405
شرح فروع الکافي ج4

الحكم محاربات حتّى مات مروان وولي ابنه عبد الملك ، واستعلى أمره بطاعة أهل الشام ومصر والمغرب وغيرها من البلاد ، فوجّه الحجّاج في جيشٍ عظيم، فحصر ابن الزبير بمكّة خمسة أشهر وسبعة عشر يوماً ، فحاصر أهل مكّة، وهم التجوا بالكعبة ، وازدحموا في المسجد ، فاستقرّ رأي الحجّاج وأصحابه برمي المنجنيق ، ولطّخوا الأحجار بدم الخنازير ، إلى أن خرّب الكعبة ، وغلب على ابن الزبير وقتله وهو ابن اثنين وسبعين سنة ، و قد كان بويع له وهو ابن خمس وستّين سنة ، ثمّ صلبه بعدما قتله في عقبة المدنييّن ، وبقي مصلوباً إلى أن دخل عروة بن الزبير إلى عبد الملك وسأله أن ينزله من خشبته فأسعفه . ۱ انتهى .
وأقول : قد اشتهر في الألسن أنّ الحجّاج خرّب الكعبة على ابن الزبير ؛ لتحصّنه بها ، وأنّه لطّخ حصى المنجنيق بدم الخنازير لما أنّ الملائكة كانوا يردّونها ولم ارَ خبرا بذلك يعتدّ به ، بل قد حكى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : أنّه لمّا قدم الحجّاج مكّة شاور ابن الزبير حليلته الجليلة بنت الحسين عليه السلام واُمّه في بيعة عبد الملك والمصالحة مع الحجّاج ، فنهتاه عن ذلك وأمرتاه بمحاربته ، وألبسته اُمّه أسلحة الحرب بيدها وأخرجته من بيته ، فخرج في جماعة من أصحابه وقاتل حتّى قُتل في بعض الأزقّة . ۲
وأنّى له الخنازير بمكّة؟ وكيف تيسّر له ذلك؟ وقد ثبت أنّه ما أراد أحد هتك حرمتها إلّا أهلكه اللّه تعالى .
يدلّ عليه أخبار منها هذا الخبر ، ومنها ما رواه حسّان بن مهران قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «مكّة حرم اللّه والمدينة حرم رسول اللّه صلى الله عليه و آله

1.اُنظر: تاريخ الطبري، ج ۵، حوادث سنة ۷۲؛ الاستيعاب، ج ۳، ص ۹۰۷ ۹۱۰، ترجمة عبداللّه بن الزبير؛ شرح نهج البلاعة لابن أبي الحديد، ج ۲۰، ص ۱۰۳ ۱۰۶، شرح الخطبة ۴۶۱.

2.اُنظر: شرح نهج البلاغة، ج ۲۰، ص ۱۰۳ ۱۰۴، شرح الكلام ۴۶۱. و ما ذكره هنا من مشورة ابن الزبير مع حليلته بنت الحسين عليه السلام لم يذكر فيه، و لم تكن بنت الامام الحسين عليه السلام حليلة لعبد اللّه بن الزبير، بل كانت سكينة بنت الحسين عليه السلام زوجا لمصعب بن الزبير. اُنظر: ترجمة سكينة بنت الحسين في الطبقات الكبرى لابن سعد، ج ۸ ، ص ۴۷۵؛ و في تاريخ مدينة دمشق، ج ۶۹، ص ۲۰۵. و راجع: تاريخ الطبري، ج ۵، ص ۳۰ ۳۱، حوادث سنة ثلاث وسبعين.


شرح فروع الکافي ج4
404

الظرف في قوله «في سواد» في المواضع الثلاثة في كتاب الزكاة .
قوله في خبر أبي بصير : (وفي أيديهم أشياء كثيرة من الحنيفيّة) إلخ .[ح 18 / 6745] المراد بالحنيفيّة سنّة إبراهيم عليه السلام ، وجُرهُم كقنفذ : حيّ من اليمن، تزوّج فيهم إسماعيل عليه السلام . ۱ ويُقال : بكَّ عنقه ، أي دقّه . ۲ وبسَسْت المال في البلاد فانبسّ، إذا أرسلته فتفرّق فيها . ۳
والزعاف بالزاي والغين المهملة : القتل السريع ، يُقال : زَعَفه زَعفاً ، أي قتله قتلاً سريعاً ، ۴
والنّمل كالنُّملَة : قروح في الجنب وبُثرٌ يخرج في الجسد بالتهابٍ واحتراق ويَرِم مكانها يسيرا أو يدبّ إلى موضع آخر كالنملة وسببها صفراء حادّ يخرج من أفواه العروق الدّقاق ، ولا يحتبس فيما هو داخل من ظاهر الجلد للطافتها وحدّتها . ۵
قال الجوهري : ويسمّيها الأطبّاء الذباب . ۶
قوله في خبر أبي سعيد الأعرج : (وكانوا لا يملى لهم إذا انتهكوا المحارم) إلخ .[ح 20 / 6747] يُقال : أملى اللّه له ، أي أمهله . ۷
وقال طاب ثراه :
كان أمير أهل الشام القادمين بمكّة الحجّاج بن يوسف الثقفي من قبل عبد الملك بن مروان ، وأمير أهل مكّة عبداللّه بن الزبير .
توضيح ذلك على سبيل الإجمال أنّ أهل مكّة بعد موت معاوية بايعوا ابن الزبير ، واجتمع على طاعته أهل الحجاز والعراق وخراسان ، ووقع بينه وبين يزيد ومروان بن

1.اُنظر: صحاح اللغة، ج ۵، ص ۱۸۸۶، ترتيب كتاب العين، ج ۱، ص ۲۸۵ (جرهم).

2.صحاح اللغة، ج ۴، ص ۱۵۷۶ (بكك).

3.صحاح اللغة، ج ۳، ص ۹۰۹ (بسس).

4.مجمع البحرين، ج ۲، ص ۲۷۷ (ز ع ف).

5.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۶۱ (نمل).

6.صحاح اللغة، ج ۵، ص ۱۸۳۶ (نمل).

7.مجمع البحرين، ج ۴، ص ۲۳۳ (م ل و).

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 145112
صفحه از 662
پرینت  ارسال به