403
شرح فروع الکافي ج4

تعلم انقطاع تواترهم في عهد بخت نصر ، ووجود تحريف كثير في توراتهم، والشجرة تُنبئ عن الثمرة .
وأمّا هذا الخبر ونحوه فكأنّه ورد للتقيّة ، وقد ذهب إلى ما ذهبنا إليه جماعة من العامّة أيضاً ، منهم ابن عبّاس وابن عمر وسعيد بن المسيّب والحسن ومجاهد والشعبي والربيع بن أنس والكلبي ومحمّد بن كعب القرظي على ما حكى عنهم الشيخ أبو عليّ الطبرسي قدس سره . ۱
وروى عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن كعب أنّه قال : كنت عند عمر بن عبد العزيز ، فسألني عن الذبيح ، فقلت : إسماعيل ، واستدللت بقوله تعالى : «وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّا مِنْ الصَّالِحِينَ» ، فأرسل إلى رجل بالشام كان يهوديّاً وأسلم وحسن إسلامه ، وكان يرى أنّه من علماء اليهود ، فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك وأنا عنده ، فقال : إسماعيل ، ثمّ قال : واللّه يا أمير المؤمنين ، إنّ اليهود لتعلم ذلك ولكن يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أبوكم الذي كان من أمر اللّه فيه ما كان، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنّه إسحاق ؛ لأنّ إسحاق أبوهم . ۲
وعن الأصمعي أنّه قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح ، هو إسحاق أم إسماعيل؟ فقال : يا أصمعي ، أين ذهب عقلك؟ ومتى كان إسحاق بمكّة؟ وإنّما كان بمكّة إسماعيل وهو الذي بنى البيت مع أبيه ، والمنحر بمكّة لاشكّ فيه . ۳
قوله في حسنة محمّد بن مسلم : (فقال : أملح) إلخ .[ح 11 / 6738] الأملح : الذي بياضه أكثر من سواده ، وقيل : هو النقيّ البياض . ۴ وقد مرّ معنى

1.مجمع البيان، ج۸ ، ص ۳۲۲، في تفسير سورة الصافّات.

2.مجمع البيان، ص ۸ ، ص ۳۲۳. و رواه الثعلبي في تفسيره، ج ۸ ، ص ۱۵۳؛ و البغوي في تفسيره، ج ۴، ص ۳۲؛ و الطبري في جامع البيان، ج ۲۳، ص ۱۰۱، ح ۲۲۶۴۶.

3.مجمع البيان، ج ۸ ، ص ۳۲۳. و ورد الحديث في الكشّاف، ج ۳، ص ۳۵۰؛ تفسير الثعلبي، ج ۸ ، ص ۱۵۳؛ تفسير البغوي، ج ۴، ص ۳۳؛ تفسير القرطبي، ج ۱۵، ص ۱۰۰؛ البحر المحيط، ج ۷، ص ۳۵۶.

4.النهاية، ج ۴، ص ۳۵۴ (ملح).


شرح فروع الکافي ج4
402

المنصور أنّه إنّما هو إسماعيل ، وهو المشهور بين العلماء الأخيار، ۱ والظاهر من أخبار الأئمّة الأطهار ، وقد ثبت من الطريقين قوله صلى الله عليه و آله : «أنا ابن الذبيحين» . ۲
وربّما استدلّ له بقوله سبحانه : «فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ»۳ ، حيث إنّه تعالى بشّر بتولّد إسحاق عليه السلام وبأنّه سيولد له يعقوب ، فكيف تصحّ البشارة بذرّيّة إسحاق ثمّ الأمر بذبحه قبل الحُلُم ؟
وتحقّق البداء فيه خلاف الظاهر ، ولم ينقل عن أحد .
على أنّ العامّة غير قائلين به ، وبقوله سبحانه : «فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يَا بُنَىَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْاخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّا مِنْ الصَّالِحِينَ»۴ ، فإنّه سبحانه بشّر بولادة إسحاق بعد بشارته بالغلام الحليم وحكاية ذبحه .
وهذا الاستدلال مأخوذ من قول أبي عبداللّه عليه السلام ، فقد قال الصدوق رضى الله عنه : وسئل الصادق عليه السلام عن الذبيح مَن كان؟ فقال : «إسماعيل ؛ لأنّ إسحاق اللّه عزوجل ذكر قصّة في كتابه ، ثمّ قال : «وَ بَشَّرْنَـهُ بِإِسْحَـقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّــلِحِينَ» » . ۵
والحمل على بشارته بنبوّة إسحاق يأباه ظاهر المقام .
والعامّة احتجّوا على ما زعموا بإجماع اليهود ، واليهود بالتوراة وتواتره ، وأنت

1.اُنظر: ترتيب الأمالي، ج ۱، ص ۴۶ ۴۸، ح ۱۱؛ التبيان، ج ۸ ، ص ۵۱۸، الأمالى للطوسي، المجلس ۱۶، ح ۶؛ الخصال، ص ۵۸، باب الاثنين، ذيل الحديث ۷۸.

2.الخصال، ص ۵۵، باب الاثنين، ح۷۷ و ۷۸، و ص۵۸؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۱، ص ۱۸۹، الباب ۱۸، ح ۱؛ الفقيه، ج ۴، ص ۳۶۸، ضمن ح ۵۷۶۲؛ الأمالي للطوسي، المجلس ۱۶، ح ۲۶؛ المستدرك للحاكم، ج ۲، ص ۵۵۹.

3.هود (۱۱) : ۷۱ .

4.الصافّات (۳۷) : ۱۰۱ ۱۱۲ .

5.الفقيه، ج ۲، ص ۲۳۰، ح ۲۲۷۸.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145125
صفحه از 662
پرینت  ارسال به