وفي الموثّق عن عمّار ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد ، قال : «لمّا قدم أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أمر الحسن بن عليّ عليهماالسلامأن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن عليّ عليهماالسلام بما أمره به أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن عليّ عليهماالسلامصاحوا : واعمراه واعمراه ! فلمّا رجع الحسن عليه السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، الناس يصيحون واعمراه واعمراه ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قل لهم صلّوا» . ۱ وقال : إنّهم عليهم السلام ما أنكروا أصل الصلاة في شهر رمضان وإنّما أنكروا الاجتماع عليها . ۲
والظاهر أنّ الخبر الأوّل في باب صلاة الليل ، وأمّا الخبر الثاني فكأنّه عليه السلام لم يصرّح بإنكار أصل الصلاة ؛ لدخولهما في عموم ما دلّ على أنّ الصلاة خيرٌ موضوع ، فمن شاء أن يستقلّ ، ومَن شاء أن يستكثر ، ۳ فتأمّل .
ثمّ إنّهم اختلفوا في كيفيّة ترتيب الألف على قولين :
أحدهما : أن يصلّي في كلّ ليلة عشرين ركعة إلى عشرين ليلة ، ثمّ في كلّ ليلة ثلاثين إلى آخر الشهر ، وازدياد مئة في كلّ من ليالي الآخرة الثلاث ليلة تسع عشر وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين .
واختاره الشيخ في الخلاف ۴ والاقتصاد ۵ على ما نقل عنه في المختلف ، ۶ وبه قال ابن إدريس ، ۷ وهو منقول عن ابن الجنيد وأبي الصلاح . ۸
1.تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۷۰ ، ح ۲۲۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۴۶ ، ح ۱۰۰۶۳ .
2.تهذيب الأحكام ، ذيل الحديث المتقدّم آنفا ، والمنقول هنا نقل بالمعنى .
3.وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۲۴۸ ، ضمن الحديث ۶۴۶۱ .
4.الخلاف ، ج ۱ ، ص ۵۳۰ ، المسألة ۲۶۹ .
5.الاقتصاد ، ص ۲۷۳ .
6.مختلف الشيعة ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ .
7.السرائر ، ج ۱ ، ص ۳۱۰ .
8.الكافي في الفقه ، ص ۱۵۹ .