413
شرح فروع الکافي ج4

سمّي بشيبة لأنّ شعر رأسه كان عند ولادته أبيض ، وقيل : كانت في رأسه شعرة واحدة بيضاء لكثرة الأفعال الحميدة فيه سمّي بشيبة الحمد ، وسمّي بعبد المطّلب لأنّ أباه مات وهو ابن سبع سنين ، وكان في يثرب لأنّ أباه هاشم تزوّج في يثرب سلمى بنت عمرو بن لبيد بن عامر بن النجّار الأنصاري ، فلمّا مات أبوه ذهب عمّه المطّلب إلى يثرب وسرقه من الاُمّ وأقربائها ، وكلّ من رآه في الطريق وسأل عنه وقال مَن هذا الصبيّ؟ قال : هو عبدٌ لي حتّى جاء مكّة. ۱
ولسان الأرض ، أي رئيس أهل الأرض ، والمتكفّل لانتظام اُمورهم . و«تزوّج في مخزوم تقوّى ، واضرب بعد في بطون العرب» على صيغة الأمر في الموضعين ، يعني لابدّ لك أن تتزوّج في بني مخزوم، ثمّ أنت بالخيار في سائر بطون العرب إن شئت فتزوّج فيهم أيضاً ، فإن لم يكن معك مال يرغب فيه بنو مخزوم وسائر البطون فلكَ حسب شريف أو نسبٌ منيف يرغب فيهما بطون العرب ، وادفع السيوف كلّها إلى أولادك من المخزوميّة .
وقال طاب ثراه :
وكان له عشرة بنين : حارث وأبو لهب وحجل ومقوّم وضرار وزبير وأبو طالب وعبداللّه وحمزة وعبّاس وستّ بنات: صفيّة وعاتكة وبيضاء وبرّة واُميّة وأروى ، وكان زبير وأبو طالب وعبداللّه والبنات غير صفية من اُمّ واحدة ، هي فاطمة بنت عمرو بن عائد المخزومي ، وعبداللّه أصغرهم ، وكان حمزة ومقوم وحجل وصفيّة من اُمّ ، هي هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وكان عبّاس وضرار من اُمّ اُخرى ، هي نثيلة بنت خبّاب بن كلب ، وكانت اُمّ أبي لهب لبى بنت هاجر ، واُمّ حارث صفيّة بنت جندب . ۲

باب في قوله عزّ وجلّ : «فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ»

قال اللّه سبحانه : «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا»۳ .

1.معارج النبوّة، ط پاكستان، ج ۲، ص ۱۶۷.

2.اُنظر: السيرة النبويّة لابن هشام، ج ۱، ص ۷۱ ۷۲، أولاد عبدالمطلّب.

3.آل عمران (۳) : ۹۶ ۹۷ .


شرح فروع الکافي ج4
412

الحوادث وأراد اللّه سبحانه إخراجهم سلّط عليهم خزاعة ، فعمد الحارث بن مضاض الأصغر آخر ملوك جرهم حين علم أنّه يخرج من مكّة إلى مال الكعبة ، فدفنه ليلاً بزمزم ، وعفا أثره بالأحجار والتراب ، فلم يزل كذلك دارسة الأثر إلى أن غلب قصيّ خزاعة ، ولم يعرفوا موضع زمزم ، فلمّا أراد اللّه سبحانه إظهارها أرى عبد المطّلب الرؤيا التي أمر فيها بحفرها ، ودلّ على موضعها بالأمارات المذكورة . ۱
وقوله : (ولا تدم) [ح 6 / 6764] من دام الشيء إذا سكن .
وقوله : (لسقي الحجيج) [ح 6 / 6764] متعلّق بالحفر . ۲
وكذا قوله: (عند الغراب الأعصم) ، وفي القاموس : الأعصم من الظباء والوعول: ما في ذراعيه أو أحدهما بياض وسائرها أسودا أو أحمر ، وهي عصماء . ۳
وقال الجوهري : الغراب الأعصم : الذي في جناحه ريشة بيضاء ؛ لأنّ جناح الطائر بمنزلة اليد له . ۴
وقوله : (وبلغ الطّوى) أي بلغ حدّ السقاء ، ففي القاموس: الطوى كعليّ : السقاء . ۵
قوله في خبر الحسن بن راشد : (فأبى أن ينثني) الخ [ح 7 / 6765]، أي ينصرف من الحفر ويخرج من البئر. من الانثناء: الانصراف .
وفي النهاية : الباع والبوع سواء ، وهو قدر مدّ اليدين وما بينهما من الصدر ۶ . ۷
فكان طول الباع كناية عن طول الجثّة وعظمها ، وشيبة الحمد كنية لعبد المطّلب .
قال طاب ثراه في معارج النبوّة : ۸

1.اُنظر: بحار الأنوار، ج ۱۵، ص ۱۷۳؛ البداية والنهاية، ج ۲، ص ۲۳۴.

2.في «ه» : - «ودلّ على موضعها ... متعلّق بالحفر» .

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۵۱ (عصم).

4.صحاح اللغة، ج ۵، ص ۱۹۸۶ (عصم).

5.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۵۸ (طوي).

6.كذا، والموجود في المصدر : «البدن» .

7.النهاية: ج ۱، ص ۱۶۲ (بوع).

8.معارج النبوّة في مدارج الفتوّه لمعين الدين محمّد مسكين الفراهي المتوفّى سنه ۹۰۷ أو ۹۰۹ ه ق، فارسي في مقدّمة و أربعة أركان و خاتمة، ألّفه فى ۸۹۱ ه ق. اُنظر: الذريعة، ج ۲۱، ص ۱۸۴، الرقم ۴۵۲۲.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 175449
صفحه از 662
پرینت  ارسال به