37
شرح فروع الکافي ج4

وما رواه هارون بن خارجة ، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : «عدّ شعبان تسعة وعشرين يوما ، وإن كانت متغيّمة فأصبح صائما ، وإن كانت مصحية وتبصّرته فلم ترَ شيئا فأصبح مفطرا» . ۱
وحملهما الشيخ على أنّ المراد صوم يوم الستّين أو الثلاثين من شعبان ؛ معلّلاً بأن لو كان المراد الصوم من شعبان لما اختلف الحال بين الصحو والغيم ، فعلم أنّ المراد الحثّ على الصوم بنيّة أنّه من شعبان ، ۲ وفيه تأمّل .
ورابعها : عدّ كلّ شهر ثلاثين ، وبه قال جماعة ؛ منهم المحقّق في المعتبر ۳ والشيخ في المبسوط ، ۴ وهو ظاهر أكثر ما تقدّم من الأخبار .
وخامسها : الجدول ، وهو حساب مأخوذ من سير القمر في كلّ شهر في السنة ، والشهر يُعرف به خروجه من المحاق وعن تحت شعاع الشمس على ما يثبت في التقاويم ، ولا يجوز التعويل عليه ؛ لأنّها مبنيّة على الظنّ والتخمين ، وكثيرا ما يتخلّف عن الواقع ، وأصله مبنيّ على القواعد التي أسّسوها المنجّمون من الفلاسفة الذين لا دين لهم .
وظاهر المنتهى ۵ وفاق الأصحاب على ذلك ، وقد نسبه إلى أكثر الفقهاء من العامّة ، لكن حكى الشيخ في الخلاف عن شاذّ منّا العمل عليه . ۶

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ، ح ۴۴۷ ؛ و ص ۱۸۰ ، ح ۵۰۱ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ح ۲۳۳ . وهو الحديث التاسع من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۶ ، ح ۱۳۳۵۲ ؛ وص ۲۹۹ ، ح ۱۳۴۶۴ .

2.الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ذيل ح ۲۳۳ ، وكان في الأصل : «رمضان» ، والتصويب حسب المصدر .

3.لم أعثر عليه في المعتبر ، و قال به في شرائع الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۴۸ .

4.المبسوط للطوسي ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ .

5.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۰ .

6.الخلاف ، ج ۲، ص ۱۶۹ ، ولم ينقل ذلك عن الإماميّة، بل قال بعد نقل القول بعدم اعتباره : «وبه قالت الفقهاء أجمع ، وحكوا عن قوم شذاذ أنّهم قالوا : يثبت بهذين وبالعدد» . و هذا القول منقول عن ابن سريج من فقهاء العامّة . اُنظر : المجموع ، ج ۶ ، ص ۲۷۰ و ۲۷۶ و ۲۷۹ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۱ (ونسبه أيضا إلى مطرف بن عبد اللّه وابن قتيبة) ؛ تنوير الحوالك ، ص ۲۷۵ ؛ نيل الأوطار ، ج ۴ ، ص ۲۶۳ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۷ ، ص ۱۸۶ ؛ فتح الباري ، ج ۴ ، ص ۱۰۴ .


شرح فروع الکافي ج4
36

وإضعافا لهذين الخبرين بما ذكر وقد أوّلهما بالحمل على صوم اليوم الخامس من شعبان .
وقال في المختلف : «وهذا وإن كان واردا على الخبرين إلّا أنّا نحن اعتمدنا على العادة وهو حسن» ۱ إلّا أنّ الكلام في تعيين السنة الكبيسيّة وتمييزها عن غيرها ، وسيأتي تحقيق الكبس عن قريب .
وثانيها : عدّ شعبان ناقصا ورمضان تامّا أبدا ، وبه فسّر في الدروس ، ۲ والظاهر أنّ خبر هارون بن خارجة ۳ مبنيّ على ذلك وهو مبنيّ على عدّ شهر تامّا وآخر ناقصا مبتدأ بالتامّ من المحرّم ، وبه قال الصدوق رضى الله عنهفي الفقيه ۴ محتجّا بأخبار كثيرة وردت في أنّ شهر رمضان لا ينقص أبدا ، ويجيء القول فيه عن قريب .
وفي المدارك : «والقول باعتبار العدد منقول عن شيخنا المفيد في بعض كتبه ، وأشار بالعدد إلى هذا المعنى» . ۵
وثالثها : عدّ تسعة وخمسين من هلال رجب وجعل اليوم الستّين أوّل رمضان ، فقد اعتبره ابن أبي عقيل مع الغمّة ، ففي المختلف أنّه قال :
قد جاءت الآثار عنهم عليهم السلام أن : صوموا رمضان للرؤية وافطروا للرؤية ، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة من رجب تسعة وخمسين يوما ، ثمّ الصيام من الغد . ۶
وأشار بالآثار إلى ما رواه محمّد بن الحسن بن أبي خالد ، يرفعه عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «إذا صحّ هلال رجب فعدّ تسعة وخمسين يوما وصم يوم الستّين» . ۷

1.الدروس الشرعيّة ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، الدرس ۷۵ .

2.مختلف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۴۹۹ .

3.هو الحديث التاسع من هذا الباب من الكافي .

4.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، ذيل ح ۲۰۴۴ .

5.مدارك الأحكام ، ج ۶ ، ص ۱۷۷ .

6.هذا هو الحديث الثامن من هذا الباب من الكافي ؛ فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق ، ص ۹۴ ، ح ۷۵ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۲۵ ، ح ۱۹۱۸ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ح ۲۳۲ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ ، ح ۵۰۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۵ ، ح ۱۳۴۲۶ و ۱۳۴۲۸ ، و ص ۲۹۸ ۲۹۹ ، ح ۱۳۴۶۳ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 174640
صفحه از 662
پرینت  ارسال به