن آل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وانكشفت الملحمة عنهم» . ۱
ولا يبعد حمل كلام الأوّلين أيضا على ذلك على ما ذكر الشهيد الثاني في شرح الشرائع من أنّ معنى الصوم على وجه الحزن بغير نيّة الصوم ، ۲ فإطلاقهم الصوم عليه من باب التجوّز كما أطلق في خبر المصباح لذلك .
واعلم أنّه يستفاد من خبر نجيّة ۳ أنّ صوم يوم عاشوراء كان واجبا في أوّل الشرع ، ثمّ نسخ بنزول صيام شهر رمضان .
ويؤيّده ما رواه الصدوق في الصحيح عن محمّد بن مسلم وزرارة أنّهما سألا أبا جعفر الباقر عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء ، فقال : «كان صومه قبل صوم شهر رمضان ، فلمّا نزل صوم شهر رمضان ترك» . ۴
وفي المنتهى :
اختلف في صوم عاشوراء ، هل كان واجبا أم لا ؟ فقال أبو حنيفة : إنّه كان واجبا ، ۵ وقال آخرون : إنّه لم يكن واجبا . ۶ وللشافعي قولان ، ۷ وعن أحمد روايتان . ۸
احتجّ الموجبون بما روت عائشة : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صامه وأمر بصيامه ، فلمّا افترض

1.مصباح المتهجّد ، ص ۷۸۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۸ ۴۵۹ ، ح ۱۳۸۴۴ .

2.مسالك الأفهام ، ج ۲ ، ص ۷۸ .

3.هو الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۱ ، ح ۱۳۸۵۰ .

4.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۱۸۰۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۹ ، ح ۱۳۸۴۶ .

5.المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۳۸۳ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، وج ۸ ، ص ۴ ؛ فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۸۷ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ ، وج ۱۰ ، ص ۲۵۴ .

6.المجموع ، ج ۶ ، ص ۳۸۳ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۸ ، ص ۱۴ ، فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۲۲ .

7.المجموع ، ج ۶ ، ص ۳۸۳ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، وج ۸ ، ص ۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ ، وج ۱۰ ، ص ۲۵۴ .

8.المغني ، ج ۳ ، ص ۱۰۴ ؛ الشرح الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۰۴ .


شرح فروع الکافي ج4
286

وهذا اليوم الذي تاب اللّه فيه على قوم يونس عليه السلام ، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه السلام ، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم عليه السلام » . ۱
وقد ورد فيه أخبار متعدّدة في النهي عن صومه ، رواه المصنّف من خبر ياسين الضرير ، عن حريز ، عن زرارة ۲ وما بعده من أخبار الباب .
وجمع الشيخ في كتابي الأخبار بينهما بأنّ مَن صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصاب آل محمّد والجزع لما قد حلّ بعترته الطاهرة فقد أصاب ، ومَن صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه والتبرّك به والاعتقاد ببركته وسعادته فقد أثم وأخطأ . ۳
ونقل هذا الجمع عن شيخه المفيد ، وبه صرّح العلّامة في المنتهى ، ۴ وهو ظاهر جماعة اُخرى منهم المحقّق في الشرائع حيث عدّ من المستحبّات صوم يوم عاشوراء على جهة الحزن ، ۵ وظاهرهم إكمال الصوم .
والأظهر حمل الأخبار الدالّة على الإمساك إلى ما بعد العصر حزنا ، وهو ظاهر الشيخ في المصباح ، فقد روي فيه عن عبداللّه بن سنان ، قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام في يوم عاشوراء ، فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط ، قلت : ياابن رسول اللّه ، ممّ بكاؤك لا أبكى اللّه عينك ؟ قال : «أَوَفي غفلةٍ أنت ؟ أما علمت أنّ الحسين بن عليّ اُصيب في مثل هذا اليوم ؟» فقلت : يا سيّدي ، فما قولك في صومه ؟ فقال : «صمه من غير تبييت ، وافطره من غير

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۶۱۱ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۰ ، ح ۹۰۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۸ ، ح ۱۳۸۴۲ . وانظر ما رواه الصدوق في أماليه ، المجلس ۲۷ ، ح ۱ ، وفي الباب ۱۶۱ من علل الشرائع ، ص ۲۲۷ ۲۲۸ ، ح ۳ ، فإنّها تدلّ على أن كثيرا ممّا ورد في هذه الرواية كان في أيّام اُخر لا في يوم عاشوراء .

3.هو الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي .

4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۲ ، ذيل الحديث ۹۱۲؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۳۵ ۱۳۶ ، ذيل الحديث ۴۴۳ .

5.شرائع الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142226
صفحه از 662
پرینت  ارسال به