41
شرح فروع الکافي ج4

قلت : أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ قال : لا ، هكذا أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۱
ونِعْمَ ما فعل حيث رجع في آخر البحث عمّا نقلنا عنه فقال :
وبالجملة ، إن علم طلوعه في بعض الأصقاع وعدم طلوعه في بعضها المتباعد عنه لكرية الأرض لا يتساوى حكماهما ، أمّا بدون ذلك فالتساوي هو الحقّ . ۲
ويتفرّع على القولين وجوب صوم أحد وثلاثين يوما وعدمه ، ووجوب الإفطار في اليوم التاسع والعشرين وعدمه كما لا يخفى .

باب نادر

يذكر فيه ما دلّ على أنّ شهر رمضان تامّ أبدا .
أراد قدس سره بالنادر الغير المتكرّر في الاُصول ، ويحتمل أن يريد الحكم الشاذ قائله من الأصحاب ، والظاهر أنّ ذلك مذهبه ؛ لعدم ذكره الأخبار المعارضة لما ذكر ، وصرّح الصدوق رضى الله عنه به .
واعلم أنّ الأخبار الدالّة على ما ذكر أكثرها مرويّة عن حذيفة بن منصور كروايتي ابن سنان ، والظاهر أنّه محمّد ، عن حذيفة بن منصور ، ۳ وما رواه الشيخ عن ابن رباح ، عن حذيفة بن منصور ، عن معاذ بن كثير ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله صام تسعة وعشرين أكثر ممّا صام ثلاثين ؟ فقال : «كذبوا ما صام رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى أن قبض أقلّ من ثلاثين يوما ، ولا نقص شهر رمضان منذ خلق اللّه السماوات من ثلاثين يوما وليلة» . ۴

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۳ .

2.مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۲۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۲۳ ، ح ۲۳۳۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۱ ، ص ۱۰۰ ۱۰۱ ، ح ۶۸۹ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۶۸ ۶۹ ، ح ۲۴۲۱ ؛ وسنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۱۳۱ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۲۱۹۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۵۱ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۲۰۵ ۲۰۶ .

3.الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي .

4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۶۷ ، ح ۴۷۷ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۵ ، ح ۲۱۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص۲۶۸ ۲۶۹ ، ح ۱۳۳۹۲ .


شرح فروع الکافي ج4
40

القمريّة ، فهذا اليوم الذي هلاله رؤي في البلد الغربي غرّة شهر جديد في هذا البلد وسلخ الشهر السابق في ذلك البلد الشرقي .
وقال العلّامة في المنتهى ردّا على هذا :
ولو قالوا : إنّ البلاد المتباعدة تختلف عروضها ، فجاز أن يرى الهلال في بعضها دون بعض لكروية الأرض .
قلنا : إنّ المعمور منها قدرٌ يسير هو الربع ، ولااعتداد به عند السماء . ۱
وفيه : أنّه إذا أراد بالعروض ما اصطلحوا عليه من أبعاد البلاد عن خط الاعتدال وأنّ اختلافها لا يوجب اختلاف مطالع القمر ومغاربها فهو مسلّم ، لكن لا ينفعه ولا يضرّنا ؛ لما عرفت من أنّا إنّما اعتبرنا الاختلاف الطولي ، وإن أراد بعادها عن نقطة المغرب واصطلح على تسميتها عروضا فقد بيّنا أنّ اختلافها يوجب اختلاف المطالع والمغارب ؛ لثبوت ذلك بالأرصاد ، ولا يضرّه ما ذكره في أنّ المعمور من الأرض قدرٌ يسير .
وأظنّ أنّي سمعت نفسي عن بعض أرباب الهيئة من افرنج يُقال له (رفائيل) : أنّ بلدهم الذي يُقال له ينك دُنيا ۲ يكون محاذيا لبلدنا هذا المسمّى بأصفهان ، بحيث لو ثقبت الأرض من تحت أقدامنا لوصلت الثقبة إلى تحت أقدامهم ، وإذا كانت البلدان كذلك فظاهر أنّه إذا غرب كوكب عنّا يطلع عندهم .
ويؤيّد ذلك ما احتجّ به من وافقنا من خالفنا على ما حكاه عنهم حيث قال : احتجّوا بما رواه كريب : أنّ اُمّ الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام ، قال : فقدمت الشام فقضيت بها حاجتي واستهلّ عليَّ رمضان ، فرأينا الهلال ليلة الجمعة ، ثمّ قدمت المدينة فحكيت ذلك لابن عبّاس ، فقال : أنت رأيته ؟ قلت : نعم ، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية ، فقال : لكنّا رأيناه ليلة السبت فلا يزال يصوم حتّى تكمل العدّة ،

1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۵۹۳ .

2.وهو المسمى اليوم بإمريكا .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142209
صفحه از 662
پرینت  ارسال به