39
شرح فروع الکافي ج4

ونسبه إلى أحمد والليث بن سعد وبعض أصحاب الشافعي . وحكى عن عكرمة والقاسم وسالم وإسحاق تعدّد أحكام البلاد بالرؤية وعدمها من غير تقييد بالمتباعدة . ۱
وإنّما أرادوا بالتقارب والتباعد الطوليين منهما دون العرضيين ، فإنّه إنّما يختلف مطالع الكواكب منها في البلاد بالأوّلين دون الثانيين ، وطول البلاد على اصطلاح أهل الهيئة بُعدها عن منتهى المعمورة في جهة الغرب ، أعني جزائر الخالدات التي يُقال : إنّها صارت معمورة في البحر المحيط ، ۲ وعرضها بُعدها عن خط الاعتدال .
ثمّ احتجّ على ما ذهب إليه بأنّ هذا اليوم الذي رؤي الهلال في ليلة في بعض البلاد يوم من شهر رمضان بالرؤية في هذا البلد ، وبالثبوت بالبيّنة في باقي البلاد ، فيجب صومه عموما ؛ ۳ لعموم قوله تعالى : «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» ، ۴ وعمومات أكثر الأخبار المذكورة . ۵
وأنت خبير بأنّ هذه العمومات ليست بحيث تشمل جميع الناس في جميع البلاد ، وقد ثبت بالضرورة أنّ اختلاف مطالع القمر ومغاربها بالتباعد الطولي ، فربّما كان القمر حين خروجه عن تحت شعاع الشمس وصيرورته هلالاً فوق الأرض في بلدة قد غرب في بلد آخر يكون شرقيّا لتلك البلدة ، وكلّ بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخّر عن غروب القمر فيه عن غروبه في البلد الشرقي ساعة ، على ما نقل عن المحقّق الشيخ فخر الدِّين في شرح القواعد ۶ أنّه ذكروه ، وذكر أنّه عرفه بإرصاد الكسوفات

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۲ .

2.المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۲۷۴ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۳ ، ص ۷ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۷ ؛ التمهيد ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۶ .

3.الجزائر الخالدات : وهى جزائر السعادة الّتي يذكرها المنجّمون في كتبهم ، كانت عامرة في أقصى المغرب في البحر المحيط ، وكان بها مقام طائفة من الحكماء ، ولذلك بنوا عليها قواعد علم النجوم . معجم البلدان ، ج ۲ ، ص ۱۳۲ .

4.في النسخة : «عموم» ، والمناسب ما اُثبت .

5.البقرة (۲) : ۱۵۸ .

6.إيضاح الفوائد ، ج ۱ ، ص ۲۵۲ .


شرح فروع الکافي ج4
38

وفي المنتهى حكاه عن بعض من العامّة ، ثمّ قال :
احتجّوا بقوله تعالى : «وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»۱ ، وبما رواه ابن عمر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : «فإن غمّ عليكم فاقدروا له» ، ۲ والتقدير إنّما هو معرفة السير والمنازل ، وبأنّا رجعنا إلى الكواكب والمنازل في القبلة والأوقات ، وهي اُمور شرعيّة رتّب الشارع عليها أحكاما كثيرة ، فكذا هنا .
والجواب : أنّ الاهتداء بالنجم معرفة الطريق ومسالك البلدان وتعريف الأوقات ، ونحن نقول بموجبه .
وعن الحديث أنّ المروي : «فاقدروا له ثلاثين» وهذا يمنع كلّ تأويل ، وأمّا القبلة والوقت فالطريق إليهما هو مشاهدة النجوم لا قول المنجّم الذي يكذب أكثر الأوقات . ۳
وهنا مسألة لابدّ من القول فيها ، فقد اشتهر بين الأصحاب أنّ الهلال إذا رؤي في أحد البلدان المتقاربة دون اُخرى وجب الصيام على ساكنيها أجمع ، بخلاف البلاد المتباعدة .
ونسبه في المنتهى ۴ إلى أحد قولي الشافعي . ۵
ونقل عن العلّامة أنّه حكى في التذكرة عن بعض الأصحاب قولاً بوحدة حكم البلاد كلّها ، كانت متباعدة أو متقاربة . ۶
ومالَ إليه في المنتهى حيث قال : «إذا رأى الهلال أهل بلد وجب الصوم على جميع الناس من أهل البلاد ، سواء تباعدت أو تقاربت» ۷ ولكن رجع عنه أخيرا على ما ستعرف .

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۲ .

2.النحل (۱۶) : ۱۶ .

3.مسند الشافعي ، ص ۱۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵ ، ۱۳ ، ۶۳ ، ۱۴۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۲۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۲۲ ـ ۱۲۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۲۹ ، ح ۱۶۵۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۲۱ ، ح ۲۳۲۰ ؛ سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۱۳۴ ؛ مسند الطيالسي ، ص ۲۴۹ .

4.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۱ .

5.المغني لعبد اللّه بن قدامة، ج ۳ ، ص ۷ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۷ .

6.تذكرة الفقهاء ، ج ۶ ، ص ۱۲۳ ، المسألة ۷۶ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142244
صفحه از 662
پرینت  ارسال به