303
شرح فروع الکافي ج4

وفي الموثّق عن عمّار ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد ، قال : «لمّا قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أمر الحسن بن عليّ عليهماالسلامأن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن عليّ عليهماالسلام بما أمره به أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن عليّ عليهماالسلامصاحوا : واعمراه واعمراه ! فلمّا رجع الحسن عليه السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، الناس يصيحون واعمراه واعمراه ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قل لهم صلّوا» . ۱ وقال : إنّهم عليهم السلام ما أنكروا أصل الصلاة في شهر رمضان وإنّما أنكروا الاجتماع عليها . ۲
والظاهر أنّ الخبر الأوّل في باب صلاة الليل ، وأمّا الخبر الثاني فكأنّه عليه السلام لم يصرّح بإنكار أصل الصلاة ؛ لدخولهما في عموم ما دلّ على أنّ الصلاة خيرٌ موضوع ، فمن شاء أن يستقلّ ، ومَن شاء أن يستكثر ، ۳ فتأمّل .
ثمّ إنّهم اختلفوا في كيفيّة ترتيب الألف على قولين :
أحدهما : أن يصلّي في كلّ ليلة عشرين ركعة إلى عشرين ليلة ، ثمّ في كلّ ليلة ثلاثين إلى آخر الشهر ، وازدياد مئة في كلّ من ليالي الآخرة الثلاث ليلة تسع عشر وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين .
واختاره الشيخ في الخلاف ۴ والاقتصاد ۵ على ما نقل عنه في المختلف ، ۶ وبه قال ابن إدريس ، ۷ وهو منقول عن ابن الجنيد وأبي الصلاح . ۸

1.تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۷۰ ، ح ۲۲۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۴۶ ، ح ۱۰۰۶۳ .

2.تهذيب الأحكام ، ذيل الحديث المتقدّم آنفا ، والمنقول هنا نقل بالمعنى .

3.وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۲۴۸ ، ضمن الحديث ۶۴۶۱ .

4.الخلاف ، ج ۱ ، ص ۵۳۰ ، المسألة ۲۶۹ .

5.الاقتصاد ، ص ۲۷۳ .

6.مختلف الشيعة ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ .

7.السرائر ، ج ۱ ، ص ۳۱۰ .

8.الكافي في الفقه ، ص ۱۵۹ .


شرح فروع الکافي ج4
302

فلا يبعد حمل الأخبار الأوّلة على التقيّة ، فإنّهم يستحبّون الألف الركعة لكن يتجنّبون الجماعة فيها .
ثمّ الأولى الجمع بحمل الأخيرة على نفي تأكيد استحبابها لا على نفي الاستحباب ، وهو ظاهر الصدوق في الفقيه حيث قال بعدما ذكر خبر سماعة :
إنّما أوردت هذا الخبر في هذا الباب مع عدولي عنه وتركي لاستعماله ليعلم الناظر في كتابي هذا ، كيف يروى ومَنْ رواه ، وليعلم من اعتقادي فيه إنّي لا أرى بأسا باستعماله . ۱
والشيخ قدس سره في التهذيب يحمل الأخبار الأخيرة على نفي الجماعة فيها وقال :
الوجه في هذه الأخبار وما جرى مجراها أنّه لم يكن رسول اللّه صلى الله عليه و آله يصلّي صلاة النافلة جماعة في شهر رمضان ، ولو كان فيه خير لما تركه عليه السلام ، ولم يرد أنّه لا يجوز أن يصلّي على الانفراد . ۲
و استندله بصحيحة الفضلاء زرارة ومحمّد بن مسلم والفضيل ، قالوا : سألناهما يعني أبا جعفر وأبا عبداللّه عليهماالسلامكما وقع التصريح بهما في الفقيه عن الصلاة في رمضان نافلة بالليل جماعة ، فقال : «إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان إذا صلّى العشاء الآخرة انصرف إلى منزله ، ثمّ يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلّي ، فخرج في أوّل ليلة من شهر رمضان ليصلّي كما كان يصلّي ، فاصطفّ الناس خلفه ، فهرب منهم إلى بيته وتركهم ، ففعلوا [ذلك] ثلاث ليال ، فقام في اليوم الرابع . وفي الفقيه : [فقام صلّى اللّه عليه و آله] ۳ في اليوم الثالث على منبره ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها الناس ، إنّ الصلاة بالليلة في شهر رمضان النافلة في جماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ، ولا تصلّوا صلاة الضحى فإنّ ذلك معصية ، ألا وأنّ كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار ، ثمّ نزل وهو يقول : قليلٌ في سنّة خيرٌ من كثيرٍ في بدعة» . ۴

1.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۳۹ ، ذيل الحديث ۱۹۶۷ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۶۹ ، ذيل الحديث ۲۲۵؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۴۶۷ ، ذيل الحديث ۱۸۰۶ .

3.اُضيفت فى المصدر .

4.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۱۹۶۴ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۶۹ ۷۰ ، ح ۲۲۶ ؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۴۶۷ ۴۶۸ ، ح ۱۸۰۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۴۵ ، ح ۱۰۰۶۲ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142268
صفحه از 662
پرینت  ارسال به