401
شرح فروع الکافي ج4

يستقون من مكّة الماء ريّهم ، وكان يقول بعضهم لبعض : ترويّتم ترويّتم ، فسمّي يوم التروية لذلك» . ۱
والقرطان بالضمّ : البرذعة ، وهي على ما قال الخليل : الحِلس الذي تحت الرَّحل . ۲ والمُدية : سكين عظيم . ۳
وقال الجوهري : «نحوت بصري إليه ، أي صرفت وأنحيت عنه بصري : عدلت ، وانتحيت لفلان ، أي أعرضت له» . ۴
وقال ابن الأثير في حديث حرام بن ملحان : فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله ، أي عرض له وقصده ، يقال : نحى وأنحى وانتحى . ۵
والفَرَق بالتحريك : الخوف . ۶
وكابرا عن كابر: يعني عقباً بعد عقب . قال ابن الأثير : «وفي حديث الأقرع والأبرص : «ورثته عن آبائي وأجدادي كابرا عن كابر، أي كبيرا عن كبير في العزّ والشرف» . ۷
وقال أيضاً : «وفيه : أنّ بعض الخلفاء دفن بعرين مكّة ، أي بفنائها ، وكان دفن عند بئر ميمون» . ۸
هذا ، وقد دلَّ الخبر على أنّ الذبيح هو إسحاق عليه السلام وقد رواه في مجمع البيان عن عليّ عليه السلام وعن ابن مسعود وقتادة وسعيد بن جبير ومسروق وعكرمة وعطاء والزهري والسدي والجبائي ، ۹ وهو المشهور بين العامّة ، وإليه ذهبت اليهود، والمذهب

1.علل الشرائع، ص ۴۳۵، الباب ۱۷۱، ح ۱.

2.ترتيب كتاب العين، ج ۱، ص ۱۵۰ (برذع).

3.النهاية، ج ۳، ص ۴۷۲ (فلل)؛ و ج ۴، ص ۳۱۰ (مدا)، و ليس فيه ولا في غيره من كتب اللغة تقييده بالعظيم.

4.صحاح اللغة، ج ۶، ص ۲۵۰۳ ۲۵۰۴ (نحا).

5.النهاية، ج ۵، ص ۳۰ (نحا). و حرام بن ملحان من بني النجّار خال أنس بن مالك، شهد بدرا و اُحدا و قتل يوم بئرمعونة. اُنظر: اُسد الغابة، ج ۱، ص ۳۹۵.

6.صحاح اللغة، ج ۴، ص ۱۵۴۱ (فرق).

7.النهاية، ج ۴، ص ۱۴۲ (كبر).

8.النهاية، ج ۳، ص ۲۲۳ (عرن).

9.مجمع البيان، ج ۸ ، ص ۳۲۲، في تفسير سورة الصافّات.


شرح فروع الکافي ج4
400

أهل الحجاز ، قال اللّه تعالى : «وَالْقَائِلِينَ لِاءِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا»۱ ، وأهل نجد يصرفونها ويقولون للإثنين: هلمّا، وللجماعة هلمّوا ، وللمرأة هلمّي ، وللنساء هَلْمُمْنَ ، والأوّل أفصح . ۲
هذا ، وقد استشكل أمر الفرق بين الصيغتين ، وأظنّ أنّه من متشابهات الأخبار لا يعلم تأويلها إلّا اللّه والراسخون في العلم ، وقد ذكر فيه وجوه من التأويل من باب الاحتمال .
قال طاب ثراه : «كأنّ في استتار ضمير المخاطب إشارة إلى أنّ الخطاب للمستترين في الأصلاب والأرحام ». وقال جدّي قدس سرهفي شرح الفقيه :
الظاهر أنّ الفرق باعتبار أنّ المعروف من الخطاب العام الشامل للقليل والكثير والموجود والمعدوم إتيانه بلفظ المفرد ، فكأنّه يطلب من كان له أهليّة الطلب .
وأمّا الإتيان بلفظ الجمع فالظاهر منه انصرافه إلى الموجودين إلّا ما أخرجه الدليل ، مثل تكاليفنا بالآيات والأخبار ، فإنّا داخلون بالضرورة من الدين .
أو يقال : الظاهر من عبارة الخبر كما في الكافي والعلل ۳ تكليف الحجّ بدون إلى وكانت الزيادة من النسّاخ ، والحجّ شامل للمعدومين شموله للموجودين ، بخلاف هلمّوا إلى الحجّ ، فإنّ الظاهر منه تكليف المكلّفين إليه ، والظاهر اختصاصه بالموجودين .
وقيل : لأنّ استغراق المفرد أشمل من استغراق الجمع ، وفيه تأمّل . ۴
قوله في خبر أبي بصير : (قال جبرئيل عليه السلام لإبراهيم عليه السلام : تروَّه من الماء) إلخ . [ح 9 / 6737] الهاء في تروّه للسكت ، وقوله : «فسمّيت التروية» لذلك يدلّ على أنّ قول جبرئيل عليه السلام ذلك علّة لتلك التسمية ، وعلل الشرائع لمّا كانت معرّفات لا ينافي ذلك ما رواه الصدوق رضى الله عنه في كتاب علل الشرائع في الحسن عن عب[ي]داللّه بن عليّ الحلبي، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : سألته لِمَ سمّي يوم التروية؟ قال : «لأنّه لم يكن بعرفات ماء وكانوا

1.الأحزاب (۳۳) : ۱۸ .

2.صحاح اللغة، ج ۵، ص ۲۰۶ (هلم).

3.علل الشرائع، ص ۴۱۹، الباب ۱۵۸، ح ۱.

4.روضة المتّقين، ج ۳، ص ۱۱۱.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 180809
صفحه از 662
پرینت  ارسال به