393
شرح فروع الکافي ج4

قوله في خبر عمران بن عطية : (وما الشَّرحب أصلحك اللّه ؟ قال : الطويل) [ح 1/ 6709 ]وهو قد جاء بالجيم المعجمة وبالهاء المهملة . ۱
قوله : (فقال ممّن يسكن بيت المقدس) .[ح 1 / 6709] حكي طاب ثراه عن المازري أنّه قال : المقدس إمّا بفتح الميم وسكون القاف هو مصدر كالمرجع أو مكان ، أي بيت المكان الذي فيه التقدّس ، أي الطهارة من الأصنام أو الذنوب ، وإمّا بضمّ الميم وتشديد الدال ؛ أي البيت المطهّر من الأصنام أو من الخبائث . ۲
قوله : (أن يجعل له بيتاً في السماء السادسة يسمّى الضّراح) [ح 1 / 6709 ]بالضاد المعجمة والراء والحاء المهملتين .
وفي الصحاح : الضراح كغراب ـ : البيت المعمور في السماء الرابعة . ۳
ويدلّ الخبر على أنّه في السماء السادسة ، وقد اشتهر الأوّل بين أهل العلم .
وفي شرح الفقيه : فيمكن أن يكون سادسة إذا حسب من التاسع الذي هو العرش ۴ .
وقال طاب ثراه : وفي روايات العامّة أنّه في السماء السابعة ، ذكر ابن سنجر ۵ من حديث أبي هريرة قال : في السماء السابعة بيت يُقال له : المعمور بحيال الكعبة ، وفي السماء السابعة ۶ : بحرٌ يقال له : الحياة ، يدخله جبرئيل كلّ يوم ، فينغمس انغماسة ، ثمّ

1.كذا ورد في كتب اللغة بالجيم. اُنظر: العين، ج ۶، ص ۱۹۹؛ صحاح اللغة، ج ۱، ص ۱۵۴ (شرجب)؛ النهاية، ج ۲، ص ۴۵۶؛ القاموس المحيط، ج ۱، ص۸۷ .

2.اُنظر: عمدة القاري، ج ۱، ص ۲۴۲.

3.صحاح اللغة، ج ۱، ص ۳۸۶ (ضرح). و هذه العبارة من القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۳۶.

4.روضة المتّقين ، ج ۴ ، ص ۱۰۰ .

5.محمّد بن سنجر الجرجاني أبو عبداللّه ، محدّث، حافظ، مسند، توفّي في صعيد مصر في ربيع الأوّل سنة ۲۵۸ه ق، من آثاره المسند. راجع: تاريخ جرجان، ص ۳۷۹، الرقم ۶۳۳؛ معجم المؤلّفين، ج ۱۰، ص ۵۸؛ الأعلام، ج ۶، ص ۲۲۳؛ الأنساب للسمعاني، ج ۴، ص ۵۱۸.

6.كذا بالأصل، و لم أعثر على مسند ابن سنجر، و في سائر المصادر: «السماء الرابعة».


شرح فروع الکافي ج4
392

وحكى طاب ثراه عن السهيليّ ۱ من علماء العامّة أنّه قال :
بُنيت الكعبة في الدهر خمس مرّات :
الاُولى : حين بناها شيث بن آدم عليهماالسلاموكانت في حياة آدم خيمة من لؤلؤة حمراء، يطوف بها ويأنس إليها ؛ لأنّها من الجنّة .
الثانية : حين بناها إبراهيم عليه السلام .
الثالثة : حين بنتها قريش قبل الإسلام بخمسة أعوام .
والرابعة : حين احترقت أيّام ابن الزبير بشرر طارت إليها من أبي قبيس، فاحترقت الأستار فأحرقت البيت ، فهدمها ابن الزبير وبناها على خلاف ما كانت عليه .
الخامسة : لمّا قدم عبد الملك مكّة قال : لسنا من تخليط أبي خُبيب ۲ في شيء، فهدمها وردّها على ما كانت عليه ، ثمّ ندم على ذلك وقال : ياليتني تركت أبا خُبيب وما تحمّل ، فلمّا قدم أبو جعفر [المنصور] أراد ردّها على ما بناها ابن الزبير ، وشاور في ذلك، فقال له مالك : أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين أن لا تجعل هذا البيت ملعبة للملوك بعدك، لا يشاء أحد منهم أن يغيّره إلّا غيّره ، فيذهب هيبته من قلوب الناس ، فصرفه عن رأيه . ۳ انتهى .
وأمّا أرضها المقدّسة فقد خلقها اللّه قبل دحو الأرض بألفي عام على ما سيرويه المصنّف قدس سره في باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالكعبة . ۴
وحكى طاب ثراه عن بعض المفسّرين أنّها خلقت قبل السماوات والأرض ، فإنّها كانت زبدا على الماء ، ثمّ دُحيت الأرض من تحتها ۵ ولذا سمّيت اُمّ القرى .

1.السهيلي هو أبوالقاسم عبدالرحمن بن عبداللّه بن أحمد الخثعمي، ولد في مالقة سنة ۵۰۸ ه ق و كفّ بصره و عمره سبع عشرة سنة، نشأ ببلدته، و كان مؤرّخا محدّثا أدبيا، أخَذَ عن ابن العربي و غيره، و اتّصل خبره إلى صاحب مراكش فطلبه إليها و أكرمه، فأقام يصنّف كتبه إلى أن توّفي سنة ۵۸۱ ه ق، من كتبه: الروض الأنف في شرح السيرة النبويّة لابن هشام، تفسير سورة يوسف، التعريف و الإعلام، الإيضاح و التبيين، نتائج الفكر. راجع: الأعلام للزركلي، ج ۳، ص ۳۱۳، معجم المؤلّفين، ج ۵، ص ۱۴۷.

2.أبو خبيب كنية لعبد اللّه بن الزبير.

3.الروض الأنف، ج ۱، ص ۲۲۱ ۲۲۲، حديث بنيان الكعبة.

4.هو الحديث الأوّل من ذلك الباب.

5.تفسير الرازي، ج ۸ ، ص ۱۵۳ عن السدّي؛ و ج ۴، ص ۵۵ عن ابن عمر؛ تفسير البغوي، ج ۱، ص ۱۱۵ و ۳۲۸ عن ابن عمر و قتادة السدّى. و فى الجميع: «قبل الأرض»، و في الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶: «عند خلق السماء و الأرض خلقه قبل الأرض بألفي عام...» . و مثله في مجمع البيان، ج ۲، ص ۳۴۷ ۳۴۸.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 174707
صفحه از 662
پرینت  ارسال به