وما رواه هارون بن خارجة ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : «عدّ شعبان تسعة وعشرين يوما ، وإن كانت متغيّمة فأصبح صائما ، وإن كانت مصحية وتبصّرته فلم ترَ شيئا فأصبح مفطرا» . ۱
وحملهما الشيخ على أنّ المراد صوم يوم الستّين أو الثلاثين من شعبان ؛ معلّلاً بأن لو كان المراد الصوم من شعبان لما اختلف الحال بين الصحو والغيم ، فعلم أنّ المراد الحثّ على الصوم بنيّة أنّه من شعبان ، ۲ وفيه تأمّل .
ورابعها : عدّ كلّ شهر ثلاثين ، وبه قال جماعة ؛ منهم المحقّق في المعتبر ۳ والشيخ في المبسوط ، ۴ وهو ظاهر أكثر ما تقدّم من الأخبار .
وخامسها : الجدول ، وهو حساب مأخوذ من سير القمر في كلّ شهر في السنة ، والشهر يُعرف به خروجه من المحاق وعن تحت شعاع الشمس على ما يثبت في التقاويم ، ولا يجوز التعويل عليه ؛ لأنّها مبنيّة على الظنّ والتخمين ، وكثيرا ما يتخلّف عن الواقع ، وأصله مبنيّ على القواعد التي أسّسوها المنجّمون من الفلاسفة الذين لا دين لهم .
وظاهر المنتهى ۵ وفاق الأصحاب على ذلك ، وقد نسبه إلى أكثر الفقهاء من العامّة ، لكن حكى الشيخ في الخلاف عن شاذّ منّا العمل عليه . ۶
1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ، ح ۴۴۷ ؛ و ص ۱۸۰ ، ح ۵۰۱ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ح ۲۳۳ . وهو الحديث التاسع من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۶ ، ح ۱۳۳۵۲ ؛ وص ۲۹۹ ، ح ۱۳۴۶۴ .
2.الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ذيل ح ۲۳۳ ، وكان في الأصل : «رمضان» ، والتصويب حسب المصدر .
3.لم أعثر عليه في المعتبر ، و قال به في شرائع الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ .
4.المبسوط للطوسي ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ .
5.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۰ .
6.الخلاف ، ج ۲، ص ۱۶۹ ، ولم ينقل ذلك عن الإماميّة، بل قال بعد نقل القول بعدم اعتباره : «وبه قالت الفقهاء أجمع ، وحكوا عن قوم شذاذ أنّهم قالوا : يثبت بهذين وبالعدد» . و هذا القول منقول عن ابن سريج من فقهاء العامّة . اُنظر : المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۷۰ و ۲۷۶ و ۲۷۹ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۱ (ونسبه أيضا إلى مطرف بن عبد اللّه وابن قتيبة) ؛ تنوير الحوالك ، ص ۲۷۵ ؛ نيل الأوطار ، ج ۴ ، ص ۲۶۳ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۷ ، ص ۱۸۶ ؛ فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۰۴ .